طلعت الشايب.. رحيل المترجم الانتقائي

01 ابريل 2017
طلعت الشايب (1942-2017)
+ الخط -

"صدام الحضارات"، "الحرب الثقافية الباردة والاستشراق الأميركي"، "بقايا اليوم"، "عارياً أمام الآلهة"، "أن تتخيل قصة جديدة لحياتك"، كلها كتب يعرفها القرّاء المهتمون، نقلها إلى العربية المترجم طلعت الشايب (1942-2017) مع كتب كثيرة غيرها، قبل أن يرحل أمس أثناء مشاركته في ندوة بمدينة دمياط المصرية، إثر أزمة قلبية.

قدّم الشايب أكثر من عشرين عملاً مترجماً، وتعدّدت اهتماماته وانتقاءاته لكن القيمة المشتركة بينها كانت أهميتها بالنسبة إلى القارئ وكذلك الكاتب العربي.

من ذلك ترجمته لـ "في طفولتي"، وهو دراسة الباحث السويدي تيتز رووكي والتي حصل عنها على درجة الدكتوراه، وكان موضوعها السير الذاتية للكتّاب العرب ومن بينهم طه حسين وفدوى طوقان ومحمد شكري، حيث ضمّ الكتاب عشرين اسماً عربياً لمؤلفين وضعوا سيرهم بين أيدي القرّاء.

كما قدّم ترجمة لكتاب "حدود حرية التعبير" للباحثة السويدية مارينا ستاغ، وهو دراسة تتناول التجارب التي عاشها الروائيون في مصر في عهدي عبد الناصر والسادات.

كان الشايب صاحب آراء قاطعة وصفها البعض بأنها حادة بعض الشيء، حيث انتقد مستوى الكثير من المترجمين واعتبر أن إتقان وإجادة العربية في الأساس أهم من النقل إليها عن لغة أخرى من دون براعة في اللغة الأم.

نبّه كثيراً إلى ضرورة الالتفات إلى الترجمة عن اللغات الشرقية والأوروبية الشرقية، ودعا المترجمين إلى الخروج من دائرة الترجمة عن الإنكليزية أو الفرنسية وتجاهل الثقافات الأخرى، معتبراً أن ذلك يجعلنا نرى العالم بعيون غربية فقط.

هاجم المترجم التطبيع الثقافي مع "إسرائيل" من خلال الترجمة، واعتبر أن أي نقل لأدب إسرائيلي لا بد أن يجري عن طريق دار أجنبية، وحتى هذه تحفّظ عليها، مبيناً أن الأصل في التعامل مع "إسرائيل" بوصفها وجوداً غير طبيعي، وترجمة الإنتاج الأدبي أو الثقافي لمجتمعها الاستيطاني يجعلها تظهر وكأنها دولة طبيعية.

لم يكن الشايب يجيد الإنكليزية فقط، بل الروسية أيضاً، ويذكر أنّ كتاب "الأبيض المتوسط: تاريخ بحر ليس كمثله بحر"، الصادر عن "المركز القومي للترجمة" في العام الماضي، كان آخر الأعمال التي حملت توقيعه كمترجم.

المساهمون