طفلة فلسطينية تزرع زهوراً في قنابل الاحتلال

14 ابريل 2015
نستطيع أن نصنع الحياة من قنابل موتهم (العربي الجديد)
+ الخط -
أرادت الطفلة رند التميمي (11 عاما) أن تشم رائحة الزهور، بدلاً من رائحة الغاز المسيل للدموع الذي يجبرها الاحتلال الإسرائيلي وأطفال قريتها على تنشقه بشكل أسبوعي.

تشاهد رند، من قرية النبي صالح الواقعة غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، الذي يطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي باتجاه أبناء قريتها وكذلك باتجاه منزلها، وتراها تترامى وتتدحرج أمام أعينها، لتشعرها للحظة بأنها اختنقت، وأن الحياة انتهت مع ألوان الغاز البيضاء حين تطبق على عينيها.

وتقول الطفلة لـ"العربي الجديد": جنود الاحتلال الإسرائيلي يطلقون قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ليقتلونا، ويقتلوا أحلامنا، لكننا نستطيع أن نصنع الحياة من قنابل موتهم.

جمعت رند قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع من محيط منزلها، وعلقتها على شريط حديدي أمام المنزل، وواظبت على زراعة وغرس الزهور في تلك القنابل، في رسالة للعالم تقول فيها إنه يمكن للفلسطينيين أن يصنعوا حياة جميلة، بالرغم من أن جنود الاحتلال يرفضون ذلك، من خلال اقتحامهم للقرى والبلدات الفلسطينية، إذ يخنقون أهلها برائحة الغاز.

ويقول بلال التميمي (والد رند) لـ"العربي الجديد"، إن جنود الاحتلال الإسرائيلي يلقون قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بشكل مستمر باتجاه القرية، لا سيما خلال قمعهم للمسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان في القرية، وإن طفلته جمعت تلك القنابل وعلقتها أمام المنزل وقطفت الزهور البرية، ووضعتها داخلها، لتصبح تلك القنابل كمزهريات.

وأضاف أن طفلته أرسلت، عبر زهورها، رسالة إلى جنود الاحتلال الإسرائيلي، أن أطفال قرية النبي صالح قادرون على أن يدبوا الحياة الجميلة في قنابلهم، وأن حياة الأطفال هناك جميلة ومستمرة، بالرغم من أصوات تلك القنابل المزعجة والمرعبة، ورائحة الغاز التي تخنق أجسادهم الناعمة وأحلامهم.

وفي السابق، قامت رند برفقة عدد من أطفال القرية وعمتها الناشطة، ناريمان التميمي، بقص قنابل الصوت والغاز وتجميلها وزراعة الورورد داخلها، وتوزيعها على النساء الفلسطينيات في مدينة رام الله، بمناسبة يوم المرأة العالمي.

ويخرج أهالي قرية النبي صالح في مسيرات أسبوعية مناهضة للاستيطان، منذ قرابة خمس سنوات، وقدمت القرية شهيدين، هما رشدي ومصطفى التميمي، واعتقل جنود الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 180 شاباً، من بينهم 80 طفلاً دون الثامنة عشرة، فيما قدمت أيضا 250 جريحاً، بينهم 40 في المائة من الأطفال.

دلالات
المساهمون