وأصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في سجن "عوفر" غرب رام الله، ظهر اليوم الأربعاء، قراراً بإعادة الحكم السابق بالسجن المؤبد و(18) عاماً، بحق البرغوثي.
وقالت أمان نافع، زوجة البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، على هامش وقفة احتجاجية نظمتها العائلة على ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، عصر اليوم الأربعاء، ضد إعادة الحكم السابق لنائل، إننا "سنذهب لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية وفي حال لم تنصفنا بطلب الإفراج، سنتوجه إلى المحاكم الدولية".
وطالبت نافع المؤسسات الحقوقية بالعمل الجاد للإفراج عن نائل، وقالت: "نريد شيئاً جدياً، ويجب على الرئاسة الفلسطينية، أن تسمع صوتها بضرورة الإفراج عن نائل".
ولفتت إلى أن محكمة العدل العليا الإسرائيلية لها تجارب أخرى مع الأسرى المحررين بصفقة وفاء الأحرار الذين أعيدت لهم أحكامهم السابقة، إذ رفضت تلك المحكمة طلبهم، وأبقي على إعادة أحكامهم.
وشددت زوجة البرغوثي على أن ما جرى مع نائل "هو حكم سياسي، ونحن نعتبر ملف الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار مساومة مع فصائل المقاومة بغزة، من أجل إبرام أية صفقات تبادل قادمة مقابل الإفراج عن جنودها الأسرى في غزة، وهي مساومة نرفضها".
وقالت: "نحن نعيش حالة صعبة كنا نتوقع أن يتم الإفراج عن نائل، بعدما أمضى 34 عاماً بشكل متبادل قبل الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وبعدما أمضى 30 شهراً بعد حكم إسرائيلي له في العام 2015، ورغم انتهائها رفضت إسرائيل الإفراج عنه، واليوم كنا نتوقع أن يحاكم بعدة أشهر لكننا لم نتوقع أن يعاد حكمه السابق".
أما عمر البرغوثي، شقيق نائل، وهو أسير محرر أمضى نحو 30 عاماً داخل سجون الاحتلال على مرات مختلفة، فقد قال لـ"العربي الجديد"، إن "الردّ يجب أن لا يكون عائلياً بل إن نائل جزء من بقية الأسرى، نحن لسنا هواة سجون، لكننا نصبر إن اعتقلنا، ونائل صلب، ونحن لا نناشد أحداً، المقاومة ليست بحاجة لمناشدة، تعرف دورها، أما رعاة الصفقة فهم عاجزون".
من جانبه، طالب عصام بكر منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة في حديث لـ"العربي الجديد"، "القيادة الفلسطينية بوقف كافة أشكال الاتصال مع إسرائيل بسبب ممارساتها بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال"، وطالب المجتمع الدولي بحماية الأسرى وأن تتحمل المؤسسات الحقوقية والإنسانية مسؤولياتها تجاه الأسرى، وأن يتم إيفاد لجان تحقيق للوقوف على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى.
وشدد بكر على الدور الفاعل الذي يجب أن يلعبه الجانب المصري بقضية أسرى محرري صفقة وفاء الأحرار الذين أعيد اعتقالهم، كون مصر الراعية للصفقة، وأن يتم العمل على إلغاء اعتقال نائل.
واعتقل نائل البرغوثي في المرة الأولى في 4 أبريل/ نيسان من عام 1978، بتهمة المشاركة في عملية للمقاومة الفلسطينية، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد لمرة واحدة و18 عاماً إضافية، وقد أمضى منه بشكل متواصل نحو 34 عاماً إلى أن أفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار في العام 2011، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 2014، وحكم بالسجن 30 شهراً في مايو/ أيار من العام 2015، ليمضي أكثر من 36 عاماً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي المرة الأخيرة، اعتقلت قوات الاحتلال، نائل البرغوثي، والعشرات من أسرى صفقة وفاء الأحرار (شاليط) في شهر يونيو/ حزيران من عام 2014، وأعادت الأحكام السابقة لكثير منهم، وحكمت على بعضهم بالسجن سنوات، رداً على اختطاف ثلاثة مستوطنين حينها ثم قتلهم، في عملية نفذها في الخليل الشهيدان عامر النتشة ومروان القواسمة، قبل أن تغتالهما إسرائيل بعد ثلاثة أشهر على العملية.