ظهور التلاميذ تحت وطأة الحقيبة المدرسية

13 نوفمبر 2015
تحمل عن طفليها (حسين بيضون)
+ الخط -

أطفال كثيرون يحملون حقائب مدرسية ثقيلة الوزن تفوق طاقتهم وتحني ظهورهم. يحذر المتخصصون في الشأن الطبي من هذا الحمل الثقيل، ومنهم من يوجه اللوم إلى الاختيار الخاطئ للحقيبة المدرسية التي تزيد من التواء الظهر، خصوصاً لدى الأطفال.

في لبنان، يواجه التلاميذ وأهلهم هذه المشكلة ويتساءلون عن دور وزارة التربية في الأمر. تقول نوال كفوري لـ"العربي الجديد": "ابني عمره 7 سنوات. يحبّ شراء حقيبة مدرسية جديدة كلّ مرة، لكي يكون مميزاً بين رفاقه. لا أرفض طلبه، لكنّ المشكلة أنّ الحمل ازداد ثقلاً مع ازدياد الكتب. ومع الوقت بات يشعر بألم في ظهره، فتوجهنا الى الطبيب المختص الذي أخبرني أنّ تداركي للأمر منع عن ابني التواءً حاداً في العمود الفقري كان سيستدعي الجراحة".

بدوره، يتمنى بطرس حلو عبر "العربي الجديد" من المعنيين في الشأن الدراسي "إعادة النظر في المناهج التربوية والتخفيف من ثقل وزن الحقيبة المدرسية". ويقول: "ابني طارق عمره 5 سنوات، يأتي كلّ يوم من المدرسة وهو يعاني من ألم في ظهره وفي رأسه أيضاً بسبب كثرة الفروض اليومية. هو يخاف أن ينسى أيّ كتاب تجنباً لأيّ عقاب مدرسي فيحمل كتبه ودفاتره كلّها".

في هذا الإطار، يقول الطبيب المتخصص في طب وجراحة العظام سعيد حلو لـ "العربي الجديد": "لم يبرهن الطب حتى الآن أنّ سبب التواء الظهر عند الأطفال يعود إلى ثقل الحقيبة المدرسية المرتفع. بل يعود الالتواء إلى عدة أسباب منها الاستعداد العائلي. ولهذا ننصح الأهل بمراجعة الطبيب منذ أول مرة يشعر فيها الطفل بآلام الظهر من أجل استباق الحالة ومعالجتها وتفادي الوصول إلى العمليات الجراحية".
ويتابع: "ننصح الأهل أيضاً بالتخفيف من ثقل الحقيبة المدرسية، التي تضمّ إلى جانب الكتب مستلزمات أخرى قد يكون الطفل بغنى عنها. ومن المطلوب أيضاً إجراء صورة شعاعية سنوية لظهر الطفل الذي يشعر بآلام الظهر. ومن المهم أيضاً ممارسة الطفل السباحة كونها تشدّ عضلات الظهر".

وتعقّب الطبيبة المتخصصة في الطب الداخلي ديانا عون لـ "العربي الجديد": "الأهم هو الغذاء الصحي السليم، خصوصاً الإكثار من تقديم الكالسيوم للطفل، فهو يساعد في تقوية العظام لديه. كذلك، من المهم ممارسة الرياضة".

بعيداً عن الميدان الطبي، تقول مديرة الإدارة في المركز التربوي للبحوث والإنماء التابع لوزارة التربية اللبنانية يولا حنينة لـ"العربي الجديد": "عام 2000 بدأ المركز مشروع تخفيف الكتب المدرسية لتخفيض الوزن في الحقيبة المدرسية إلى أقلّ من ربع الوزن السابق. جاء ذلك بعد استشارة مختصين تربويين في هذا المضمار. ولهذا لم يعد هناك أيّ مشكلة صحية قد تطرأ على التلاميذ، إلاّ إذا كان التلميذ يهوى شراء حقيبة مدرسية ثقيلة الوزن مرفقة بدواليب من حديد، فضلاً عن الإكثار من القرطاسية. فكلّ هذا يزيد من وزن الحقيبة المدرسية".
تنصح حنينة الأهل بتفقد محتويات حقائب أطفالهم باستمرار وفرز الكتب الضرورية من غير الضرورية تجنباً لزيادة الوزن. وتشير إلى أنّ المركز التربوي عمد إلى سياسة تقسيم الكتب على عدة مراحل دراسية بغية تخفيف العبء على التلميذ. وتشير بدورها إلى أنّ آلام الظهر لدى التلاميذ لا علاقة لها بالحقيبة التي يحملونها بل بالجلوس لمدة طويلة خلف المقعد الدراسي، أو شاشة الكومبيوتر. وتدعو إلى تعزيز الصحة التربوية في المدارس للكشف باستمرار على صحة التلاميذ.

في المقابل، ينصح الطبيب المتخصص بالطب الداخلي عبدو فرام الأهل بالتنبه لأضرار الوزن الزائد للحقيبة المدرسية. ويقول لـ"العربي الجديد": "تتأثر وظائف الرئة سلباً بالوزن الزائد للحقيبة نتيجة ميل العمود الفقري جانبياً وبالتالي تقييد حركة الرئة في التنفس. كما أنّ وضع حقيبة المدرسة على الأرض خلال طابور الصباح يؤدي الى تلوثها يومياً بالأتربة والميكروبات والفطريات". ويضيف: "حتى نجنب أطفالنا الإصابة بهذه الأمراض والآلام ينبغي أن نحرص على تطبيق عدة أمور بسيطة تتعلق بالحقيبة المدرسية. ومنها مثلاً أن يكون للحقيبة حزامان لتسوية الوزن على الكتفين، وحزام ثالث يربط حول الخصر لتقريب الحقيبة من العمود الفقري وبالتالي تخفيف العبء عنه. كما يجب ألاّ يتجاوز وزن الحقيبة الكامل ما نسبته 10 في المائة من وزن الطفل، فإن كان وزنه 40 كيلوغراماً يجب ألاّ يتجاوز وزنها 4 كيلوغرامات وهكذا. وكذلك، تعليم الطفل ترتيب حقيبته كي تكون الكتب الثقيلة قريبة من الظهر، والأخفّ بعيدة عنه".

اقرأ أيضاً: حقيبة المغرب المدرسيّة ثقيلة
المساهمون