لم توضح الخارجية الإيرانية طبيعة هذه المشاورات، لكن يرجح أنها على صلة بجهود وساطة تقوم بها سلطنة عمان بين طهران من جهة وواشنطن والرياض من جهة ثانية لخفض التوترات بالخليج، وأيضاً الأزمة اليمنية.
وتأتي زيارة ظريف لسلطنة عمان بعد زيارة قام بها نظيره العماني يوسف بن علوي، مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لطهران، حيث دعا إلى عقد مؤتمر بين دول منطقة الخليج بمشاركة إيران.
ودعا بن علوي، في أثناء لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين، إلى "مؤتمر حوار شامل وواسع بحضور جميع الدول المعنية" في المنطقة، مؤكداً أن الظروف الراهنة تستدعي إجراء الحوار والتفاهم بين هذه الدول.
وكشف بن علوي، خلال لقائه بالرئيس الإيراني حسن روحاني، عن أن هناك "مؤشرات تبعث على الأمل لحل الأزمة اليمنية".
وأمس الأحد، دعا وزير الخارجية الإيراني إلى "اتخاذ إجراء جماعي لمواجهة الحظر الأميركي".
وكتب ظريف، في تغريدة على "تويتر"، أن "نهج الولايات المتحدة في الحظر مؤشر على إدمان مرضيّ ومتهور، وفي مثل هذه الحالة لا حدود لما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة أو أن تمتنع عنه".
Twitter Post
|
وأضاف أن "هذا السلوك الإدماني يؤثر في أصدقائها، وكذلك في أعدائها، إلا أن يجري التصدي له بصورة جماعية".
واليوم، وفيما توجه ظريف إلى مسقط، ما زال نظيره الهندي سوبرامانيام جيشنكار، يواصل زيارته لطهران لليوم الثاني، حيث التقى الرئيس الإيراني، وأمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني.
وناقش الوزير الهندي في لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين "سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وخاصة في المجال الاقتصادي"، مشاركاً مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، أمس الأحد.
وقال الرئيس الإيراني لدى استقباله وزير خارجية الهند إن "أميركا ستضطر للتخلي عن الضغط على إيران قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية"، المزمع عقدها نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وأكد روحاني أن "تأمين أمن المنطقة يكتسب أهمية كبيرة لإيران والهند"، مشيراً إلى أن مبادرة "السلام في هرمز" لبلاده تندرج في هذا السياق، معتبراً أنّ "من شأنها أن تمثل حلاً لإيجاد أمن واستقرار مستدامين في المنطقة".
وأضاف أن طهران "تسعى إلى خفض التوترات" في المنطقة، خاصة في الخليج وبحر عمان، داعياً إلى تعزيز العلاقات والروابط السياسية والاقتصادية بين طهران ونيودلهي.
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم الاثنين، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن "المسار الدبلوماسي والحوار لن يتوقفا" مع العالم، مشيراً إلى أن بلاده "تمارس دبلوماسية فعالة" لمواجهة العقوبات الأميركية.
وفي السياق، اعتبر أن زيارة روحاني الأخيرة لماليزيا واليابان كانت بغية "خلق إجماع عالمي ضد العقوبات الأميركية"، قائلاً إن هذه الزيارة "حققت مكاسب مهمة".
وأضاف أنه "إذا لم تبادر أميركا إلى التفاوض ورفع العقوبات، فهي ستكون متضررة"، معلناً أن هدف طهران "هو أن تصل إلى مرحلة يشعر فيها أولئك الذين يفرضون العقوبات بأنها فقدت تأثيرها وفاشلة".