طلاب دكتوراه لا ينجزون أطروحاتهم

20 يناير 2019
يحتاج العالم إلى الأبحاث باستمرار (مارتينا هينغزباخ/Getty)
+ الخط -

يثبت العالم الذي نعيش فيه، في المجالات كافّة، أنه في حاجة إلى التقدم العلمي المستمر والكشوف التي تفتح المجال لتحسين جودة حياة الإنسان والمجتمع، في ما يحيط بهما ويتفاعل من نظام اقتصادي وتعليم وصحة وبيئة، وصولاً إلى الفكر والفن والسياسة والتاريخ وغيرها. وهو تقدم يحتاج إلى أبحاث مستمرة ومختبرات عاملة تعيد إنتاج القوى البشرية اللازمة، عن طريق الرافد الأبرز وهو المعاهد البحثية العالية، ولا سيما في مرحلة الدكتوراه وصولاً إلى ما بعدها.

في أوروبا قلق بخصوص الدكتوراه، فقد ارتفعت أصوات عديدة لمطالبة الجامعات بتعزيز تدريبها الأساتذة المشرفين على الأبحاث، بعدما فشل ثلث طلاب الدكتوراه في إنجاز أطروحاتهم خلال ست سنوات. في هذا الإطار، يعرض موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" الجامعي المتخصص، نتائج مسح لـ311 معهد دكتوراه تابعاً لـ"رابطة الجامعات الأوروبية"، التي تمثل أكثر من 750 جامعة في 46 دولة، تبين فيه أنّ إنجاز الأطروحات يشهد تحسناً في القارّة، لكنّ 34 في المائة من الطلاب ما زالوا يفشلون في إنجاز أطروحاتهم خلال ست سنوات، كما أنّ هناك توقعات بتوقف كثيرين من هؤلاء عن المتابعة أساساً.

يقول المسؤولون عن الدكتوراه في الرابطة، إنّ على بحث أو مشروع الدكتوراه، أن يلتزم بالوقت المناسب المحدد، وهو ما بين ثلاث سنوات وأربع. لكنّ 51 في المائة من الطلاب فقط تمكنوا من إنجاز أعمالهم خلال هذه المدة. ويقول رئيس الرابطة، ألكسندر هاسغال، إنّ "خطر عدم مناقشة الأطروحة بعد مرور ست سنوات، جعل وقت تلك الحالات يزداد عن معدل المدة الموصى بها، ثلاث أو أربع سنوات.

يشير المسح إلى أنّ 49 في المائة من الجامعات أكدت أنّ معدل إنهاء الأطروحات في معاهدها بقي ثابتاً خلال العقد الأخير، بينما شهدت 35 في المائة من الجامعات تحسناً في هذا المجال، وتراجعت 16 في المائة منها. كذلك، بيّنت 43 في المائة من الجامعات أنّ هناك انخفاضاً في وقت إنهاء الأطروحات في الوقت الراهن مقارنة بما كان عليه الأمر قبل عشر سنوات، بينما لفتت 15 في المائة من الجامعات إلى أنّ هناك زيادة، فيما بقي الوضع على حاله في 42 في المائة من الجامعات.




وأظهرت معلومات المسح أنّ 12 في المائة فقط من الجامعات توفّر تدريبات إلزامية للمشرفين على أبحاث الدكتوراه من الأساتذة، أما التدريبات الاختيارية للمشرفين فتوفرها 36 في المائة من الجامعات المشمولة بالمسح. وهكذا فإنّ النسبة الباقية وهي 52 في المائة من الجامعات، لا توفّر للأساتذة المشرفين التدريبات اللازمة، وهو ما ينعكس على طلابهم وقدراتهم البحثية ومدة إنجازهم الأطروحات.
دلالات
المساهمون