طفرة صناعة السيارات في المغرب

29 يونيو 2015
+ الخط -
غدت المملكة المغربية بعد تدشين مصنع جديد لصناعة السيارات، واجهة استثمارية مهمة في القطاع. وحققت بذلك قفزة نوعية سوف تمكنها من رفع عدد السيارات المصنعة والمصدرة نحو الخارج من 400 ألف سيارة، إلى 800 ألف بحلول العام 2020، ما يجعل من القطاع بحسب تصريح وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي مولاي الحفيظ العلمي، من القطاعات الأكثر حيوية من حيث التصدير، وكذا تشغيل الكفاءات المغربية.

ويقول الوزير مولاي الحفيظ العلمي لـ "العربي الجديد": إن المغرب وبعد استقطاب عملاق صناعة السيارات "PSA Peugeot Citoon"، سوف يتحول إلى أهم قطب صناعي للسيارات في أفريقيا والمنطقة العربية، حيث تقدر ميزانية المشروع الذي سينطلق فعلياً في العام 2019 بـ557 مليون يورو، وسوف تصنع وحدته سنوياً 200 ألف سيارة و200 ألف محرك.


وعن الإضافة التي سوف يقدمها المشروع الذي احتضنته المنطقة الحرة بمدينة القنيطرة (وسط المغرب)، يقول المتحدث نفسه، إن قدرات المغرب في تصنيع جميع أجزاء السيارات، سوف ترتفع من 40% حالياً، إلى 60%. كما سيوفر فرص عمل لنحو 1500 مهندس من المغرب، بالإضافة إلى دول أفريقيا والشرق الأوسط، وتوفير 4500 منصب عمل مباشر، و20 ألف منصب عمل غير مباشر.

ويكشف الوزير ردا على أسئلة "العربي الجديد"، على هامش ندوة عقدت بمناسبة إعلان المشروع، أن مسلسل إقناع "PSA Peugeot Citoon" بالاستثمار في المغرب لم يأخذ وقت طويلاً، نظراً للمكانة التي أصبحت تتميز بها المملكة، كبوابة متميزة لدخول السوف الأفريقية حسب وجهة نظره.

اقرأ أيضا: خارطة الاستثمار في المغرب: قطاعات تنبض بالمشاريع

من جهته، يعبر رئيس المدير العام لمجوعة صناعة السيارات "PSA Peugeot Citoon" كارلوس تفاريس، عن رغبة شركتهم في تنزيل استراتيجيتهم الاستثمارية الجديدة لتشمل دول أفريقيا والشرق الأوسط انطلاقاً من المغرب، وخاصة في مجال تصنيع السيارات الاقتصادية، التي تتناسب والقدرة الشرائية لشرائح واسعة في دول المنطقتين. ويوضح خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، عن رغبتهم في بلوغ رقم مبيعات يتجاوز مليون سيارة سنوياً في أفريقيا والشرق الأوسط بحلول العام 2025، ويعولون بشكل كبير على السيارات التي سوف تصنع وتصدر من المغرب.


وفي ما يخص مرحلة ما بعد التصنيع والتسويق، والدور الذي يمكن أن تلعبه المنافسة في المغرب لخدمة المستهلك، يقول كارلوس تفاريس، إن المنافسة تخدم منطق خدمة المستهلك، وتطرح أمامه خيارات متعددة، ما يدفع الشركات لتحسين منتوجاتها، بالإضافة إلى طرح أسعار تنافسية. أما بالنسبة إلى إشكالية قطاع الغيار، يقول تفاريس، إن شركتهم تدرس جميع النقاط المرتبطة بتنافسية الأسعار، ومقتنعة بأن استثمارها في المغرب يجب أن يخضع لمبدأ "رابح... رابح".

اقرأ أيضا: المغرب يقود أفريقيا في مناخ الاستثمار

ضمانات استمرار
أوضح المحلل الاقتصادي، خالد الطريطقي، أن مشروع "بيجو سيترواين" في المدى القريب مهم، نظراً لحجم الميزانية المرصودة له، وكذا حجم مساهمة الدولة فيه، والتي تقلّصت من حولي 70% بالنسبة لمشروع "رونو"، إلى 5% فقط بالنسبة لمشروع "بيجو".

ويضيف المتحدث ذاته: كي لا تتكر تجارب مثل ما وقع في عدد من الدول النامية، حيث ربحت شركات السيارات المليارات، ثم أغلقت مصانعها بحثاً عن فرص استثمارية أرخص، يجب أن يرفع المغرب من حجم مساهمته في تصنيع السيارات وليس التركيب فقط، ما سوف يمكنه، حسب الطريطقي، من استنساخ تجارب دول مثل الهند، البرازيل، رومانيا والتي تملّكت تكنولوجيا تصنيع السيارات، ولم تتأثر بإغلاق الشركات الكبرى لمصانعها فيها.


المساهمون