طلاب "أميركية "بيروت: الشعب يريد إسقاط القرار

12 مارس 2014
احتجاجات في الجامعة الامريكية في بيروت
+ الخط -

"الإضراب" هو العنوان الأخير لمانشيت جريدة AUB OUTLOOK التي يصدرها طلاب الجامعة الأميركيّة في بيروت.
تحضر كل مظاهر الإحتجاج في حرم الجامعة: اللافتات المطلبيّة، الوجوه الملونة بألوان الرفض، الآلات الموسيقية، وصولاً إلى المناشير. كما سخّر الطلاب الأدوات الدراسية لتلبية الهدف. تحوّلت مساطر الهندسة إلى مكمّل لأيدي الطلاب لرفع شعار"لن أدفع" نحو الأعلى. ارتفع الشعار حتى كاد أن يغطي ساعة الجامعة. فرضت إدارة الجامعة، على توقيت تلك الساعة، زيادات على الأقساط خلال الأعوام الثلاثة الماضية بلغت 37 بالمئة.

حضر عدد من أساتذة الجامعة الاعتصام. ووقف أساتذة لبنانيون وأميركيون إلى جانب طلابهم بإعجاب. يؤكد رئيس "اتحاد أساتذة الجامعة الأميركية في بيروت" الدكتور جاد شعبان لـ"الجديد العربي" إن "دعم الجسم التعليمي في الجامعة لمطالب الطلاب ينطلق من كونها محقة، وسلمية. فالتنسيق بين الإدارة والطلاب مطلوب، بدلاً من فرض زيادات عشوائية على الأقساط".

ويشدد شعبان على أن "إدارة الجامعة تتعامل بحرفية مع الملف، كما تحترم حرية التعبير التي تعتبر من مبادئ الجامعة".

رفع الطلاب اللافتات بالعربية والإنكليزية. لافتات مثل "الشعب يريد إسقاط القرار" و"Dorman you are the because" (رئيس الجامعة بيتر دورمان أنت السبب)، و"دورمان إرحل".

يعيد طلاب "الجامعة الأميركيّة في بيروت" الروح للحراك الطلابي في لبنان. فالحراك تجمد بعد العام 2005، عندما شارك طلاب لبنان في المطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان. واليوم يعود طلاب "الأميركية"، موحدين، للمطالبة بحقهم في التعليم.

فشلت تحركات سابقة العام الماضي في منع الزيادة على الأقساط، نتيجة "تسييس" المطالب. وقف الطلاب يومها خلف الأحزاب التي ينتمون لها، فضاع التحالف الطلابي في المتاهات الحزبية الضيقة. يقف الطلاب اليوم كطلاب فقط. انتماؤهم الوحيد للجامعة.

تعبّر لافتة رفعها أحد طلاب "جامعة بيروت العربية" في حرم الجامعة في الدبيّة جنوب بيروت عن حالة تضامن طلابي تتجاوز أسوار "الأميركية". تقول اللافتة: "من الجامعة العربيّة، هنا الجامعة الأميركية". فزيادة الأقساط بات إجراءً متّبعاً في الجامعات الخاصة في لبنان. "تتفنّن" الجامعات في طرح أسباب الزيادات: من زودة الرواتب التي أقرتها الحكومة عام 2012، إلى زيادة النفقات، وصولاً إلى تحسين الخدمات والمباني الجامعية.

يرفض طلاب "الأميركية" هذه المبررات. وتطالب نائبة رئيس "الحكومة الطلابيّة" في الجامعة جنان أبي رميا "بتجميد الزيادات المقررة للعام المقبل، واعتماد الشفافيّة من خلال نشر ميزانيّة الجامعة بحيث يستطيع كل الطلاب الاطلاع عليها، وتقييم الإدارة المالية للجامعة، وإشراك الحكومة الطلابية في القرارات المتعلقة بالطلاب، وإعطائهم حق التصويت وحضور اجتماعات مجلس أمناء الجامعة ممثلين بنائب الرئيس. وكذلك اعتماد عقد موقّع بين الإدارة والطلاب يوضح كلفة الدراسة كاملة، وليس سنوياً فقط، ومن دون زيادات عشوائية".

وبينما تبدو مطالب الطلاب واضحة وموحدة، حاولت الإدارة تدارك الموقف من خلال تشكيل "لجنة طوارئ" سارعت "الحكومة الطلابية" في الجامعة إلى رفضها. وتضم اللجنة أساتذة من مختلف الكليات وممثلين عن الطلاب، هدفها تقديم اقتراحات حلّ للإدارة.

وأكّدت أبي رميا أن "مجلس الشيوخ، وهو أعلى هيئة في الجامعة، قد أيّد موقفنا الرافض للزيادة".

عاد طلاب "الجامعة الأميركية في بيروت" إلى اتخاذ المواقف. وعاد معهم الحديث في وسائل الإعلام المحلية عن "الحراك الطلابي" بوصفه عاملاً مؤثراً في المشهد العام. لم يألف الطلاب المتحدثون باسم التحرك التعاطي مع وسائل الإعلام، لكنّهم يعبّرون بوضوح عن مطالبهم، كما عن رفضهم لتدخل الأحزاب السياسية في مسار الحركة الاعتراضية المستمرة.

 

المساهمون