بدأت السلطات الجزائرية اليوم بنقل جثامين ضحايا الطائرة العسكرية التي تحطمت الأربعاء الماضي وتسليمها إلى العائلات، وقد نظمت لهؤلاء الضحايا جنازات رسمية وعسكرية ومراسم لتكريمهم.
واستلمت العائلات جثامين أبنائها في جوّ من الحزن والألم، في حين تكفّلت وزارة الدفاع الجزائرية بنقلها مع مرافقة كل جثمان بفرقة عسكرية أدّت التحية الشرفية للضحايا الذين كانت جثامينهم مسجّاة بعلم الجزائر.
وبالقرب من منازل عائلات الضحايا الذين جرى التعرّف على هويّاتهم وسُلّمت جثامينهم إلى أهلهم، تجمّع الأقارب والجيران والمواطنون الذين حضروا لمؤازرة الأهالي والمشاركة في الجنائز. وفي بلدة قصر البخري في ولاية المدية بالقرب من الجزائر العاصمة، التي سقط من بين أبنائها 13 ضحية في هذا الحادث، توافد المواطنون إلى منزل العسكري شلغوم جمال لتقديم واجب العزاء إلى العائلة. وكانت أكثر اللحظات قساوة لحظة وصول الجثمان. أما في منطقة المطار، فقد فتح مواطنون منازلهم لاستضافة عائلات توجّهت إلى المستشفى المركزي للجيش للتعرّف على جثث أبنائها.
وأمس، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن تحديد هوية دفعة أولى من ضحايا الطائرة العسكرية الجزائرية التي تحطمت على مقربة من مطار بوفاريك العسكري. وقد أمر قائد أركان الجيش الفريق أحمد فايد صالح بتوجيه جثامين الضحايا الذين حُدّدت هوياتهم إلى ولاياتهم وعائلاتهم، وأمر بالإسراع في استكمال عملية التعرّف على جثث الضحايا الباقين. تجدر الإشارة إلى أنّ الجزائريين أدّوا اليوم صلاة الغائب على أرواح ضحايا الطائرة، وخصّص أئمة المساجد خطبة الجمعة للحديث عن تضحية هؤلاء وواجب التضامن مع عائلاتهم.
وكانت طائرة عسكرية قد تحطمت أوّل من أمس الأربعاء، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار بوفاريك العسكري، وذلك بعدما فقد قائدها السيطرة عليها بسبب عطل فني. وقد حاول العودة بها إلى المطار لكنّه أخفق في ذلك، الأمر الذي أدّى الى سقوطها في حقل زراعي قريب من المطار. وقد نتج عن الحادثة مقتل 257 راكباً، من بينهم 10 من طاقم الطائرة، بالإضافة إلى 30 من الصحراويين والبوليساريو، بحسب ما جاء في الحصيلة التي أعلنتها وزارة الدفاع الجزائرية. يُذكر أنّ الضحايا بمعظمهم من العسكريين وأفراد عائلاتهم.