ظريف: لن نجري مفاوضات ثنائية مع واشنطن

26 يناير 2020
يتعرض ظريف لانتقادات داخل إيران (Getty)
+ الخط -


أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة على "تويتر"، مساء الأحد، أن بلاده لن تجري مفاوضات ثنائية مع الإدارة الأميركية إلا في إطار مجموعة 1+5 المبرمة للاتفاق النووي عام 2015، رابطاً ذلك أيضاً بجملة شروط.

وجاء موقف ظريف في وقت، يتعرض فيه الوزير لانتقادات حادة من التيار المحافظ في داخل إيران بسبب إعلانه عن استعداد بلاده لإجراء مفاوضات مع واشنطن بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، شريطة رفعها العقوبات.

وقال ظريف في تغريدته، إن "دونالد ترامب لا يزال يحلم بلقاء ثنائي لإرضاء رغبته في التوصل لـ"اتفاق ترامب"، مؤكداً أن ذلك "خيال باطل". وأضاف وزير خارجية إيران أن "الإطار الوحيد الممكن للحوار هو التفاوض (مع واشنطن) داخل مجموعة 1+5، التي تركها ترامب بنفسه"، لكنه ربط ذلك أيضاً بعودة الرئيس الأميركي إلى ما قبل عام 2017، أي قبل أن يتولى الرئاسة في الولايات المتحدة والتخلي عن العقوبات التي فرضها على إيران منذ هذا التاريخ، و"التعويض عن أضرار ألحقها بإيران".


وتأتي هذه التصريحات لظريف في سياق ملاسنة كلامية مع الرئيس الأميركي على "تويتر"، خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، بعدما طالب الوزير الإيراني ترامب في مقابلة مع "دير شبيغل" الألمانية برفع العقوبات كشرط للتفاوض بين طهران وواشنطن، إلا أن ترامب رفض ذلك، قائلاً "لا، شكراً".

وكان وزير الخارجية الإيراني، قد قال في معرض رده على سؤال لمجلة "دير شبيغل"، نشرتها أمس السبت، عما إذا كانت طهران ترفض إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة بعد اغتيالها قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، قال ظريف: "لا، أنا لن أستبعد أن يغير الناس توجههم ويقبلوا بالحقائق. لا يهمنا من يحكم البيت الأبيض. لكن ما يهمنا هو سلوكهم وإدارة ترامب يمكنها تصحيح ماضيها ورفع العقوبات والعودة إلى طاولة المفاوضات، ونحن مازلنا باقين على طاولة التفاوض وهم تركوها".

لكن هذا الشرط لم يعجب ترامب، ليرد سريعاً على ظريف بتغريدتين باللغة الفارسية والإنجليزية على "تويتر"، قائلاً إن "وزير الخارجية الإيراني يقول إن إيران تريد التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، لكنها تريد رفع العقوبات (أولاً). لا، شكراً".


وأغضب حديث ظريف عن استعداد بلاده لإجراء مفاوضات مع واشنطن بعد اغتيال سليماني، اذا ما رفعت هي العقوبات على طهران، أطيافاً واسعة من المحافظين في إيران، لتهاجمه بقسوة، متهمة إياه بالسعي إلى التفاوض مع قاتل سليماني وتجاهل دمائه.

وتعرض الوزير الإيراني لأقسى الهجمات في مقال بعنوان "وزير خارجية أية إيران؟!"، نشرته صحيفة "كيهان" المحافظة، اليوم الأحد، وجّه مديرها حسين شريعتمداري، انتقادات لاذعة لظريف، قائلاً إن الرئيس الأميركي أعلن صراحة أنه أصدر أوامر باغتيال سليماني، متسائلاً "ما هو هدف السيد ظريف من التفاوض مع قاتل الجنرال الشهيد سليماني؟"، و"ألا تعني تصريحاته هذه تجاهله دماء الجنرال سليماني ورفاقه؟".

وذكّر مدير صحيفة "كيهان"، وزير الخارجية الإيراني بتصريحات له، أدلى بها في جامعة "العلامة طبطبائي"، بالعاصمة الإيرانية قبل أشهر، قال فيها إن "لا أحد يمكنه أن يثق بتوقيع أميركا" على أي اتفاق، بعد انسحابها من الاتفاق النووي، ليسأله عن دافعه في الحديث عن التفاوض مع واشنطن "خلافاً لرأيه السابق".

وأشار شريعتمداري إلى جانب آخر من رد ظريف على سؤال "دير شبيغل"، قال فيه الوزير الإيراني إن "إدارة ترامب يمكنها تصحيح ماضيها ورفع العقوبات والعودة إلى طاولة المفاوضات، ونحن مازلنا باقين على طاولة التفاوض وهم تركوها"، ثم علّق على ذلك مدير "كيهان" ليخاطب ظريف بالقول إنه "اذا ما افترضنا، وهو مستحيل، أن السيد ترامب يقبل نصيحتك ويتراجع! ويرفع العقوبات! حينئذ على أي موضوع وملف ستتفاوضون مع أميركا؟!".

من جهتها، وجهت صحيفة "وطن أمروز" المحافظة، انتقادات لظريف في عددها الصادر اليوم، بسبب تصريحاته لمجلة "دير شبيغل"، مشيرة إلى أن التفاوض مع الإدارة الأميركية يعني التفاوض مع قاتل الجنرال سليماني، واصفة تلك التصريحات بـ"النبأ الأغرب غير المتوقع".

كما أن موقع "مشرق نيوز" المحافظ، هاجم ظريف في تقرير له، نشره اليوم الأحد، مشيراً إلى تصريحات سابقة له تعود إلى العام السابق في هذا الشهر نفسه، حيث أكد الوزير الإيراني أن "قيمة الاتفاق مع الولايات المتحدة لا تساوي الحبر الذي يُكتب به على الورق"، ثم لفت الموقع إلى تصريحاته الجديدة التي قال فيها "لا أستبعد إمكانية التفاوض مع أميركا".


وسط الانتقادات لظريف، أكد مستشار الرئيس الإيراني، حسام الدين آشنا، في تغريدة على "تويتر" أن بلاده "لن تتفاوض مع الإرهابيين ومن يفرض العقوبات"، مضيفاً "أننا لن نسمح باغتيال شخصية مفاوضينا"، في إشارة غير مباشرة إلى تغريدة ترامب، التي رد فيها على دعوة ظريف لرفع العقوبات من أجل التفاوض وما أعقبته من هجمة داخلية يتعرض لها الوزير الإيراني.

وأوضح آشنا أن "من ترك طاولة التفاوض هو من يفرض عقوبات على شعبنا ويغتال قائدنا العسكري الكبير (سليماني) وهو بصدد اغتيال شخصية كبير دبلوماسيينا"، مؤكداً أن الرئيس الأميركي "لا يستحق حالياً أن يكون طرف تفاوض لإيران".