تنتظر عائلات مغربية كثيرة فرصة اشتداد الحرارة في فصل الصيف، وتوافد الزوار والسياح المحليين أو حتى الأجانب لتأجيرهم شققها، من أجل الحصول على موارد مالية إضافية تحيي ميزانيتها المنهكة، جراء المصاريف والمتطلبات المعيشية الكثيرة طوال العام.
والتأجير "السري" أو العشوائي للشقق لفائدة السياح أو زوار المدن السياحية خلال فصل الصيف، أحد الحلول التي يلجأ إليها العديد من الأسر المغربية. و"تخترع" هذه العائلات "حيلاً" وطرقاً من أجل تأمين بيوتها للوافدين والمصطافين، أملا في الحصول على مبالغ مالية تعينهم على تدبير شؤونهم بقية العام.
وإحدى الحيل التي يلجأ إليها كثير من الأسر المتواضعة الحال يعبر عنها الحسين (51 عاماً) من مدينة أصيلة الساحلية. ويوضح في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه دأب منذ سنوات على السكن رفقة أسرته على سطح المنزل، وترك شقته السفلية رهن إشارة المستأجرين والوافدين الصيفيين.
ويوضح أنه مع حلول الصيف يضع إعلاناً عن شقته وأوصافها وصورها في أحد المواقع المتخصصة، لمن يرغب في استئجارها لمدة زمنية محددة بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب، ثم يتلقى طلبات الاستئجار من أشخاص يشترط فيهم أن يكونوا متزوجين، تفادياً لمشاكل قد تحصل مع غياب هذا الشرط.
ويقول إنه يسارع برفقة أسرته الصغيرة إلى السكن على سطح المنزل، ويترك شقته الصغيرة للمستأجر الذي عادة ما يدفع 400 درهم (قرابة 43 دولاراً) يومياً على مدى شهرين. ويلفت إلى أن الثمن يرتفع في أغسطس باعتباره شهر الذروة السياحية.
طريقة أخرى يلجأ إليها موح سايس، وهو في عقده الرابع وصاحب شقة بمدينة الفنيدق شمال المغرب. ويلخصها في تصريحه لـ"العربي الجديد"، بأنه يضع الشقة رهن إشارة المكتري في الصيف، ويجعل عليها وسيطا يتكلف بتحصيل الإيجار، في حين يسافر وعائلته إلى البادية عند أحبائهم، "حيث المعيشة أرخص وبالمجان تقريبا" وفق تعبيره.
ويضيف المتحدث أن الصيف فرصة لا تعوض بالنسبة له وكثير من أمثاله ليوفروا بعض المال لمواجهة مستلزمات الحياة ومصاريف عيد الأضحى، والمدارس بعد بضعة أسابيع"، متابعا أنه يشترط على المستأجر أن يكون متزوجا، لكن رغم ذلك ينجح بعض الناس في التحايل بهذا الموضوع.
هذا النوع من التحايل يؤكده عبد الوافي، الذي يعمل سمسارا في مجال تأجير الشقق الصيفية بالشمال. ويقول لـ"العربي الجديد"، "إن بعض المكترين يأتون برفقة عائلاتهم، ثم فجأة يختفي الآخرون ويبقى هو في المنزل يفعل فيه ما يشاء، الشيء الذي يخلق كثيرا من المشاكل للوسيط العقاري ولصاحب الشقة أيضا".
ويشير إلى أن عددا من الشقق المستأجرة في الصيف تتحول إلى أوكار لممارسة الممنوعات مثل المخدرات واستهلاك الخمور، أو إلى "شقق ليل"، مضيفا أنه في هذه الحالة يكون المسؤول كونه صاحب الشقة الذي ارتضى تأجير بيته لهذا النوع من المصطافين دون التثبت من وثيقة الزواج وغيرها من الوثائق.
وكانت شقق الصيف تعرض للإيجار العشوائي، بعيداً عن أعين السلطة ومصالح الضرائب. لكنها أصبحت موضوع تحذير عممته السلطات الأمنية العام الماضي، على المغاربة تنبههم من مغبة تأجير منازلهم لأشخاص دون إبلاغ السلطات بهوية المكترين، وذلك على خلفية إقدام بعض الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة، على استئجار بيوت أو شقق من مواطنين.