أطلقت جمعيات أهلية في الداخل الفلسطيني، مؤخراً، حملة لجمع وشراء آلاف الحقائب المدرسية ولوازم القرطاسية، لإهدائها لأطفال حي الشجاعية في قطاع غزة الذي تعرض لمجزرة خلال العدوان الصهيوني، ضمن عمليات التواصل والتكافل الاجتماعي والتضامن الوطني التي يشهدها المجتمع الفلسطيني في الداخل.
وبدأت الحملة من أواسط شهر أغسطس/آب، بعد التنسيق وفحص حاجات ونواقص مع "مركز شباب فلسطيني" في الشجاعية، ليتم تجميع الحقائب في مقر جمعية التآخي في كفر مندا قضاء مدينة الناصرة في الجليل.
ووصلت الحقائب من عدة بلدات عربية منها حيفا، والفرديس، وكفر كنا، وجسر الزرقاء، وجديدة المكر، وكفر ياسيف، وجلجولية، وعرابة.
وتجمع عشرات الشباب والشابات المتطوعين في مكاتب جمعية التآخي لترتيب الحقائب، ووضع فيها قرطاسية ولوازم مدرسية، وجلس الأطفال برفقة المتطوعين لكتابة رسائل إلى أطفال غزة، فالعلم الفلسطيني كان بارزاً في غالبية الرسائل مع رسمة القلب التي تعبر عن الحب والدعم لهم، في رسائل أخرى برزت فيها رسومات الطائرات المحلقة في السماء، بألوان العلم الإسرائيلي الأبيض والأزرق.
فكتب الطفل إيثار 9 سنوات رسالة "قلوبنا معكم". وكتب حيدر 10 سنوات "سلام لكم من أرض كفر مندا الصامدة إلى أرض غزة الأبية دمتم بعزكم راسخين، من إخوانكم في الداخل المحتل". ورسالة لطفل آخر، "أنا أهنئكم الله يشفي مرضاكم، ونحن نحبك كثيراً يا غزة".
وجاءت الحملة بتنظيم من جمعية التآخي، وجمعية الجليل، ومجموعة إنسان حيفا، والحراك الشبابي كفر كنا، ومخيم الصيفي مجد الكروم. وتنتهي الحملة في بداية سبتمبر/ أيلول ومن المتوقع أن تصل الحملة إلى 5000 حقيبة.
أما مجموعة "أهل الخير" فهي مكونة من طلاب جامعات وطلاب في المرحلة الثانوية، فقرابة الثلاثين شخص منهم يتطوعون بشكل يومي لترتيب وتجهيز الحقائب وإدخال القرطاسية بها.
وكتبت مئات الرسائل من أطفال البلدات الفلسطينية المحتلة عام 1948 مع رسومات، ووضعت داخل الحقائب.
عاطف عالم، مدير التآخي، يقول "هذا أقل واجب نؤديه لإخواننا في غزة، فلا بد أن تكون هناك مرحلة إغاثة لأطفالنا بعد حملة الدواء والغذاء، لقد علمنا أن قسما كبيراً من الأطفال لا يوجد لديهم مدارس بعدما دمرت بالكامل، هذه رسالة تحدي ودعم من أطفالنا هنا إلى أطفالنا هناك بالتواصل مع مركز الشباب الفلسطيني في الشجاعية والتعاون مع الجمعيات في الداخل، فجمعية الجليل تبرعت بـ1200 حقيبة بعد أن توجهنا إليهم".
ويقول عبد القادر عبد الحليم، أحد المبادرين، لـ"العربي الجديد": بدأنا قبل عام بمساعدة اللاجئين السوريين، وبعدها إنتقلنا للعمل على حملات الإغاثة في غزة، المجموعة بدأت من خمسة أشخاص واليوم نحن عشرات، انطلقنا بفكرة من الفيسبوك وانتقلنا إلى العمل، الإصرار على التعليم رغم الدمار هذه رسالة هامة جدا".
ويستمر عبد الحليم بقوله، سنقوم في يوم تطوع في مخازن الأونروا في القدس، وزيارة أطفال غزة في مشافي القدس مع هدايا للأطفال.
أما إثار شاهين (18 عاماً) فتعمل بشكل يومي في ترتيب وتجهيز الحقائب منذ بداية الحملة، فتضيف "انضممت إلى الحملة كنت أتابع الأخبار باستمرار، حبيت أشارك وأساهم بالمساعدة، فانضممت لأكون جزءًا من هذه المجموعة، عملُنا كثير، نقضي ساعات في ترتيب وتجهيز الأمور".
وللشابات دور بارز، في أيام التطوع، في تجهيز الحملة، فهم الغالبية، تقول أريج عبد الحليم: "بدأت التطوع مع أهل الخير من الحملة الأولى للاجئين في سورية، تواصلت معهم وعرفتهم عن طريق الفيسبوك، فأعجبت بأن غالبية الحملات للمنكوبين ومضامينها إنسانية".
وقال مصطفى قدح (18 عاماً) "قبل عام بدأنا النشر في الفيسبوك عمن يريد مساعدتنا، ونظمنا أنفسنا، وطرحنا الفكرة، فقمنا بإنشاء مجموعة على الفيسبوك منذ حوالى شهر، ثم كبر عدد المتطوعين معنا، نتواصل مع أشخاص من العالم العربي ومن غزة، ونفحص الحاجات والنواقص".
وبالتوازي تعمل "مجموعة إنسان" بحيفا المكونة من طلاب جامعيين وطلاب مدارس، وتقول مديرة المجموعة، سهير بدارنة، "أتواصل مع مركز شبابي فلسطيني بالشجاعية منذ سنوات، فطلبوا منا أن نقوم بحملة حقائب، خاصة أننا على موعد مع افتتاح المدارس، وهناك نقص في الحقائب، لترتيبها بالتنسيق معهم".
وتتابع بدارنة، "سوف يتم توزيع الحقائب خلال ثلاثة أيام ترفهية للأطفال، وسنشارك معهم عبر سكايب في التوزيع، وسيتم توثيق الحدث".