طهران ترفض الوساطة الروسية: لن نتفاوض مع واشنطن

04 سبتمبر 2020
لافروف اقترح الوساطة بين طهران وواشنطن (فرانس برس)
+ الخط -

رفضت الرئاسة الإيرانية المقترح الذي تقدم به أخيرا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للوساطة بين طهران وواشنطن لإجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين، مؤكدة أن إيران "لن تجري أي تفاوض، وموقفنا واضح بهذا الشأن".

وربط محمود واعظي، رئيس مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، إجراء أي تفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية إلا بتراجع الأخيرة عن "أخطائها وإعلانها أنها أخطأت في سلوك مسار خاطئ عبر العقوبات... وعودتها  إلى الاتفاق النووي".

وأكد واعظي، في مقابلة مع وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن "السيد لافروف ليس وحيدا الذي تقدم بمثل هذا المقترح، ودول أخرى حاولت إيجاد حل لهذه القضية"، قائلا إن "على الأميركيين العودة إلى الاتفاق النووي واتخاذ مواقفهم في إطار هذا الاتفاق، وبغير ذلك لن تثمر أي خطوة".

وكان وزير الخارجية الروسي قد أعلن، الثلاثاء الماضي، استعداد بلاده للمساعدة في إطلاق مفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن، منتقدا المساعي الأميركية لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران في مجلس الأمن عبر تفعيل آلية "فض النزاع" المنصوص عليها في الاتفاق النووي لحل الخلافات.

وساطة سويسرية

إلى ذلك، سيتجه وزير الخارجية السويسري إيغناسيو كاسيس إلى الأراضي الإيرانية، يوم الاثنين المقبل، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين.

وقالت الخارجية السويسرية إنها تأتي بمناسبة الذكرة المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أن ثمة معطيات تشي بأن الزيارة قد يكون على رأس جدول أعمالها تفعيل الوساطة السوسرية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.

ومن هذه المعطيات أن سويسرا راعية المصالح الأميركية في إيران، وأنها، إلى جانب سلطة عمان، الوسيط الرئيسي الآخر بين الطرفين خلال العقود الأربعة الماضية، منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وأجرت عدة وساطات منذ عامين، لكنها فشلت، فضلا عن أن الوزير السويسري استبق زيارته المقررة إلى طهران بإجراء مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

سيتجه وزير الخارجية السويسري، ايغناسيو كاسيس، إلى الأراضي الإيرانية يوم الإثنين المقبل، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين

وبحسب الخارجية السويسرية، من المقرر أن يجري كاسيس مباحثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، والرئيس الإيراني حسن روحاني، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

وعن أجندة الزيارة، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، أمس الخميس، إنها تهم العلاقات الثنائية والتطورات والقضايا الإقليمية، غير أن الخارجية السويسرية شرحت الأجندة بتفصيل أكثر، مشيرة إلى أن المباحثات تتركز على القناة المالية السويسرية التي أسستها خلال الفترة الماضية لإرسال السلع الإنسانية إلى إيران، بعد السماح الأميركي بذلك، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الاتفاق النووي وأوضاع الشرق الأوسط.

وتأتي هذه الوساطات والزيارات على وقع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن على خلفية مساعي الأخيرة لتفعيل آلية "فض النزاع" ضد إيران في مجلس الأمن، ما من شأنه أن يعيد إحياء القرارات الأممية الستة ضد إيران، والتي علقت بموجب القرار رقم 2231 المكمل للاتفاق النووي.

وفي حال نجحت واشنطن في ذلك، سيعاد فرض العقوبات الأممية على إيران، فضلا عن تمديد الحظر التسليحي عليها تلقائيا، والذي فشلت فيه الإدارة الأميركية أخيرا في مجلس الأمن عبر محاولة تمرير مشروع قرار لها بهذا الخصوص، فضلا عن إدراج اسمها مجددا تحت الفصل الأممي السابع.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد نقل الصراع القديم مع طهران إلى مرحلة جديدة وغير مسبوقة من التوتر منذ أكثر من عامين، على خلفية انسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما والمجموعة الدولية مع الحكومة الإيرانية عام 2015.

وبعد انسحابه من الاتفاق، فرض ترامب عقوبات شاملة ومشددة وغير مسبوقة على طهران، طاولت جميع مفاصل اقتصادها، مما وضعها أمام أزمة اقتصادية.

وفي خضم تصاعد التوتر بين الطرفين خلال العامين الأخيرين، دخلت أطراف إقليمية ودولية عدة على خط الوساطة بينهما لخفض التصعيد، في مقدمتها سلطنة عمان وسويسرا وفرنسا واليابان، وسط دعوات أميركية متزايدة لم تتوقف بعد للتفاوض مع إيران، لكن جهود الوساطة فشلت في إعادة الطرفين للمسار الدبلوماسي بعد رفض طهران دعوات التفاوض، رابطة أي تفاوض بجملة شروط، على رأسها إنهاء العقوبات، معتبرة أنها "استعراضية ومسرحية".

المساهمون