أعرف طنجة منذ ربع قرن. بين 1987 و2014، زرتها مراراً، لم يتغيّر شيء، سوى أنّ بعض من كنت أزورهم غادروا وتركوا ذكرياتي معهم، مثل بول بولز، محمد شكري، وآخرين. وككلّ زيارة أروح أبحث عمّا استجد وعمّا صمد.
سمّاها الحسن بن محمد الوزان "طانجيه"، والبرتغاليون "طنجر"، والإسبان "طنخر"، وغيرهم "طانجيس". مدينة مدّت نفسها كثيراً لتلتصق بإسبانيا، لتكون نقطة تماس بين عالمين وقارتين، لتنتهي بها أفريقيا وتبدأ معها أوروبا.
للمدينة مظهر حورية مغرية، إذا نظرت إليها من البحر. وإذا اقتربت منها في الليل، تراها ترتعش على سفح جبل مدرّج، وكأن بيوتها العالية مناطيد مُحلّقة في الفضاء. مدينتان في مدينة واحدة. البيوت الفارهة والفلل الأنيقة، بطرقاتها الضيقة، المكسوّة بالأعشاب الخضراء والزهور. ومن هنا، تنظر بهدوء إلى طنجة الأخرى، ببيوتها الصغيرة ذات الجدران العتيقة المتآكلة.
يعبق المكان برائحة ابن بطوطة، وذاكرة جان جينيه، وحبر رحّالة صينيّ رسم خارطتها على أوراق البردي، وأطلقها في مخيّلة الصينيين مكاناً أسطورياً. لم تعد البواخر في طنجة تسبح في ضباب أبيض، لأنّ ميناءها انتقل بعيداً، ولم يبق منه سوى أطلال سياحية، بقيت بضع سفن خشبية ولم يعد يعجّ بالأجناس واللغات والألوان والصيارفة المتجوّلين في الشوارع الذين يقبلون جميع العملات. هنا القاعدة التي اتخذها طارق بن زياد لفتح إسبانيا، ومن هنا انطلق ابن بطوطة إلى الصين وسمرقند.
كانت طنجة مثار نزاعات وخلافات لقرون، عرفها الفينيقيون والقرطاجيون، واحتلّها البرتغاليون في عام 1471، ثمّ أصبحت في القرن 17 تحت السيطرة الإنجليزية، إثر زواج كاترين دي براغانس وشارل الثاني. بعد ذلك، حاصرها مولاي إسماعيل، قبل أن يعيدها المغاربة إلى سيطرتهم.
وفي القرنين 18 و19 أصبحت لطنجة أهمّية تجارية خارقة، سكنها معظم التجّار والدبلوماسيين الأجانب، بسبب حصانتها. ومنذ عام 1923 صار لطنجة وضعها الخاص، أي نظام المدينة الدولية، واستمرّ حتى 1956. ثم بدأ المغاربة إدارة المدينة تحت إشراف "مندوب" خاص مرتبط بالإدارة المركزية. هكذا عادت طنجة إلى أحضان أبنائها، بعد صراعات ومنازعات دولية، دامت قروناً.
ملتقى بحرين
كثيراً ما يردّد أهلها أنّها عالمية تماماً مثل عيونهم الخضراء والزرقاء والبنية... وهي مربّعة ومستطيلة ولولبيّة، مثل شكل كتابتها. وهي مدينة قديمة، مدينة أسواق بأزقّة ضيّقة، فيها توابل وخضار، وأسواق حديثة للفيديو وثياب النساء والعطور المزيّفة، حتى بعض صيدلياتها، القديمة والحديثة، تَبيع عقاقير الأعشاب المنقرضة.
يشعر زائر طنجة بأنّه في مدينة منفتحة. تطلّ بوّاباتها على ملتقى بحرين شاسعين هما البحر الأبيض المتوسّط والمحيط الأطلسيّ.
هل هي رغبة التقاء المياه الباردة والدافئة؟! لا أعرف، لكنّي أعرف أنّها تتحوّل، في نظر الباحث، إلى إرث لمدن مختلفة. طنجة مشيّدة على مدرّجات، وتنتصب على تلّة هائلة، تطلّ على مضيق جبل طارق. تقرأ في وجهها، وأنت تمرّ بجوار الفيلات والقصور والبنوك المهجورة والدوائر التي تركها الدبلوماسيون الأجانب الغابرون خطوطاً كتبها البرتغاليون والإسبان والإنجليز والألمان.
عاشت المدينة نحو نصف قرن كإحدى المدن الرمزية، الهلامية، في هذا العالم. هويتها خليط من أجناس متنوعة، جاءت لتتنعم بشواطئ دافئة وشمس عامرة، تأخذك كلّ قصّة من قصص هذه المدينة الساحرة إلى قلبها مباشرة، من دون أن تشعر بالفراغ الذي يفصل بين المدينتين، القديمة والحديثة.
مقهى الحافّة
بدأتُ زيارتي الجديدة بمقهى الحافة التي تُشعرك بأنك على حافّة العالم بالفعل، حيث تلحظ منها أمامك مدن إسبانيا: طريفة، والدرة الإنجليزية المقذوفة في المحيط الأطلسي، وجبل طارق.
هذا المقهى، كما يقول العارفون بأسراره، كان ملتقى المبدعين من أرجاء العالم: جان جينيه، بول بولز، وليام بوروز، تينيسي وليامز وآخرين. ويكفي أنه كان لطنجة مسرح عريق مرّ عليه كبار الفنانين: الممثلة الفرنسية سارة برنار ويوسف وهبي وأمينة رزق وغيرهم.
ذهبت إلى طنجة، أوّل مرّة، مع المستعرب الإسباني المعروف، بيدرو مارتينيز مونتابيث. وفيها تعرفت إلى الصديق الروائي والكاتب المغربي، بهاء الدين الطود، لأننا لم نعثر على بنك يصرف لنا النقود في مدينة أصيلة... وكان صديقي قد تَخاصَم مع إدارة الفندق فيها، لأنهم لم يلبوا طلبه في تحويل "البيزتاس" الإسبانية إلى دراهم مغربية. قلت له: "لماذا لا نذهب إلى طنجة، وهي على مبعدة أربعين كيلومتراً؟" فرح للاقتراح وقال بحماس: "فكرة جيدة! هذه أيضاً فرصة مناسبة لشراء الكتب في طنجة".
في طريقنا، نجحت في جرّ صاحبي إلى الحديث عن المدينة، وفي ختام حديثه سألني: "ألا تعرف ماذا قال أحد الشعراء في مائها؟" وحين بدا أني لا أعرف، قال بلهجة عربية مشوبة بلكنة قشتالية:
بطنجة عين ماء رمل/ لذيذ ماؤه كالسلسبيل
خفيف وزنه عذب ولكن/ يطير بشاربيه ألف ميل
أسوار ومدافن وأزقّة
بدأنا جولتنا، أنا والصديقان الشاعر محمد أحمد بنيس والكاتب معن البياري، من "مقهى الحافة" لنزور معالم المدينة، وخصوصاً السوق الشعبي، مروراً بضريح ابن بطوطة.
بعد جلسة فوق هضبة مرشان، حيث يوجد "مقهى الحافة"، شعرنا بطاقة محفّزة للمشي، مررنا بالمقبرة الشهيرة التي تبعد 450 متراً من سور القصبة وتحمل اسم الحافة أيضاً. وموازاة مع شارع ابن الأبار، شارع سينارو سابقاً، جنوب مقبرة الحافة، توجد مقابر أخرى مشابهة. ويدلّ وجود هذه المدافن في هذه المنطقة على أنّ أحد الأبواب القديمة لطنجة، قبل الفترة الإسلامية، كان يتخلّل سور المدينة غرباً. وقد تمّ العثور في هذا الموقع على لقى أثرية، يعود بعضها إلى الفترة البونية، وأخرى إلى الفترة الرومانية.
لكنّ المهمّ أنّ ما اكتشف فيها من آثار ذات طابع جنائزي يكتسي أهمية تراثية كبيرة. ضمّ التابوت الوحيد المصنوع من الرصاص والذي عُثر عليه داخل أحد القبور، رفات طفل وجرّة جنائزية وآنية زجاجية صغيرة محطّمة وأجزاء تمثال صغير.
تؤدّي تلك المقبرة إلى السوق الشعبي، حيث تتفرّع الأزقّة الضيّقة، وتؤدّي إلى ضريح ابن بطوطة، والصغار يلعبون فيها، والنسوة يخرجن رؤوسهن لينظرن إلى المارّة الغرباء الذين يجوبون أحياءهم المنزوية، ثم هناك السوق الداخلي الذي كتب عنه محمد شكري.
ثمّة خمسة أحياء في المدينة العتيقة: القصبة، دار البارود، جنان قبطان، واد أهردان، وأيت إيدر.
بُنيت أسوار المدينة على مراحل، ومن المحتمل جدّاً أنّها بنيت فوق أسوار المدينة الرومانية "تينجيس".
تؤرّخ الأسوار الحالية بالفترة البرتغالية (1471-1661)، إلا أنّها عرفت أشغال ترميم وإعادة بناء وتحصين كثيرة في الفترة الإنجليزية (1661-1684) ثم فترة السلاطين العلويين الذين أضافوا عدّة تحصينات في القرن الثامن عشر، حيث دعموا الأسوار بمجموعة من الأبراج: برج النعام، برج عامر، برج دار الدباغ، برج السلام. كما فتحوا فيها ثلاثة عشر باباً منها: باب القصبة، باب مرشان، باب حاحا، باب البحر، باب العسة، باب الراحة، وباب المرسى.
مررنا بمسرح "سرفانتس" الذي تأسّس في 1913، وكان آهلاً بالروّاد العاشقين للمسرح، وتحوّل الآن إلى بناية مهدّمة، تحمل آثار التاريخ.
سمّاها الحسن بن محمد الوزان "طانجيه"، والبرتغاليون "طنجر"، والإسبان "طنخر"، وغيرهم "طانجيس". مدينة مدّت نفسها كثيراً لتلتصق بإسبانيا، لتكون نقطة تماس بين عالمين وقارتين، لتنتهي بها أفريقيا وتبدأ معها أوروبا.
للمدينة مظهر حورية مغرية، إذا نظرت إليها من البحر. وإذا اقتربت منها في الليل، تراها ترتعش على سفح جبل مدرّج، وكأن بيوتها العالية مناطيد مُحلّقة في الفضاء. مدينتان في مدينة واحدة. البيوت الفارهة والفلل الأنيقة، بطرقاتها الضيقة، المكسوّة بالأعشاب الخضراء والزهور. ومن هنا، تنظر بهدوء إلى طنجة الأخرى، ببيوتها الصغيرة ذات الجدران العتيقة المتآكلة.
يعبق المكان برائحة ابن بطوطة، وذاكرة جان جينيه، وحبر رحّالة صينيّ رسم خارطتها على أوراق البردي، وأطلقها في مخيّلة الصينيين مكاناً أسطورياً. لم تعد البواخر في طنجة تسبح في ضباب أبيض، لأنّ ميناءها انتقل بعيداً، ولم يبق منه سوى أطلال سياحية، بقيت بضع سفن خشبية ولم يعد يعجّ بالأجناس واللغات والألوان والصيارفة المتجوّلين في الشوارع الذين يقبلون جميع العملات. هنا القاعدة التي اتخذها طارق بن زياد لفتح إسبانيا، ومن هنا انطلق ابن بطوطة إلى الصين وسمرقند.
كانت طنجة مثار نزاعات وخلافات لقرون، عرفها الفينيقيون والقرطاجيون، واحتلّها البرتغاليون في عام 1471، ثمّ أصبحت في القرن 17 تحت السيطرة الإنجليزية، إثر زواج كاترين دي براغانس وشارل الثاني. بعد ذلك، حاصرها مولاي إسماعيل، قبل أن يعيدها المغاربة إلى سيطرتهم.
وفي القرنين 18 و19 أصبحت لطنجة أهمّية تجارية خارقة، سكنها معظم التجّار والدبلوماسيين الأجانب، بسبب حصانتها. ومنذ عام 1923 صار لطنجة وضعها الخاص، أي نظام المدينة الدولية، واستمرّ حتى 1956. ثم بدأ المغاربة إدارة المدينة تحت إشراف "مندوب" خاص مرتبط بالإدارة المركزية. هكذا عادت طنجة إلى أحضان أبنائها، بعد صراعات ومنازعات دولية، دامت قروناً.
ملتقى بحرين
كثيراً ما يردّد أهلها أنّها عالمية تماماً مثل عيونهم الخضراء والزرقاء والبنية... وهي مربّعة ومستطيلة ولولبيّة، مثل شكل كتابتها. وهي مدينة قديمة، مدينة أسواق بأزقّة ضيّقة، فيها توابل وخضار، وأسواق حديثة للفيديو وثياب النساء والعطور المزيّفة، حتى بعض صيدلياتها، القديمة والحديثة، تَبيع عقاقير الأعشاب المنقرضة.
يشعر زائر طنجة بأنّه في مدينة منفتحة. تطلّ بوّاباتها على ملتقى بحرين شاسعين هما البحر الأبيض المتوسّط والمحيط الأطلسيّ.
هل هي رغبة التقاء المياه الباردة والدافئة؟! لا أعرف، لكنّي أعرف أنّها تتحوّل، في نظر الباحث، إلى إرث لمدن مختلفة. طنجة مشيّدة على مدرّجات، وتنتصب على تلّة هائلة، تطلّ على مضيق جبل طارق. تقرأ في وجهها، وأنت تمرّ بجوار الفيلات والقصور والبنوك المهجورة والدوائر التي تركها الدبلوماسيون الأجانب الغابرون خطوطاً كتبها البرتغاليون والإسبان والإنجليز والألمان.
عاشت المدينة نحو نصف قرن كإحدى المدن الرمزية، الهلامية، في هذا العالم. هويتها خليط من أجناس متنوعة، جاءت لتتنعم بشواطئ دافئة وشمس عامرة، تأخذك كلّ قصّة من قصص هذه المدينة الساحرة إلى قلبها مباشرة، من دون أن تشعر بالفراغ الذي يفصل بين المدينتين، القديمة والحديثة.
مقهى الحافّة
بدأتُ زيارتي الجديدة بمقهى الحافة التي تُشعرك بأنك على حافّة العالم بالفعل، حيث تلحظ منها أمامك مدن إسبانيا: طريفة، والدرة الإنجليزية المقذوفة في المحيط الأطلسي، وجبل طارق.
هذا المقهى، كما يقول العارفون بأسراره، كان ملتقى المبدعين من أرجاء العالم: جان جينيه، بول بولز، وليام بوروز، تينيسي وليامز وآخرين. ويكفي أنه كان لطنجة مسرح عريق مرّ عليه كبار الفنانين: الممثلة الفرنسية سارة برنار ويوسف وهبي وأمينة رزق وغيرهم.
ذهبت إلى طنجة، أوّل مرّة، مع المستعرب الإسباني المعروف، بيدرو مارتينيز مونتابيث. وفيها تعرفت إلى الصديق الروائي والكاتب المغربي، بهاء الدين الطود، لأننا لم نعثر على بنك يصرف لنا النقود في مدينة أصيلة... وكان صديقي قد تَخاصَم مع إدارة الفندق فيها، لأنهم لم يلبوا طلبه في تحويل "البيزتاس" الإسبانية إلى دراهم مغربية. قلت له: "لماذا لا نذهب إلى طنجة، وهي على مبعدة أربعين كيلومتراً؟" فرح للاقتراح وقال بحماس: "فكرة جيدة! هذه أيضاً فرصة مناسبة لشراء الكتب في طنجة".
في طريقنا، نجحت في جرّ صاحبي إلى الحديث عن المدينة، وفي ختام حديثه سألني: "ألا تعرف ماذا قال أحد الشعراء في مائها؟" وحين بدا أني لا أعرف، قال بلهجة عربية مشوبة بلكنة قشتالية:
بطنجة عين ماء رمل/ لذيذ ماؤه كالسلسبيل
خفيف وزنه عذب ولكن/ يطير بشاربيه ألف ميل
أسوار ومدافن وأزقّة
بدأنا جولتنا، أنا والصديقان الشاعر محمد أحمد بنيس والكاتب معن البياري، من "مقهى الحافة" لنزور معالم المدينة، وخصوصاً السوق الشعبي، مروراً بضريح ابن بطوطة.
بعد جلسة فوق هضبة مرشان، حيث يوجد "مقهى الحافة"، شعرنا بطاقة محفّزة للمشي، مررنا بالمقبرة الشهيرة التي تبعد 450 متراً من سور القصبة وتحمل اسم الحافة أيضاً. وموازاة مع شارع ابن الأبار، شارع سينارو سابقاً، جنوب مقبرة الحافة، توجد مقابر أخرى مشابهة. ويدلّ وجود هذه المدافن في هذه المنطقة على أنّ أحد الأبواب القديمة لطنجة، قبل الفترة الإسلامية، كان يتخلّل سور المدينة غرباً. وقد تمّ العثور في هذا الموقع على لقى أثرية، يعود بعضها إلى الفترة البونية، وأخرى إلى الفترة الرومانية.
لكنّ المهمّ أنّ ما اكتشف فيها من آثار ذات طابع جنائزي يكتسي أهمية تراثية كبيرة. ضمّ التابوت الوحيد المصنوع من الرصاص والذي عُثر عليه داخل أحد القبور، رفات طفل وجرّة جنائزية وآنية زجاجية صغيرة محطّمة وأجزاء تمثال صغير.
تؤدّي تلك المقبرة إلى السوق الشعبي، حيث تتفرّع الأزقّة الضيّقة، وتؤدّي إلى ضريح ابن بطوطة، والصغار يلعبون فيها، والنسوة يخرجن رؤوسهن لينظرن إلى المارّة الغرباء الذين يجوبون أحياءهم المنزوية، ثم هناك السوق الداخلي الذي كتب عنه محمد شكري.
ثمّة خمسة أحياء في المدينة العتيقة: القصبة، دار البارود، جنان قبطان، واد أهردان، وأيت إيدر.
بُنيت أسوار المدينة على مراحل، ومن المحتمل جدّاً أنّها بنيت فوق أسوار المدينة الرومانية "تينجيس".
تؤرّخ الأسوار الحالية بالفترة البرتغالية (1471-1661)، إلا أنّها عرفت أشغال ترميم وإعادة بناء وتحصين كثيرة في الفترة الإنجليزية (1661-1684) ثم فترة السلاطين العلويين الذين أضافوا عدّة تحصينات في القرن الثامن عشر، حيث دعموا الأسوار بمجموعة من الأبراج: برج النعام، برج عامر، برج دار الدباغ، برج السلام. كما فتحوا فيها ثلاثة عشر باباً منها: باب القصبة، باب مرشان، باب حاحا، باب البحر، باب العسة، باب الراحة، وباب المرسى.
مررنا بمسرح "سرفانتس" الذي تأسّس في 1913، وكان آهلاً بالروّاد العاشقين للمسرح، وتحوّل الآن إلى بناية مهدّمة، تحمل آثار التاريخ.