طبقات الإرهابيين

17 نوفمبر 2015
(عبد القادري، فحم وزيت على قماش 95 × 150سم)
+ الخط -

يجري الآن تعويم الإرهاب بشكل غير مسبوق منذ عقود، وبهذا التعويم تُصاد طيور كثيرة بمفردة واحدة، ويمكن حتّى التخلّص من الديمقراطية نفسها، إذ لا يعود لها لزوم في "مناخ إرهابي" يقرع طبوله الإعلاميون قبل الإرهابيين.

يمكن استئناف حروب بابتزاز دافعي الضرائب. وفي مناخ إرهابي يمكن رمي فكرة الحريات نفسها في القمامة، يمكن طرد "الأجانب" و"المهاجرين" ونبذ المختلفين. وفي مناخ إرهابي يمكن إدامة الهيمنة ودعس شعوب كاملة تطالب بحقوقها. وفي مناخ إرهابي سيتلاشى أي وهج لمعنى المقاومة، وسيُسمح فقط بمقاوَمات لديها شهادات حسن سير وسلوك. وستأتي لحظة تُمنع فيها كتب فرانز فانون مع منشورات داعش.

ثمة الآن إرهاب لا يُؤاخذ عليه، ويستنكرون علينا تسميته بالإرهاب، وهو غالباً إرهاب تمارسه عصابات تسمّي نفسها دولاً ولديها جيوش وطائرات. وثمة إرهاب لا يُعلَن الحداد على ضحاياه، وثمة إرهاب يُعلن جميع ضحاياه كإرهابيين.

ثمة إرهاب تدعمه أنظمة رجعية وثمة إرهاب يدعمه تقدّميون وتنويريون ومتصوّفة، وتستضيفه مؤتمرات دولية. ثمة إرهاب ممول وثمة إرهاب يرفض التمويل، لأنه يخاف أن يحرفه التمويل عن أهدافه. وثمة دول إرهابية لا تألو جهداً في محاربة الإرهاب.

في لحظتنا هذه، نحتاج لمن يطلع علينا بكتاب يصنّف طبقات الإرهابيين، ويمايز بينهم بعمل شبيه بما صنعه ابن سلام الجمحي في "طبقات فحول الشعراء".

اقرأ أيضاً: سفينة لويس التاسع

دلالات
المساهمون