استمر طلاب الجامعات المصرية في حراكهم الرافض لانتهاكات الشرطة وقوات الأمن بحق المواطنين، والتي طاولت الطلاب والحياة الجامعية بصورة واسعة، حيث نظم الطلاب العديد من الفعاليات الرافضة للقمع الأمني وأحكام الإعدام الجائرة بحق المعارضين والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وتحقيق العدالة.
نظمت طالبات في كلية الطب بجامعة الأزهر، في القاهرة صباح اليوم الثلاثاء، سلسلة بشرية داخل الجامعة تحت شعار "عسكر فشلة"، حملن خلالها لافتات تدين أحكام الإعدام الصادرة بحق معارضي الانقلاب العسكري في مصر.
كما خرجت طالبات كلية الدراسات الإسلامية في مسيرة من أمام الكلية، واتجهت ناحية كلية العلوم، رفعن خلالها شارة رابعة وهتفن ضد الحكم العسكري في البلاد.
ونظمت طالبات أزهر أسيوط مسيرة، جابت شوارع ومباني الجامعة، تنديدا بالحكم الصادر بإعدام السيدة سامية شنن 51 عاما، وهي أول امرأة يصدر بحقها حكم بالإعدام منذ انقلاب 3 يوليو/ تموز 2013.
وخرجت مسيرة كبيرة بجامعة الأزهر في طنطا، لليوم الثاني على التوالي، رفضا لحكم الإعدام بحق شنن، فيما انتشرت قوات الأمن خارج الجامعة، مع بداية الفعالية وتجمعوا حول البوابات بالمدرعات وسيارات الأمن المركزي.
وفي جامعة الأزهر "فرع تفهنا الأشراف" بمحافظة الدقهلية، نظمت "طالبات ضد الانقلاب" فاعلية خارج الحرم الجامعي أمام البوابة الرئيسية، تنديدا بأحكام الإعدامات واستمرار قوات الأمن في اعتقال وقتل المواطنين.
كما رددن هتافات منددة بتحويل أكثر من 10 طالبات من كلية الدراسات الإنسانية، للتحقيق بدون تهم، بعد الاعتداء عليهن أثناء تظاهرة كن يشاركن بها.
من جانبهم نظم طلاب جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية، حملة توعية للطلاب بعنوان "مفيش رجوع" لتذكير الطلبة بالجرائم التي ارتكبتها قوات الأمن بحق المصريين، وخاصة طلاب الجامعات، وارتدى أعضاء الحملة "تيشيرتات" كُتب عليها "مش هنخاف.. مش هنبطل هتاف".
إضراب جامعة الفيوم
ويستمر إضراب طلاب كليات الهندسة والعلوم بجامعة الفيوم عن الدراسة لليوم الثامن على التوالي، احتجاجا على اقتحام الشرطة حرم الجامعة الإسبوع الماضي، والاعتداء على الطلاب المتظاهرين، بقنابل الغاز المسيل للدموع ورصاص الخرطوش، ومطالبين بالإفراج عن الطلاب الذين ألقي القبض عليهم، وبتعهد إدارة الجامعة بعدم اقتحام قوات الأمن للحرم مرة أخرى.
وكانت حركة "طلاب ضد الانقلاب" بجامعة الفيوم، دعت طلاب كلية الهندسة إلى الإضراب عن دخول قاعات المحاضرات، بعد اقتحام الشرطة بالمدرعات حرم الجامعة لفض تظاهرات أعضاء الحركة مع طلاب منتمين لحركة اولتراس وايت نايتس، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع ورصاص الخرطوش، ما أدى إلى إصابة العشرات من الطلاب.
واقتحمت الشرطة مباني كليتي الهندسة والعلوم وألقت القبض عشوائيا على 52 طالبا من داخل مدرجاتهم ومعاملهم، أفرجت عن أغلبهم لاحقا وأحالت 21 منهم إلى النيابة، حيث وجهت لهم تهم الانضمام لجماعة إرهابية، والتظاهر من دون إذن وإتلاف منشآت حكومية والاعتداء على موظفين حكوميين أثناء تأدية عملهم.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يمتنع فيها طلاب كلية الهندسة عن حضور المحاضرات ودخول المدرجات الدراسية، حيث دخلوا إضرابا في نفس التوقيت من العام الماضي احتجاجا على اقتحام الجامعة أيضا وقتئذ.
ووعدت إدارة الجامعة وقتها بالإفراج عن الطالب أحمد عزت الذي ألقي القبض عليه على خلفية الاقتحام، وهو ما حدث بالفعل، وتعهدت بعدم تكرار الأمر ما دفع الطلاب إلى إنهاء الإضراب.
ووصفت مؤسسة حرية الفكر والتعبير في بيان لها، إضراب الطلاب بالناجح، حيث توقفت الدراسة تماما بكلية الهندسة، كما انضم طلاب كلية العلوم للإضراب بنسبة مشاركة تخطت الـ 90 في المائة، إضافة إلى مشاركة قسم الأمراض بكلية الزراعة في الإضراب.
ويطالب المضربون بالإفراج عن الطلاب المحبوسين خلال أحداث التاسع من مارس، والتعهد بمنع قوات الشرطة من الدخول إلى الحرم الجامعي، وتقديم اعتذار واضح من الإدارة لتخاذلها عن حماية الطلاب.