ظلم "جبهة النصرة"

06 مايو 2015
من تحركات أهالي الجنود المخطوفين لدى النصرة وداعش(حسين بيضون)
+ الخط -
يعيش أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى جبهة النصرة و"داعش" في جرود القلمون، منذ أشهر، في خيمة بقلب العاصمة بيروت. أنجبت زوجات بعض العسكريين أطفالاً، وتوفي أهل عسكريين آخرين، فيما يستمر احتجاز هؤلاء الشبان، بغير حق. ترفع جبهة النصرة شعارات كثيرة عن مقاومة الظالمين وإحقاق الحق، لكنها تُجافي المنطق والعدل والأخلاق في استمرارها في احتجاز العسكريين اللبنانيين منذ أغسطس/آب الماضي. فهؤلاء قد خُطفوا خلال عمليّة هجوميّة لـ"داعش" و"النصرة" على بلدة عرسال اللبنانيّة.

هي بلدة حضنت الثورة السورية، واستقبلت عشرات آلاف اللاجئين السوريين، وتحمّلت كل الضغوط في القوى الحزبية المناهضة للثورة السورية، من دون أن تنجر إلى صراعٍ طابعه مذهبي. وقبل هذا الهجوم، لم يكن للجيش اللبناني أي دور هجومي بحق المسلحين السوريين. لا يقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ نقل بعض من التقى أمير جبهة النصرة في القلمون أبومالك التلي، أنه رفض الهجوم على عرسال، وأن تدخله كان لمنع "داعش" من الاستمرار في احتلال البلدة. لكن، كيف يُمكن القبول بنتائج عملٍ مرفوض؟ فخطف العسكريين نتج عن احتلال البلدة.

يُقابل هذا الواقع، تقصير رسمي لبناني، تُرجم بعدم إجراء مبادلة مع "النصرة" رغم موافقة الطرفين على هذا الأمر. يرتبط هذا الكلام بشكلٍ كبير بالمعطيات التي تتحدّث عن معركة مقبلة في جرود القلمون، وباستخدام "النصرة" العسكريين اللبنانيين من أبناء الطائفة الشيعيّة ورقة ابتزازٍ في هذه المعركة. إذ لا يُمكن للجبهة أن ترفع شعار مواجهة الظلم، وتستمر في القيام به. والأهم اليوم، هو ضرورة مبادرة "جيش الفتح في القلمون" الذي سيتولّى إدارة المعركة العسكريّة إلى الإعلان بوضوح أن الأراضي اللبنانيّة والجيش اللبناني ليسوا أعداءً أو أهدافاً للمعارضة السورية. وهذا يجب أن يُترجم بالحذر الشديد من التورط في أي اشتباك مع الجيش اللبناني، لأن هذا سيعني خسارة حاضنة شعبيّة لبنانيّة للثورة السورية. حاضنة عانت من الكثير من ممارسات النظام السوري وحلفائه، مثلما عانى الشعب السوري من هذه الممارسات. كم من قضايا محقّة، هُزمت، لأن حاملي لوائها، مارسوا ظلماً بحق قضيتهم بالدرجة الأولى.
المساهمون