ظهور مسرحي لزعيم حركة النهضة التونسية

12 ابريل 2015
+ الخط -

تناقلت المواقع الإخبارية التونسية صوراً لزعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، وهو يحضر حفلاً فنياً في المسرح البلدي نظمته الفرقة الوطنية للموسيقى بالعاصمة تونس مساء أمس السبت.

وتحمل الصور الذي نشرها أيضاً موقع حركة النهضة الرسمي، دلالات كثيرة للغنوشي القادم منذ أيام من رحلة طويلة قضى أيامها في الهند، ويأتي حضور الغنوشي للحفل، بعد زيارة قامت بها قيادات بارزة من حركة النهضة، إلى أحد أبرز مناهضيها، الشاعر التونسي محمد الصغير أولاد أحمد الذي كان على امتداد سنوات طويلة من أشدّ ناقديها ومعارضيها.

وضمت الزيارة وفداً كبيراً مكوناً من عبد اللطيف المكي وسمير ديلو والعرباوي والوريمي، كما قام نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو برفقة سمير ديلو بزيارة ثانية إلى بيت الشاعر، بسبب مرضه.

وأدهشت الزيارتان المهتمين في تونس، نظراً لحالة "العداء" الواضح الذي ميّز علاقة الشاعر بالإسلاميين عموماً، وكتبت الجامعية التونسية المعروفة رجاء بن سلامة (سبق وأن ناصرت حركتي "نداء تونس" و"السبسي" قبل أن تعلن انسحابها) على صفحتها الرسمية: "النهضويّون قادرون على التأقلم مع الأوضاع الجديدة، وتجاوز الأخطاء الماضية. وها هم يزورون أكثر من عاداهم وتصدّى لهم عندما كانوا في السلطة".

وأضافت بن سلامة مخاطبة اليساريين: "وأنتم لا تفعلون شيئاً سوى البكاء على الماضي والحاضر"، معتبرة أن ما قامت به "النهضة" حركة نبيلة واعتراف من حركة إسلامية بشاعر متمرّد.



وتتزامن زيارة وفدي "النهضة" للشاعر الصغير مع ما تطرحه الحركة حالياً من أسئلة حول فصل الجانب الدعوي عن السياسي، وحول خطابها التوافقي في كل الاتجاهات، ولينها الواضح في التعامل مع أكبر منافسيها، خصوصاً من اليسار التونسي، وهذا ما يقود إلى الاستنتاج بإن حركة النهضة ماضية بشجاعة كبيرة بمراجعاتها الفكرية، وقد يدفع عنها ذلك تُهم الانغلاق والتزمت التي يوجهها إليها منافسوها، خصوصاً أن جدلاً كبيراً كان قد رافق لقاءً عقدته قيادات النهضة مع عدد من الوجوه الفنية والمسرحية قبيل الانتخابات التشريعية الماضية.

اقرأ أيضاً: 
فيلم "تيماء".. ضحكة تونسية تعج بالألم والمرارة
تونس ترقص في عيد الموسيقى
بشير ومحمد الغربي: توأم واعد من شمال تونس

المساهمون