نظم عشرات الأطباء والممرضين وعناصر الإسعاف، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، صباح اليوم الاثنين، وقفة احتجاجية أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، رفضا لانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الطواقم الطبية والمستشفيات الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتين.
وانطلق موكب لسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر والإغاثة الطبية والرعاية الصحية، من شارع فيصل وسط مدينة نابلس، باتجاه مقر الوكالة الدولية، وأطلقت سيارات الإسعاف أبواقها لإيصال رسالة للمجتمع الدولي للحد من الانتهكات التي تتعرض لها الطواقم الطبية.
من جهته، قال المدير الطبي لمستشفى العربي التخصصي، الدكتور سمير الخياط، لـ"العربي الجديد": "رسالتنا خلال الوقفة من كل المؤسسات الطبية والصحية بمحافظة نابلس، لوضع المجتمع الدولي في صورة الانتهاكات التي نتعرض لها بشكل يومي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وناشد الخياط المؤسسات الدولية للتدخل الفوري والسريع لإيقاف هذه الاختراقات والانتهاكات المستمرة، ليتسنى للطواقم الطبية الاستمرار في عملها وممارسته بشكل طبيعي.
ووجه الأطباء الفلسطينيون، رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أكدوا فيها إدانتهم واستنكارهم الشديدين لممارسات وسياسة الاحتلال العنصرية ضد الطواقم الطبية، واعتبروا ما يجري من قتل واعتقال؛ جرائم حرب ومخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة التي نصت على حماية الأشخاص المدنيين أثناء الحرب.
وطالب الأطباء المؤسسات الدولية ومنظمة الصحة العالمية بالتدخل الفوري لوقف سياسة الاحتلال في الاعتداء على المستشفيات والمراكز الصحية، والعمل للضغط على حكومة الاحتلال لوقف سياستها العدوانية المتمثلة بمنع طواقف الإسعاف من القيام بدورهم الإنساني والطبي.
ودعا المشاركون بان كي مون إلى إدانة تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والخاصة بفرض عقوبات على الهلال الأحمر الفلسطيني، وإعتبار هذه التصريحات تهديدا مباشرا للطواقم الطبية، وإشارة واضحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي لفعل ما يريد بهم.
بدورها، قالت منسقة برنامج الحد من المخاطر في جمعية الهلال الأحمر، رماح الطاهر، لـ"العربي الجديد": "الطواقم الطبية والصحية هي طواقم محمية ضمن القانون الدولي والإنساني، والتي من شأنها منع الاحتلال الإسرائيلي أن ينتهك أو يُعتدى عليهم أثناء عملهم في تقديم العلاج وإسعاف المصابين في ظروف المواجهات والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين".
وأضافت الطاهر: "اعتداءات جيش الاحتلال الإسرئيلي متكررة ولا تقتصر على فترة معينة، لكنها تزايدت بشكل ملحوظ خلال هذه الهبة الشعبية الفلسطينية، وتعددت أشكالها حيث اعتدى الاحتلال على الطواقم الطبية في الميدان، وداهموا المستشفيات الفلسطينية وقتلوا واعتقلوا مصابين ومواطنين كانوا داخل المستشفيات يتلقون العلاج".
من جانبه، عدد رئيس اتحاد المستشفيات الخاصة والحكومية في فلسطين، ياسر أبو صفية، لـ"العربي الجديد" الانتهاكات التي تكثفت على المستشفيات وطواقم الإسعاف خلال الشهرين الماضيين، ومنها اقتحام وحدات المستعربين في بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي مستشفى العربي التخصصي واعتقال شاب، وكذلك في مستشفى الأهلي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، حيث اقتحمته مجموعات إسرائيلية تنكرت بزي مدني، واعتقلوا شابا مصابا وقتلوا مرافقه. بالإضافة لاعتداءات الوحدات الخاصة في مستشفى المقاصد بمدينة القدس المحتلة.
اقرأ أيضا:جرحى الانتفاضة.. حالات حرجة تعجز أمامها المستشفيات الفلسطينية