يشكو عدد من طلاب جامعة الكويت بسبب تغيب بعض الأساتذة عن حضور الصفوف، وحتى من دون إبلاغهم مسبقاً، ما يؤثّر على تحصيلهم الأكاديمي، في وقت يرى آخرون أن في ذلك الادعاء مبالغة
يعاني الطلاب الجامعيّون في جامعة الكويت والمعهد التطبيقي من الغياب المتكرّر لأساتذة الجامعة بحجج مختلفة ومن دون إبلاغ الطلاب، ما يسبّب إرباكاً في جداولهم الدراسية، إضافة إلى عدم إنهاء المنهاج المطلوب قبل الامتحانات النهائية. ويعمل عدد كبير من أساتذة الكليات في وظائف أخرى كمستشارين قانونيين أو إداريين لشركات اقتصادية، إضافة إلى عمل أساتذة كلية الشريعة كأئمة للمساجد ومفتين ومحكمين في المصارف والشركات الإسلامية، ما يعني غياب الكثير منهم عن المحاضرات الدراسية بشكل متكرر. ويقول طالب كلية الشريعة أحمد المطيري لـ "العربي الجديد": "بحسب الجدول الجامعي، كل مقرّر دراسي يحتاج إلى ثلاث محاضرات في الأسبوع. لكن عدداً من الأساتذة يكتفي بمحاضرة واحدة في الأسبوع بحجة الانشغال في أمور أهم".
بدوره، يقول الطالب في كليّة العلوم الإدارية عيسى الحسيني، لـ "العربي الجديد": "العام الماضي، تسجَّلتُ في مادة مهمة عن الاقتصاد مع أستاذ جامعي معروف، لكنني فوجئت بأن هذا الأستاذ يعتذر عن حضور المحاضرات بحجة انشغاله في العمل كمدير للمحاسبة في شركة كبرى. وحاضر ثلاث مرات فقط من أصل 25، وحان وقت الامتحانات من دون أن نستفيد شيئاً من المادة". يضيف: "بعض الطلاب يتعمدون تسجيل موادهم مع الأساتذة الذين يتغيبون كثيراً، حتى يرتاحوا من عناء حضور المحاضرات الجامعية، ويحصلوا على درجات عالية ومن دون أي جهد يذكر. فهؤلاء الأساتذة يعوضون غيابهم من خلال إعطاء الجميع علامات جيدة في الفصل. إلا أنّ جزءاً من الطلاب جاء إلى الجامعة كي يستفيد".
اقــرأ أيضاً
في هذا السياق، يقول الطالب فراج الهاجري لـ "العربي الجديد": "لست معترضاً على غياب الأساتذة، فلكل شخص ظروفه. لكنني معترض على عدم مراعاة هؤلاء الطلاب. أسكن في منطقة أم الهيمان أقصى جنوب الكويت. أقود سيارتي ساعة ونصف الساعة في الصباح الباكر، وأجلس في المحاضرة لأتفاجأ أن الأستاذ تغيَّب عنها من دون أن يخبر أحداً، لأن هناك اجتماعاً طرأ عليه في مقر الشركة مثلاً". ويطالب الإدارة باتخاذ خطوات جدية.
وما من آلية واضحة لإدارة الجامعة تجبر الأساتذة الجامعيين على الالتزام بالمحاضرات. على عكس الوظائف الحكومية الأخرى، لا يُشترط بأستاذ الجامعة إثبات حضوره بالبصمة أو التوقيع الشخصي. ولا يمكن لإدارة الجامعة غير تخفيض التقييم السنوي لهم، وهو أمر روتيني ليس له أهمية.
ويقول الدكتور راشد الهاجري من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت لـ "العربي الجديد": "للأسف، يفترض بالأساتذة الجامعيين أن يكونوا قدوة للطلاب في الالتزام، لكننا نرى العكس". ويسأل: "كيف لأستاذ جامعي أن يعمل كمستشار لتسع شركات، والسفر إلى مقرات الشركات الرئيسية في دبي وغيرها من المدن التجارية، عدا عن كونه مأذوناً شرعياً للزواج وإماماً للمسجد، أن يتفرغ لتدريس الطلبة وقراءة أبحاثهم الأسبوعية والإعداد لمحاضراته؟".
يضيف الهاجري: "عمد بعض أساتذة جامعة الكويت إلى إصدار نشرة توضيحية قبل سنوات، وزعت على جميع أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة. من خلالها، أظهرنا أثر غياب الأساتذة على المشهد التعليمي والثقافي للجامعة، ووضحنا أضرارها على الطلبة من الجانب الأكاديمي، إضافة إلى المخالفة القانونية في ظل غياب العذر المقبول".
ويكثر تخلّف الأساتذة عن حضور المحاضرات، خصوصاً قبل الأعياد الوطنية والدينية ورأس السنة. ويفضل بعض الأساتذة التغيّب قبل العطلة بيوم وبعدها بيوم، ما يقلّص عدد الساعات الدراسية. وتحتلّ الجامعة المرتبة 24 إقليمياً و700 عالمياً، إذ تُعاني من مشاكل عدة، منها عدد الطلاب الكبير (36 ألف طالب) في مقابل 1500 أستاذ أكاديمي فقط.
ويقول عضو اتحاد الطلاب الكويتي أحمد الملا، لـ "العربي الجديد": "خاطبنا إدارة الجامعة وعمادتها مرات عدة، من دون الحصول على نتيجة تذكر. تصرّفات بعض أعضاء هيئة التدريس أساءت إلى صورة الجامعة، حتى عرف عنها أنها جامعة التسرب والغياب وعدم الحضور مع الأسف". يضيف: "غالبية الغيابات تحدث في كليات الشريعة والتربية والإعلام والعلوم الاجتماعية، وبدرجة أقل في كليتي الحقوق والعلوم الإدارية. وتكاد تختفي هذه الظاهرة في كلية الطب والهندسة أيضاً".
من جهته، يقول أستاذ اللغة العربية في كلية التربية الأساسية في المعهد التطبيقي، عبد الكريم الظفيري، في حديث لـ "العربي الجديد": "هناك مبالغات كبيرة بين الناس. أستاذ واحد من أصل 20 يغيبون عن المحاضرات بشكل متكرر، ويهملون المنهاج الدراسي ولا يراعون الطلاب. لذلك، لا يصح إسقاط الأمر على الأساتذة الذين يواظبون على الحضور". يضيف أنه يمكن النظر إلى الأمر من زاوية أخرى، فالأساتذة الذين يُواظبون على الحضور يُكرهون من قبل الطلاب لأنهم لا يعطونهم مجالاً للراحة".
ويوضح أستاذ المناهج التربوية في جامعة الكويت يعقوب التمار، لـ "العربي الجديد": "في الجامعات المتقدمة، يدخل الأساتذة في عزلة في المدن الجامعية، منهمكين في بحوثهم ودراساتهم والاندماج في المجتمع الأكاديمي المحيط بالجامعة. لكن في جامعة الكويت، الأساتذة هم رجال أعمال ورجال سياسة ورجال دين وكل شيء، باستثناء كونهم رجال علم يتولون تدريس طلابهم. وأصبحت الجامعة بوابة للكثير من الطامحين إلى كرسي البرلمان أو الحصول على منصب وزاري، وصارت علاقة الأستاذ بالمادة أو الجامعة علاقة مصلحة بحتة". يضيف: "الحل بكل بساطة هو منع الأستاذ الجامعي من العمل في أي وظيفة أخرى تعيقه عن تدريس الطلاب، وإلزام الجزء الأكبر من الأكاديميين بالسكن في المدينة الجامعية، لجعلهم أقرب إلى طلابهم".
يعاني الطلاب الجامعيّون في جامعة الكويت والمعهد التطبيقي من الغياب المتكرّر لأساتذة الجامعة بحجج مختلفة ومن دون إبلاغ الطلاب، ما يسبّب إرباكاً في جداولهم الدراسية، إضافة إلى عدم إنهاء المنهاج المطلوب قبل الامتحانات النهائية. ويعمل عدد كبير من أساتذة الكليات في وظائف أخرى كمستشارين قانونيين أو إداريين لشركات اقتصادية، إضافة إلى عمل أساتذة كلية الشريعة كأئمة للمساجد ومفتين ومحكمين في المصارف والشركات الإسلامية، ما يعني غياب الكثير منهم عن المحاضرات الدراسية بشكل متكرر. ويقول طالب كلية الشريعة أحمد المطيري لـ "العربي الجديد": "بحسب الجدول الجامعي، كل مقرّر دراسي يحتاج إلى ثلاث محاضرات في الأسبوع. لكن عدداً من الأساتذة يكتفي بمحاضرة واحدة في الأسبوع بحجة الانشغال في أمور أهم".
بدوره، يقول الطالب في كليّة العلوم الإدارية عيسى الحسيني، لـ "العربي الجديد": "العام الماضي، تسجَّلتُ في مادة مهمة عن الاقتصاد مع أستاذ جامعي معروف، لكنني فوجئت بأن هذا الأستاذ يعتذر عن حضور المحاضرات بحجة انشغاله في العمل كمدير للمحاسبة في شركة كبرى. وحاضر ثلاث مرات فقط من أصل 25، وحان وقت الامتحانات من دون أن نستفيد شيئاً من المادة". يضيف: "بعض الطلاب يتعمدون تسجيل موادهم مع الأساتذة الذين يتغيبون كثيراً، حتى يرتاحوا من عناء حضور المحاضرات الجامعية، ويحصلوا على درجات عالية ومن دون أي جهد يذكر. فهؤلاء الأساتذة يعوضون غيابهم من خلال إعطاء الجميع علامات جيدة في الفصل. إلا أنّ جزءاً من الطلاب جاء إلى الجامعة كي يستفيد".
في هذا السياق، يقول الطالب فراج الهاجري لـ "العربي الجديد": "لست معترضاً على غياب الأساتذة، فلكل شخص ظروفه. لكنني معترض على عدم مراعاة هؤلاء الطلاب. أسكن في منطقة أم الهيمان أقصى جنوب الكويت. أقود سيارتي ساعة ونصف الساعة في الصباح الباكر، وأجلس في المحاضرة لأتفاجأ أن الأستاذ تغيَّب عنها من دون أن يخبر أحداً، لأن هناك اجتماعاً طرأ عليه في مقر الشركة مثلاً". ويطالب الإدارة باتخاذ خطوات جدية.
وما من آلية واضحة لإدارة الجامعة تجبر الأساتذة الجامعيين على الالتزام بالمحاضرات. على عكس الوظائف الحكومية الأخرى، لا يُشترط بأستاذ الجامعة إثبات حضوره بالبصمة أو التوقيع الشخصي. ولا يمكن لإدارة الجامعة غير تخفيض التقييم السنوي لهم، وهو أمر روتيني ليس له أهمية.
ويقول الدكتور راشد الهاجري من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت لـ "العربي الجديد": "للأسف، يفترض بالأساتذة الجامعيين أن يكونوا قدوة للطلاب في الالتزام، لكننا نرى العكس". ويسأل: "كيف لأستاذ جامعي أن يعمل كمستشار لتسع شركات، والسفر إلى مقرات الشركات الرئيسية في دبي وغيرها من المدن التجارية، عدا عن كونه مأذوناً شرعياً للزواج وإماماً للمسجد، أن يتفرغ لتدريس الطلبة وقراءة أبحاثهم الأسبوعية والإعداد لمحاضراته؟".
يضيف الهاجري: "عمد بعض أساتذة جامعة الكويت إلى إصدار نشرة توضيحية قبل سنوات، وزعت على جميع أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة. من خلالها، أظهرنا أثر غياب الأساتذة على المشهد التعليمي والثقافي للجامعة، ووضحنا أضرارها على الطلبة من الجانب الأكاديمي، إضافة إلى المخالفة القانونية في ظل غياب العذر المقبول".
ويكثر تخلّف الأساتذة عن حضور المحاضرات، خصوصاً قبل الأعياد الوطنية والدينية ورأس السنة. ويفضل بعض الأساتذة التغيّب قبل العطلة بيوم وبعدها بيوم، ما يقلّص عدد الساعات الدراسية. وتحتلّ الجامعة المرتبة 24 إقليمياً و700 عالمياً، إذ تُعاني من مشاكل عدة، منها عدد الطلاب الكبير (36 ألف طالب) في مقابل 1500 أستاذ أكاديمي فقط.
ويقول عضو اتحاد الطلاب الكويتي أحمد الملا، لـ "العربي الجديد": "خاطبنا إدارة الجامعة وعمادتها مرات عدة، من دون الحصول على نتيجة تذكر. تصرّفات بعض أعضاء هيئة التدريس أساءت إلى صورة الجامعة، حتى عرف عنها أنها جامعة التسرب والغياب وعدم الحضور مع الأسف". يضيف: "غالبية الغيابات تحدث في كليات الشريعة والتربية والإعلام والعلوم الاجتماعية، وبدرجة أقل في كليتي الحقوق والعلوم الإدارية. وتكاد تختفي هذه الظاهرة في كلية الطب والهندسة أيضاً".
من جهته، يقول أستاذ اللغة العربية في كلية التربية الأساسية في المعهد التطبيقي، عبد الكريم الظفيري، في حديث لـ "العربي الجديد": "هناك مبالغات كبيرة بين الناس. أستاذ واحد من أصل 20 يغيبون عن المحاضرات بشكل متكرر، ويهملون المنهاج الدراسي ولا يراعون الطلاب. لذلك، لا يصح إسقاط الأمر على الأساتذة الذين يواظبون على الحضور". يضيف أنه يمكن النظر إلى الأمر من زاوية أخرى، فالأساتذة الذين يُواظبون على الحضور يُكرهون من قبل الطلاب لأنهم لا يعطونهم مجالاً للراحة".
ويوضح أستاذ المناهج التربوية في جامعة الكويت يعقوب التمار، لـ "العربي الجديد": "في الجامعات المتقدمة، يدخل الأساتذة في عزلة في المدن الجامعية، منهمكين في بحوثهم ودراساتهم والاندماج في المجتمع الأكاديمي المحيط بالجامعة. لكن في جامعة الكويت، الأساتذة هم رجال أعمال ورجال سياسة ورجال دين وكل شيء، باستثناء كونهم رجال علم يتولون تدريس طلابهم. وأصبحت الجامعة بوابة للكثير من الطامحين إلى كرسي البرلمان أو الحصول على منصب وزاري، وصارت علاقة الأستاذ بالمادة أو الجامعة علاقة مصلحة بحتة". يضيف: "الحل بكل بساطة هو منع الأستاذ الجامعي من العمل في أي وظيفة أخرى تعيقه عن تدريس الطلاب، وإلزام الجزء الأكبر من الأكاديميين بالسكن في المدينة الجامعية، لجعلهم أقرب إلى طلابهم".