ظريف: حاولنا إجراء مفاوضات مع السعودية حول كورونا لكنها رفضت

07 يوليو 2020
انتقد موقف الأوروبيين بشأن الاتفاق النووي (شون جالوب/Getty)
+ الخط -

طرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مساء الإثنين، قضايا مختلفة ترتبط بالسياسة الخارجية الإيرانية، في مقدمتها الاتفاق النووي، والوضع في المنطقة والعلاقات مع دول الجوار، وتحديدا السعودية، وذلك خلال مؤتمر "الحوار المتوسطي" (MED 2020)، الذي يعقده المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI) عبر خدمة "الفيديو كونفرانس"، بتعاون مع الخارجية الإيطالية، ومؤسسة الدراسات السياسية والدولية التابعة للخارجية الإيرانية.

وفي حديثه، أشار ظريف إلى تطورات العراق الداخلية، وعرّج على اعتقال عناصر كتائب "حزب الله" العراقية، خلال الشهر الماضي، معتبرا أن "ما حدث في العراق قبل أسبوعين كان خلافا داخليا بين المؤسسات العراقية"، ومعربا عن أمله في توصل هذه المؤسسات إلى اتفاق لحل الخلافات.

وحول العلاقات الإيرانية العراقية، قال إن البلدين "بينهما مصالح مشتركة كثيرة، وخطوط حدودية مشتركة، وعلاقات تاريخية"، مضيفا أن بلاده "تصدر الكهرباء والغاز إلى العراق، بينما نحن بحاجة إلى الكهرباء ونستورده من الخارج، لكننا نساعد الشعب العراقي"، بحسب قوله.

كما أشار ظريف، بحسب وسائل إعلام إيرانية، إلى علاقات بلاده مع السعودية، قائلاً إنها بذلت جهودا للحوار مع الرياض خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى رسالة بعثها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى دول مجلس التعاون الخليجي والعراق خلال العام الماضي، تضمنت "مبادرة إيرانية لتأمين أمن المنطقة بعنوان مبادرة السلام في مضيق هرمز".

إلا أن وزير الخارجية الإيراني قال إن الرياض "ردت على رسالتنا بطريقة سيئة للغاية"، من دون الكشف عن طبيعتها، معلنا استعداد إيران للحوار معها مرة أخرى، "إذا كانت ترغب هي في السلام والأمن والازدهار في المنطقة"، لكنه قال في الوقت ذاته: "إنني أتصور أن الرياض علقت جميع آمالها على إدارة دونالد ترامب".

وفي حين اعتبر أن السياسات الأميركية في المنطقة "مخربة جداً"، قال إن "الميزانية الدفاعية الإيرانية تبلغ 16 مليار دولار سنويا، لكن أميركا تبيع ثلاثة أضعاف ذلك أسلحة للسعودية في كل عام".

وأضاف ظريف: "حاولنا إجراء مفاوضات مع السعودية حول مسألة كورونا"، مشيرا في السياق إلى اقتراح إيراني لاجتماع وزراء صحة الدول المطلة على الخليج للحوار بشأنها، "والجميع كانوا مستعدين، لكن السعودية رفضت".

وفي السياق، أكد الوزير الإيراني أن "أكبر أسفي أنه لم نتمكن من إيجاد طريق للحوار والتعاون مع بعض جيراننا".

وأضاف "حاولنا إجراء مفاوضات مع السعودية حول مسألة كورونا، واقترحنا اجتماع وزراء صحة الدول المطلة على الخليج للحوار، وكان الجميع مستعداً، لكن السعودية رفضت".

وفي إشارة غير مباشرة إلى العقوبات الأميركية ضد النظام السوري وحلفائه في إطار ما يعرف بـ"قانون قيصر"، قال ظريف إن "تجربة إيران تثبت أن الضغوط الاقتصادية خطوة تستهدف المواطنين، لكن لا تؤدي إلى تغيير السياسات"، ومعرجا على أوضاع لبنان، قال إن "الشعب اللبناني تحت وطأة ضغوط كثيرة". ودعا الدول إلى "ألا تتعاون مع أميركا للضغط على لبنان، وأوروبا عليها مساعدة لبنان".

وقدّم وزير الخارجية الإيراني سردا عن الاتفاق النووي وتطوراته والانسحاب الأميركي منه، وتوجيه انتقادات للموقفين الأميركي والأوروبي من الاتفاق، قائلا إن "إنقاذ الاتفاق ممكن إذا نفذت الأطراف الأوروبية تعهداتها"، رابطا عودة طهران إلى تنفيذ تعهدات نووية أوقفتها خلال العام الأخير بتنفيذ أوروبا التزاماتها الاقتصادية.

وأكد أن "أكبر إنجازاتي هو الاتفاق النووي، ونحن تمكنا من حل قضية عبر الدبلوماسية، كان يمكن أن تؤدي إلى حرب، وذلك من خلال مفاوضات صعبة ومستمرة".

أكد ظريف أن "الجميع يمكنهم أن يربحوا من خلال الدبلوماسية"، معتبراً أن "لا سلام في العالم من دون الدبلوماسية"، مشيرا إلى حرب الثماني سنوات بين بلاده والعراق في ثمانينيات القرن الماضي، قائلا "إننا حاربنا العراق ثماني سنوات، لكن في نهاية المطاف أنهينا الحرب بالدبلوماسية".

إلا أن هذا "الإنجاز الأكبر" منذ تحقيقه و"الدبلوماسية" التي أدت إليه يواجهان انتقادات وهجمات مستمرة من التيار المحافظ في إيران منذ سنوات، زادت أخيرا، بعدما أعادت الإدارة الأميركية عقارب الساعة إلى الوراء بانسحابها من الاتفاق النووي عام 2018، مما تسبب بتصفير منافعه لطهران، ووضعها أمام أوضاع اقتصادية صعبة للغاية.

وفي معرض رده على سؤال بشأن الانتخابات الأميريكية المقبلة، قال وزير الخارجية الإيراني: "لا يهمنا من سيفوز في هذه الانتخابات، بل ما يهمنا هو أن تصلح واشنطن سلوكها تجاه إيران". 

المساهمون