وتفيد تقارير عراقية وغربية متطابقة بأن عددًا من القياديين في "داعش"، المنحدرين من أصول مغربية، لقوا حتفهم في الأسابيع القليلة الأخيرة، منهم قياديان يلقبان على التوالي بـ"أبي دعاء المغربي" و"أبي صلاح".
وقبل مقتل هذين القياديين، واللذين يشغلان مراكز مهمة في التنظيم، لكونهما مكلفين بالتخطيط والرصد، قتل القيادي المغربي في "داعش"، ويسمى محمد العلمين، وكان مسؤولًا عن صناعة المتفجرات في التنظيم، رفقة سائقه المغربي "أبو ضياء".
وتورد إحصاءات المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، والذي يتابع مسار المقاتلين المغاربة في تنظيم "داعش"، بأن عدد القياديين المغاربة الذين لقوا حتفهم بسبب المعارك الضارية في كل من العراق وسورية يصل إلى أكثر من 17 قياديّاً، أعلاهم رتبة إبراهيم بنشقرون، قائد حركة "شام الإسلام".
ويسجّل الخبير في الحركات الدينية والجماعات المتشددة، إدريس الكنبوري، بأنه خلال الأشهر الأخيرة، لقي العشرات من المغاربة في تنظيم "داعش" مصرعهم على أيدي قوات التحالف، بينهم قياديون.
ويضيف الكنبوري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن المغاربة هم أكثر الجنسيات الموجودة في التنظيم بعد التونسيين، وهذا ما يشجع على استهدافهم، خصوصًا أن بعضهم يحتل مواقع مهمة داخل التنظيم؛ كالإشراف على صناعة المتفجرات.
ولم يستبعد الخبير المغربي أن يكون هؤلاء القياديون المغاربة مستهدفين من طرف القوات العراقية وقوات التحالف، علمًا بأن بينهم مغاربة من أصل فرنسي، مشيرًا إلى أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، كان قد أعطى أمرًا للقوات الفرنسية بتوجيه ضربات مختارة بدقة لأشخاص معينين.
وخلص الكنبوري إلى أن "مقتل عدد من القياديين المغاربة في داعش يدل على نهاية ظاهرة المغاربة في التنظيم عما قريب"، مضيفًا أن "هؤلاء ظلوا يقاتلون إلى جانب التنظيم بعد تكثيف العمليات ضده ومحاصرته في الموصل وقرب نهايته، ما يدل على أنهم من ضمن أشرس المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة".