وسيعقد ظريف اجتماعاته مع المعنيين، لبحث الضمانات التي قد تقنع طهران بالبقاء في الاتفاق النووي، بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه.
وقال وزير الخارجية، في تصريحات صحافية عقب وصوله إلى الصين، إن طهران ستبدأ محادثاتها مع الأصدقاء قبل أن تنتقل للقاء بقية الأطراف، مضيفا أنه "إذا ما أراد الآخرون استمرار الاتفاق فعليهم منح ضمانات جيدة لحفظ مصالح إيران".
واعتبر ظريف أن علاقات كل من روسيا والصين مع بلاده "كانت وستظل جيدة وحساسة، حتى بعد عودة العقوبات"، وعن محطته في بروكسل التي سيلتقي فيها بمسؤولين أوروبيين من الدول الثلاث الأعضاء في الاتفاق، ذكر ظريف أن "هؤلاء طلبوا من طهران البقاء في الاتفاق بعد خروج ترامب، لذا سنرى كيف سيضمنون مصالح الإيرانيين ومكتسباتهم من الاتفاق".
وفي سياق متصل، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السريلانكي الذي يزور طهران، إن بلاده ستبقى في الاتفاق النووي رغم ما تفعله أميركا وإسرائيل، إذا منحتها الأطراف الخمسة الباقية في الاتفاق ضمانات تدعم مصالح إيران.
واعتبر روحاني أن إيران التزمت بكل اتفاق كانت جزءا منه ونفذت تعهداتها، وذكر أنه يأسف لانتهاك الاتفاق النووي من قبل واشنطن رغم أنه مصادق عليه من قبل الأمم المتحدة، واصفا انسحاب أميركا بهذه الطريقة وكأنه تجاهل لكل المواثيق الدولية وللأخلاق السياسية، وللمسارات الصحيحة للدبلوماسية، حسب وصفه.
وفي شق آخر، أبدى روحاني جهوزية بلاده لاستمرار الحرب على الإرهاب في سورية والعراق، مشيدا بالانتخابات العراقية الأخيرة، وقال إن طهران مستعدة للتعاون مع الحكومات والشعوب للقضاء على التنظيمات الإرهابية، مديناً جرائم الكيان الصهيوني المرتكبة بحق شعوب المنطقة وفلسطين، قائلا "على كل دول العالم أن تقف مع الفلسطينيين بوجه هذا التعدي".
وفيما بدأ طاقم الخارجية الإيرانية المسؤول عن المفاوضات النووية، جولة دبلوماسية مكثفة، مازال البعض في الداخل يبدي تحفظا شديد اللهجة على انسحاب ترامب، ويظهرون تشاؤما من المحادثات مع الغرب.
وقال قائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، في تصريحات صادرة اليوم، إن "في إيران إمكانيات وقدرات كبيرة، لا يوليها المسؤولون الاهتمام الكافي، وبدلا من التركيز على الداخل، ينظرون نحو الخارج".
وأضاف جعفري أن أعداء إيران يطرحون النووي كذريعة ويتهمون البلاد بتصنيع قنبلة نووية، لكن البرنامج النووي يشكل أحد الاحتياجات الضرورية، حسب تعبيره، ورأى أنه بدلا من أن يكون الاتفاق وسيلة لمنع العقوبات، أصبح بمثابة وسيلة لتنظيم برنامج لها.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة "أثبتت، مرة أخرى، أنها غير أهل للثقة، وأن خطوتها الأخيرة ترمي إلى كسر شوكة ومقاومة إيران"، معتبرا أن "هذا ليس حديث العهد، لكنه يجب أن يكون درسا للاعتماد على قدرات الداخل".
ورأى جعفري أن تحقق ما يتحدث عنه سيغني إيران عن حاجتها للدول الغربية والأوروبية، "لكن للأسف مازال بعض المسؤولين ينظرون للخارج"، داعيا إلى عدم الثقة في الغرب. وطرح قائد الحرس تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مثالا، وهي التي أشارت إلى مسألة أن أوروبا لن تتصادم مع أميركا بالنتيجة.
وقال جعفري إن الأطراف الأوروبية أعلنت مرارا أنها لا تستطيع الوقوف في وجه العقوبات الأميركية، ومع ذلك قررت إيران منحها فرصة جديدة، لكن عليها في المقابل إعطاء ضمانات، مستبعدا حصول ذلك، وهو ما يؤكد مجددا ضرورة تطوير القدرات المحلية وصناعاتها النووية، كما ذكر.
وفي سياق متصل، قال قائد قوات التعبئة، أو الباسيج، غلام حسين غيب برور، إن "ما حدث مؤخرا قد يعني أن الخيارات الدبلوماسية وصلت إلى طريق مسدود، وهو ما يعني ضرورة أن نؤمن بأهمية الوقوف على أقدامنا".