وأكد عميد بسلاح الجو العراقي، لـ"العربي الجديد"، أن طيران التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، تدخل، في التاسع من يناير/ كانون الثاني الماضي، لإنقاذ إحدى تلك الفصائل من كمين وقعت داخله من قبل تنظيم "داعش" في منطقة الصكلة على الحدود العراقية السورية من جهة محافظة الأنبار، لافتاً إلى أن الطيران العراقي يقوم بعمليات مشابهة، لكن بساعات طيران أقل بنحو 50 بالمائة عن التحالف الدولي.
وأضاف أن طيران التحالف الدولي ما زال ينفذ طلعات جوية في مناطق مختلفة من شمال وغرب ووسط العراق، انطلاقاً من قاعدة أنجرليك التركية والخليج العربي، ضمن برنامج دعم وإسناد تحركات القوات العراقية البرية ورصد ومراقبة تحركات بقايا تنظيم "داعش".
وبين المتحدث ذاته أن "عمليات الدعم والإسناد الجوي تلك تشمل، فضلاً عن قوات الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، "الحشد الشعبي"، بما فيها الفصائل المرتبطة بفيلق القدس الإيراني بشكل مباشر، وتحوي على مستشارين إيرانيين، كـ"حزب الله" و"الخراساني" و"النجباء" و"العصائب" و"بدر""، في إشارة الى أبرز مليشيات "الحشد الشعبي" بالعراق، والتي تمتلك أجنحة مسلحة أيضاً في سورية، وتوفر الدعم لقوات النظام السوري.
وحول الانسحاب الأجنبي من العراق، أوضح أن "الإسناد الجوي مستمر لعام آخر وفقاً لاتفاق بين الحكومة والتحالف الدولي. وبالنسبة للتخفيض البرّي، تم سحب وحدات قتالية متخصصة بحرب المدن والمناطق الضيقة جرى استقدامها خلال معركة الموصل، وعدا ذلك، فإن القوات الأخرى موجودة للدعم اللوجستي والتدريب".
يأتي ذلك مع ورود تقارير حكومية عراقية تشير إلى بدء الولايات المتحدة خفض عديد قواتها في البلاد بشكل تدريجي، حيث يتواجد نحو 12 ألف عسكري في العراق، من بينهم أكثر من 6 آلاف عنصر قتالي دخلوا البلاد عقب اجتياح "داعش" مساحات شاسعة من شمال وغرب العراق.
وتنتشر 9 فصائل مسلحة تابعة لمليشيات "الحشد" العراقية على الشريط الحدودي العراقي السوري البالغ طوله نحو 620 كم، يمتد من الأنبار غرباً إلى نينوى وعاصمتها الموصل شمالاً.
وتهاجم مليشيات "الحشد" التحالف الدولي، وصعدت مؤخراً مطالبتها بانسحاب جميع القوات الأجنبية من العراق، بما فيها الأميركية، إلا أن قوى كردية وسنية تطالب، في الوقت نفسه، بخروج الحرس الثوري و"فيلق القدس" بزعامة قاسم سليماني من العراق أيضاً.
ونفذت تلك المليشيات منذ تأسيسها عام 2014 سلسلة جرائم وانتهاكات واسعة بدوافع طائفية، خلال تقديمها الدعم للقوات النظامية، وتحظى بتسليح ودعم مالي واسع من قبل إيران، ومؤخراً سمح لها بالمشاركة في الانتخابات من خلال تحالف أطلق عليه "الفتح" بهدف الدخول إلى البرلمان رغم تحفظ قوى عراقية مختلفة على ذلك.