عاد شبح (شلل الأطفال) ليطل من جديد، ويهدد صحة الأطفال في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن فارقها 14 عاماً كاملة، فمنذ العام 1999 لم تسجل الدول العربية حالة إصابة واحدة بهذا المرض الخطير، الذي يصيب الأطفال من دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، ويصل في بعض حالاته إلى إحداث شلل تام خلال ساعات.
غير أن السلطات الصحية في 21 دولة أعلنت حالة الطوارئ في مجال الصحة العامة وتستنفر الجهود للتصدي لهذا المرض، الذي عاود الظهور، وقامت حكومات سبع دول في منطقة الشرق الأوسط، بالتعاون مع منظمات غير حكومية محلية ومنظمات المجتمع المدني ووكالات تابعة للأمم المتحدة، في حملة جديدة تهدف الى الوصول إلى 22 مليون طفل في سوريا والعراق ومصر وإعطائهم لقاح شلل الأطفال مرات عدة.
وتستمر الحملة في هذه الدول حتى الحادي عشرمن أبريل/نيسان الجاري، وستنضم أيضا فرق صحية في لبنان وتركيا إلى الحملة في 10 و18 من أبريل.
وتم الإعلان في أكتوبر2013 عن انتقال فيروس شلل أطفال بري من باكستان إلى سوريا، وسجل في سوريا حتى نهاية مارس 2014، أُصيب بالشلل 27 طفلاً من جراء مرض شلل الأطفال: 18 منهم في محافظة دير الزور المتنازع عليها وأربعة في حلب واثنان في إدلب واثنان في الحسكة وواحد في حماة.
ثم أكدت وزارة الصحة العراقية في 30 مارس الماضي وجود حالة شلل أطفال أصابت طفلاً يبلغ من العمر ستة أشهر من الرصافة شمال بغداد.
وتم الكشف عن فيروسات شلل الأطفال ذات صلة وراثية –والتي نشأت في باكستان- تم العثور عليها في عينات من مياه الصرف الصحي في مصر في ديسمبر2012، وفي فلسطين المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة.
وتقول منظمة "يونيسيف"، إن أعداد الأطفال الذين لقحوا في كل جولة آخذة في التزايد؛ ومع ذلك لم تتوصل بعد جهود التصدي لتفشي الفيروس إلى الفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال الذين ينزحون باستمرار هرباً من العنف في سوريا أو الأطفال، الذين يعيشون في خضم النزاع الدائر.
وصرح مدير برنامج استئصال شلل الأطفال ودعم حالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية "كريس ماهير" أنه في سبيل: التصدي لهذا التفشي، يجب أن نعمل مع شركاء محليين للوصول إلى المناطق الأصعب في الوصول إليها، حيث يعيش الأطفال الذين مازالوا محرومين من التلقيح، وخاصةً أولئك الموجودين في المناطق المحاصرة، ومناطق النزاع في سوريا وفي المناطق النائية من العراق".
يذكر، أن مرض شلل الأطفال لا يوجد علاج له، ولكن يتم الوقاية منه من خلال اللقاح الذي يعطى على دفعات تقي من الإصابة بالمرض مدى الحياة.
وانخفض عدد حالات شلل الأطفال منذ عام 1988، بنسبة تفوق 99%، إذ تشير التقديرات إلى انخفاض ذلك العدد من نحو 000 350 حالة سُجّلت في ذلك العام إلى 223 حالة أبلغ عنها في عام 2012، وفي عام 2013 لم يعد شلل الأطفال يتوطن إلاّ ثلاثة بلدان في العالم (أفغانستان ونيجيريا وباكستان)، بعدما كان يتوطن أكثر من 125 بلداً في عام 1988.