طرد 200 صومالي يصلّون خلال الدوام بولاية كولورادو

03 يناير 2016
عامل صومالي يؤدي صلاته (GETTY)
+ الخط -



طُرد ما يقارب 200 مهاجر صومالي من أعمالهم في أحد مصانع الأغذية بولاية كولورادو الأميركية تحت مبرر خروجهم المتكرر لأداء الصلاة. لكن مجيء قرار الطرد قبيل ظهور فيلم القاعدة التحريضي الموجّه للمهاجرين الصوماليين في أميركا، أثار بعض التساؤلات عمّا إذا كانت هناك علاقة سببية بين الحدثين، أم أن تزامنهما كان من قبيل المصادفة.

ورغم أن أجهزة الرصد الأمنية تعلم عادة بالتسجيلات الصادرة عن التنظيمات الإرهابية قبل أن يعلم بها عامة الناس، إلا أن الوكالات الأمنية الأميركية لا سلطة لها على المؤسسات والشركات الخاصة وما تتخذه من قرارات إدارية. ومن المحتمل أن تكون حركة الشباب الصومالية الموالية للقاعدة قد أعدّت فيلمها الوثائقي عن العنصرية ضد المسلمين في الولايات المتحدة، بعد أن تناهى إلى علمها ما يقاسيه بعض المهاجرين الصوماليين في أكثر من مدينة أميركية.

اقرأ أيضاً: عنصريّة بالتيمور واقع جديد في أميركا.. أكثر خطورة

وطبقاً لما أكده مصدر قيادي بالجالية الإسلامية في مدينة فورت مورغان بولاية كولورادو، فإن المفصولين جميعهم من عمال معمل كارغيل لتعليب وحفظ اللحوم، وقد مضى على وجود بعضهم في الوظائف التي فصلوا منها أكثر من عشر سنوات.

وكانت الشركة المالكة للمصنع تسمح للعمال المسلمين بأداء الصلوات الخمس في مصلى خصصته لهم، غير أن الإدارة غيّرت سياساتها الشهر الماضي، وأصدرت تعميماً بمنع مغادرة مكان العمل أثناء الدوام لأي سبب كان، الأمر الذي أدى إلى حرمان الموظفين المسلمين ممّا اعتادوا عليه. وأبلغت إدارة المصنع العمال بأن عليهم أن يذهبوا إلى منازلهم لأداء الصلاة على ألا يعودوا للعمل بعد ذلك.

وأسفر هذا القرار عن احتجاجات أدت إلى توتر مع إدارة الشركة، التي سرعان ما اتخذت قرار الفصل الجماعي. وحاول مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية ومنظمات إسلامية أخرى منع حدوث الكارثة التي ألمّت بعائلات من فقدوا أعمالهم ولكن دون جدوى، حيث جاء تشدد إدارة المصنع مفاجئاً للجميع، في وقت لا تزال فيه موجة العداء للمهاجرين المسلمين تتصاعد في الغرب، وهو ما استغله تنظيم القاعدة في الخطاب التحريضي الذي وجّهه لمسلمي الغرب.

اقرأ أيضاً: 200 ألف توقيع تحيل حظر "ترامب" إلى البرلمان البريطاني

وكان فرع تنظيم القاعدة بالصومال المسمى بحركة شباب المجاهدين، قد أصدر تسجيلاً وثائقياً نشرته مؤسسة الكتائب ميديا، الذراع الإعلامية للحركة المبايعة للقاعدة، تحت عنوان: "الطريق إلى الفردوس 2". وأوردت الحركة في التسجيل مقاطع من خطاب ترامب الداعي لمنع المسلمين من دخول بلاده باعتباره "دليلاً على صحة نبوءة القيادي في التنظيم أنور العولقي الذي تنبأ قبل مقتله العام 2012 بحتمية تفاقم حدة العداء العنصري ضد مسلمي الغرب"، ومشيراً إلى بدء تحقق هذه النبوءة شيئاً فشيئاً بعد هجمات باريس ثم هجوم سان برناردينو بولاية كاليفورنيا الشهر الماضي، والذي أدى إلى سقوط 14 قتيلاً.

وبدأ الفيلم التسجيلي بالداعية أنور العولقي متحدثاً باللغة الإنجليزية بلهجة تحذير تحريضية طالب فيها مسلمي الغرب أن يتعلموا من دروس التاريخ وأن يتأملوا في ما حدث لغيرهم في عهود العبودية، مبدياً اعتقاداً جازماً بأن عصراً مظلماً ينتظر المهاجرين المسلمين في البلدان الغربية لا محالة. ​

وقال العولقي: "مثلما كانت أميركا في الماضي أرضا للعبودية والتمييز العرقي ضد ذوي الأصول الأفريقية، فإنها ستكون في الغد القريب مرتعاً للعنصرية الدينية ومكاناً لمعسكرات الاعتقال الكبرى"، مضيفاً: "إن الغرب بصورة عامة في نهاية المطاف سوف يتحوّل بقوة ضد مواطنيه المسلمين". وتضمن التسجيل مزاعم عن معاناة المهاجرين الصوماليين في الولايات المتحدة ونداءات استقطابية لهم لمغادرة أرض الهجرة واللحاق بتنظيم القاعدة.

اقرأ أيضاً: مسلمو أميركا.. تعاطف داخلي ضد العنصرية