رغم تمسّك المصمم طوني ورد
بالشغل اليدوي كأساس في خياطة الملابس، لإنجاز عمل يتميز بالإبداع والحرفية، أراد اليوم أن يثبت أن من يبرع في الشغل اليدوي وينجزه بحرفية عالية، قادر أيضاً على تحقيق الإنجازات عند الاعتماد على التكنولوجيا. انطلاقاً من ذلك، قرر أن يخلق هذا المزيج ما بين التكنولوجيا والعمل اليدوي الذي تميز به؛ فقدّم إنجازاً جديداً من خلال تصميم ثلاثي الأبعاد ومجموعة اعتمد فيها على مواد صديقة للبيئة.
استعانة بالتكنولوجيا اعتبر المصمم طوني ورد دائماً أن
خياطة الملابس ترتكز فعلياً على العمل اليدوي المتقن، فهنا تبرز الحرفية فيها والبراعة. في حديثٍ إلى "العربي الجديد"، يقول ورد: "من خلال هذا الإنجاز الجديد، أردت أن أثبت أن من يبرع في الشغل اليدوي في
الكوتور ويقدم إنجازات فيه، يمكنه استخدام التكنولوجيا بطريقته. قررت أن أستعين بالتكنولوجيا ومزجتها مع الخبرة التي لدينا في التصميم وحرفيتنا في الشغل اليدوي لأقدم هذه المجموعة. لكن بالنسبة لي، أتمسك بمبدأ أن الكوتور تبقى معتمدة بشكل أساسي لا منازع فيه على الحرفة اليدوية".
انطلاقاً من ذلك، أنجز ورد 33 تصميماً صديقاً للبيئة، مستخدماً مواد قابلة للذوبان. كما صمم فستاناً لافتاً بتقنية ثلاثية الأبعاد. تتطلب هذا الإنجاز 450 ساعة عمل، و100 ساعة من الخياطة للمجموعة. كما يشير ورد إلى الكلفة العالية للفستان ثلاثي الأبعاد الذي أنجزه، معتمداً فيه على القماش والمواد الفاخرة، فيما جمع بين التول والمواد الـ TPU البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير، بحرفية عالية؛ فكان نتاجاً مميزاً من خلال هذا المزيج الذي أبرز الجانب الإبداعي في إنجازه.
يقول ورد: "هذا التصميم قابل لإعادة التدوير بشكل كامل، حتى إنه يمكن تقطيع وتذويب القطع التي صنع منها ليعاد استخدامها. وبالتالي، ما من هدر في المواد التي استخدمت في هذا الفستان".
ثمانية كيلومترات من القماش في المقابل، يوضح المصمم أنه على الرغم من أهمية هذا الإنجاز المعتمد على التكنولوجيا، ثمة تصاميم أنجزها سابقاً تتميز أكثر بعدد العناصر التي تتألّف منها، وبالعمل المتقن في إنجازها؛ إذ سبق أن استخدم ثمانية كيلومترات من القماش لإنجاز تصميم، رغم أن ذلك قد لا يبدو واضحاً فيه لمن يراه. هنا يكمن السر الحقيقي في البراعة في الكوتور، بحسب قوله. كما أن هناك تصاميم له تتطلب إنجازها بين 200 و500 ساعة من الشغل اليدوي. وبالتالي، ثمة تصاميم أخرى عديدة سابقة كان إنجازها أكثر صعوبة.
يلاحَظ حالياً توجّه دور الأزياء إلى التركيز على مبدأ الحفاظ على البيئة والتفكير في إعادة التدوير في ما تطرحه من تصاميم وصيحات، لاعتبار أن الموضة تعتبر واحدة من أكثر الصناعات الملوِّثة في العالم والمهددة للبيئة. يؤكد المصمم طوني ورد حرصه على التفكير في الأجيال المقبلة من خلال التصميم، وتركيزه على مبدأ حماية البيئة والسعي إلى الحفاظ عليها. وانطلاقاً من ذلك، يحرص في التصميم على مبدأ إعادة التدوير وحماية البيئة في التصاميم التي يطلقها. هكذا، صنع ورد الفستان الذي صممه من قماش قابل للذوبان سريعاً، كما أنّه يحرص، بحسب قوله، حالياً على استخدام المواد الصديقة للبيئة، حرصاً على هذا المبدأ الذي لا بد من التشديد على أهميته.
آخر المجموعات التي قدمها المصمم لشتاء 2020 حملت عنوان الفطر، وتميزت بدقة التفاصيل التي فيها.
يقول في حديثه إلى "العربي الجديد": "استوحيت مجموعتي لخريف وشتاء 2019-2020 من الفطر الذي لطالما أحببته. وفيما استوحيت منه ومن أشكاله اللامتناهية، قدمت التصاميم المزينة بالطباعة ثلاثية الأبعاد كسابقة في التصميم في المنطقة". أما الألوان التي طغت على المجموعة فهي ألوان الغابة، إلى جانب الأحمر والأبيض، ولون خشب الجوز والأزرق السماوي.