21 سبتمبر 2019
طوفان الأفكار
عبد الحفيظ العمري
كاتب ومهندس من اليمن، مهتم بالعلوم ونشر الثقافة العلمية. لديه عدّة كتب منشورة إلكترونيا. الحكمة التي يؤمن بها: "قيمة الانسان هي ما يضيفه للحياة ما بين حياته ومماته" للدكتور مصطفى محمود.
في زماننا الذي نعيش فيه، تموج أفكار عديدة جاء بعضها منذ القرون الغابرة، ما اندثر خلال دوران دولاب الزمن، ولكن طوائف في ظهرانينا أحيت هذه المندثرات لحاجة في نفس يعقوب! ويحمل الأمر خطورته عندما تكون هذه الأفكار مرتبطة بالدين وفهمه.
***
كل شيء أصبح أصنافاً وأنواعاً، وكذلك المتحدثون باسم الإسلام أصبحوا اليوم أنواعا، وكلهم يرفعون شعارات برّاقة، جميلة، من أمثال "أنصار الشريعة"، و"حزب الله"، و"حزب الرشاد"، .. إلخ، إلى غيرها من مسمياتٍ تملأ زماننا. وهنا لا أنتقد المسميات، كما يظن بعضهم، فمن حق أي فصيل أو جماعة أن تسمّي نفسها ما شاءت، لكن لا تقولوا لنا أن هذه الأسماء هي عين المسميات، ولا أستطيع أن أتهم أحداً من هذه المسميات في نياتها، لأنه لا يعلم السرائر إلا اللطيف الخبير، لكني أقول إن المحك الحقيقي لهذه المسميات وغيرها هو الفعل على الأرض، العمل، وليس سوى العمل، هو الترجمان الحقيقي لهذه المسميات هل صدقت أم كذبت... والله أعلم.
***
ما أعتقده أن المسلمين الأجانب، غير العرب، فهموا الإسلام أحسن منا، لأننا ورثنا الإسلام عن آبائنا، فلم نتعلمه، في حين هم دخلوا إلى الإسلام بتعلم وصبر، ففهموه أحسن منا. فالدين ليس تراثا، متى نتعلم ذلك؟
***
في زمان اليوم، يجب أن نفحص ونمحص كل الأفكار الطافية على السطح، بل ونجري مراجعات كثيرة لكل موروثاتنا القديمة من أفكار تدور حول الدين في كتبنا الكثيرة التي كُتبت في العصور الخوالي وننقح منها، بل (نحذف) منها مما لم يعد لديه أي صدى ووجود في زماننا المعاصر، أنا لا أقصد النصوص المقدسة (قرآن وحديث) حتى لا يفهمني البعض خطأ، بل ما انطوت عليه أفهام الفقهاء لتلك النصوص، ومن ذلك مفاهيم فقهية وضعها الفقهاء لعصورهم القديمة، من أمثال "دار الإسلام"، و"دار الحرب"، أو دار الكفر، و"دار المعاهد"؛ فتقسيم العالم إلى ديار فكرة لا أثر لها في القرآن، ولا في السنة، إلا أنها نشأت في العهد الأموي، وأول من تكلم فيها الإمام أبو حنيفة في العراق، والإمام الأوزاعي في الشام، بعد نحو مئة عام من الهجرة، وقد اختلف في هذه المسألة الفقهاء، بسبب انعدام وجود نص قاطع، وإنما هي أفهام للفقهاء لنصوص مجملة من القرآن والسنة، وكذلك ضوابط الجهاد القديمة وغيرها من المفاهيم الفقهية التي تحتاج إلى مراجعة.
هذا إذا أردنا أن نكون حقاً شهوداً على هذا العصر، ويكون ديننا معاصراً له، من دون أن نغرق في طوفان الأفكار المتباينة التي غزتنا في هذا الزمان، فهل نستطيع ذلك؟
أترك الجواب لكم.
***
كل شيء أصبح أصنافاً وأنواعاً، وكذلك المتحدثون باسم الإسلام أصبحوا اليوم أنواعا، وكلهم يرفعون شعارات برّاقة، جميلة، من أمثال "أنصار الشريعة"، و"حزب الله"، و"حزب الرشاد"، .. إلخ، إلى غيرها من مسمياتٍ تملأ زماننا. وهنا لا أنتقد المسميات، كما يظن بعضهم، فمن حق أي فصيل أو جماعة أن تسمّي نفسها ما شاءت، لكن لا تقولوا لنا أن هذه الأسماء هي عين المسميات، ولا أستطيع أن أتهم أحداً من هذه المسميات في نياتها، لأنه لا يعلم السرائر إلا اللطيف الخبير، لكني أقول إن المحك الحقيقي لهذه المسميات وغيرها هو الفعل على الأرض، العمل، وليس سوى العمل، هو الترجمان الحقيقي لهذه المسميات هل صدقت أم كذبت... والله أعلم.
***
ما أعتقده أن المسلمين الأجانب، غير العرب، فهموا الإسلام أحسن منا، لأننا ورثنا الإسلام عن آبائنا، فلم نتعلمه، في حين هم دخلوا إلى الإسلام بتعلم وصبر، ففهموه أحسن منا. فالدين ليس تراثا، متى نتعلم ذلك؟
***
في زمان اليوم، يجب أن نفحص ونمحص كل الأفكار الطافية على السطح، بل ونجري مراجعات كثيرة لكل موروثاتنا القديمة من أفكار تدور حول الدين في كتبنا الكثيرة التي كُتبت في العصور الخوالي وننقح منها، بل (نحذف) منها مما لم يعد لديه أي صدى ووجود في زماننا المعاصر، أنا لا أقصد النصوص المقدسة (قرآن وحديث) حتى لا يفهمني البعض خطأ، بل ما انطوت عليه أفهام الفقهاء لتلك النصوص، ومن ذلك مفاهيم فقهية وضعها الفقهاء لعصورهم القديمة، من أمثال "دار الإسلام"، و"دار الحرب"، أو دار الكفر، و"دار المعاهد"؛ فتقسيم العالم إلى ديار فكرة لا أثر لها في القرآن، ولا في السنة، إلا أنها نشأت في العهد الأموي، وأول من تكلم فيها الإمام أبو حنيفة في العراق، والإمام الأوزاعي في الشام، بعد نحو مئة عام من الهجرة، وقد اختلف في هذه المسألة الفقهاء، بسبب انعدام وجود نص قاطع، وإنما هي أفهام للفقهاء لنصوص مجملة من القرآن والسنة، وكذلك ضوابط الجهاد القديمة وغيرها من المفاهيم الفقهية التي تحتاج إلى مراجعة.
هذا إذا أردنا أن نكون حقاً شهوداً على هذا العصر، ويكون ديننا معاصراً له، من دون أن نغرق في طوفان الأفكار المتباينة التي غزتنا في هذا الزمان، فهل نستطيع ذلك؟
أترك الجواب لكم.
عبد الحفيظ العمري
كاتب ومهندس من اليمن، مهتم بالعلوم ونشر الثقافة العلمية. لديه عدّة كتب منشورة إلكترونيا. الحكمة التي يؤمن بها: "قيمة الانسان هي ما يضيفه للحياة ما بين حياته ومماته" للدكتور مصطفى محمود.
عبد الحفيظ العمري