طفلٌ يولد من أمٍّ خضعت لعمليّة زرع رحم

05 أكتوبر 2014
غادر الرضيع قسم المواليد الخدّج بعد عشرة أيام(فرانس برس)
+ الخط -
في سابقة طبيّة، أصبحت امرأة سويديّة، تبلغ من العمر 36 عاماً، أول امرأة في العالم تضع مولوداً بعد خضوعها لعمليّة زرع رحم، كما أعلنت مجلة "ذي لانسيت" الطبيّة البريطانيّة أمس، السبت. 


وقالت المجلة إن هذا الاختراق الهائل في مجال مكافحة العقم لدى النساء، أتاح لهذه المرأة، التي ولدت من دون رحم، أن تضع في سبتمبر/ أيلول المنصرم مولوداً ذكراً، مشيرة إلى أن الأم والطفل بصحّة جيدة.

وأوضحت المجلة أن وزن الطفل عند ولادته بلغ 1.775 كلغ وقد أبصر النور في عمليّة قيصريّة في الأسبوع الواحد والثلاثين من الحمل، بعدما أصيبت الوالدة بحالة تسمّم أثناء الحمل.

والأم، التي لم تكشف الدوريّة الطبيّة عن اسمها، وُلدت من دون رحم ولكن مبيضَيها كانا سليمَين. أما الرحم الذي زرعه الأطباء لها، فقد حصلت عليه من مانحة تبلغ من العمر 61 عاماً هي صديقة للعائلة وكانت قد بلغت سن انقطاع الطمث قبل سبع سنوات من عمليّة الزرع التي جرت السنة الماضية.

وخرجت الأم من المستشفى بعد ثلاثة أيام من عمليّة الوضع، في حين غادر رضيعها قسم المواليد الخُدَّج بعد عشرة أيام من ولادته.

ونقلت "ذي لانسيت" عن البروفسور ماتس برانستروم، المتخصص في أمراض النساء والتوليد في جامعة غوتنبرغ والذي أشرف على الأبحاث التي قادت إلى هذا الإنجاز، قوله إن "هذا النجاح هو ثمرة أكثر من عشر سنوات من الأبحاث المكثفة على الحيوانات ومن التدريب الجراحي لطاقمنا. وهو يفتح الباب أمام إمكانيّة معالجة عدد كبير من الشابات حول العالم اللواتي يعانين من العقم المرتبط بخلل في الرحم".

أضاف: "إلى ذلك، برهنّا أن زرع الرحم من واهبة حيّة أمر ممكن، حتى حين تكون هذه الواهبة قد تخطّت سن انقطاع الطمث".

مسألة أخلاقيّة

إلى ذلك، أثنى البروفسور رينيه فريدمان، الذي أجرى أول عمليّة زرع طفل أنبوب في فرنسا، أمس السبت، بحماسة شديدة، على ولادة طفل من أم خضعت لعمليّة زرع رحم، معتبراً أنها "محطّة" تماثل أهميّة "زرع القلب للمصابين بأمراض قلبية".

وفي حديث إلى إذاعة "فرانس إنفو"، قال فريدمان: "أشيد بحماسة بفريق ماتس برانستروم، لأنه عمل طويل". أضاف أن "هذه هي المرّة الأولى التي ينمو طفل في رحم امرأة أخرى تحمله المرأة التي ستكون والدته. وهذا أمر جدير بالتقدير".

وقال إن نحو مئة امرأة في فرنسا قد يلجأن إلى هذه التقنيّة. لكنه لفت إلى أن هذه السابقة الطبيّة، وإن كانت تفتح آفاقاً، إلا إنها تطرح أيضا مسائل أخلاقيّة. وأوضح ان المتبرعات بالرحم "يمكن أن يكنّ متبرعات على قيد الحياة من محيط المريضة. وهذا يستحق اتخاذ تدابير الحيطة. هذا يستحقّ ببساطة التفكير في المسألة". وطرح سؤالاً حول العلاقة ما بين الأم والمتبرّعة والطفل.

دلالات
المساهمون