طارق لطفي: تدهور الاقتصاد أثّر سلباً على مزاج الشعب

05 أكتوبر 2014
الفنانون المصريون يعانون من الأزمات الاقتصادية (وكالات )
+ الخط -
* هل تهتم بمتابعة الاقتصاد المصري؟

أتابع الاقتصاد ولكن بشكل بدائي جداً، مثلي مثل أي موطن مصري يتابع كيف تسير البلاد اقتصادياً، لم أدرس الاقتصاد وهو علم كبير ولا يمكن أن يتحدث فيه إلا من هو مؤهل لذلك، لكن نحن نتابع الأشياء التي تؤثر على الحياة العامة وعلى المعيشة اليومية لنا كمواطنين في المقام الأول.

* كيف تتابعه إذا؟

من خلال الأمور العادية الخاصة بالمواطن والشعب المصري، فمثلاً أهتم جدًا بمتابعة البرامج التي تتطرق إلى الاقتصاد بمنظور سهل وبسيط وغير معقد، مثلي مثل الكثيرين، أو متابعة برامج "التوك الشو" على الفضائيات التي بها بعض التفاصيل الخاصة بالاستثمار والاقتصاد وغيرها من الأمور التي تشغل الجميع الآن.

*ماذا تقصد بالأمور التي تشغل الجميع؟

أقصد حال البلد الذي ظل لفترات طويلة غير مستقر اقتصادياً، وهذا أزعجنا جميعاً بلا شك؛ لأن الاقتصاد إذا ظهر به خلل أو اهتز لفترة يؤرق البلد بأكملها ويؤثر على الجميع، أتابع الأشياء التي تؤثر على حياتي كمواطن مثل ارتفاع الأسعار وأسعار الوقود وهذه الاشياء العادية.

* وهل تأثر الفن بما حدث من اهتزازات للاقتصاد المصري في الفترات التي تقصدها؟

بالطبع، وهل الفن مجال يستمد أمواله من خارج مصر؟ الفن مرتبط ارتباطًا وثيقًا بحال البلد وما يدور فيها وما يؤثر على شعبها؛ لأنه وبكل سهولة وببساطة إذا تأثر الشعب مزاجيًا أو ماديًا لن تكون هناك صناعة سينما وتلفزيون أو فن بشكل عام، لأن الشعب يذهب إلى السينما أو يفتح التلفاز ليشاهد مسلسلاً من أجل تذوق الفن والاستمتاع به، فإذا كانت حالته النفسية سيئة فإنه لن يتذوق ولن تكون لديه أي قابلية للاستمتاع، وهذا كله بسبب الاقتصاد والأزمات المعيشية التي يتعرض لها، ولذلك الفن أكثر من يتضرر بالأزمات الاقتصادية لأنها تلقي بظلالها على مزاج المواطن وعملية تقبله للفن الذي نقدمه من عدمه.

* هل تراجع حال الفن في السنوات الأخيرة؟

لا أستطيع أن أقول ذلك، ولكن الحكم في النهاية هو الجمهور، فإذا كانت الأمور على مايرام فإن الجمهور سيقبل على السينما وعلى المسلسلات والفن بشكل عام، وهو ما نتمناه جميعاً لكي يعود الفن وتعود الحياة ويعود الاستقرار، فالحياة بدون فن لا تطاق، الفن هو المجال الذي يهرب إليه المواطن للراحة وتغيير المزاج وبدونه تصبح الحياة قاتمة وسوداوية، ونتمنى أن يتغير الحال وأن يتم حل المشاكل الاقتصادية التي نتعرض لها في مصر.

* ولكن هناك نوعية معينة من الأفلام ظهرت في الفترة الأخيرة، خاصة بالجانب التجاري بعيدًا عن المضمون والقيمة، فماذا تقول عنها؟

لا أستطيع أن أسيء إلى أحد لأنني ممثل وهم زملائي، ولكن اختيار الدور والقصة تقع على عاتق البطل الذي يمكنه أن يختار وينتقي ما يراه صالحا له ولرسالته ولجمهوره، وكل بطل أو كل ممثل له طريقته وله فكره وأدواته التي يرى أنها الأفضل ليقدم من خلالها رسالته للجمهور، وكما قلت الحكم في النهاية هو الجمهور الذي يعطي النجومية والشعبية لممثل ويأخذها من غيره، وإذا أعطى الجمهور الفرصة لفنان ولم يستثمرها لأي سبب كاستهتاره واختياراته السيئة لن يحصل عليها مرة أخرى وسيتوه في كواليس الفن.

* وهل ترى أن على الفنان استثمار نجاحه بمشاريع تجارية خارج مجال الفن لتأمين مستقبل أسرته؟

بالطبع، وما العيب في ذلك؟ كلها أمور مشروعة وهناك مئات الفنانين الذي أقاموا مشاريع تجارية، ومنهم من نجحت مشاريعه ومنهم من أخفق في دراسة المشروع، أو إدارته وكلها أيضًا أمور طبيعية وواردة جدًا، غير أنني إذا تطرقت لهذا الجانب، فلا بد أن أستشير أحد المهتمين والخبراء في هذا المجال، الذي سأختاره وسأدرس جيدًا الموضوع، وإلا لن أقبل على أمر لا أعرف عاقبته ولا نتيجته لأنه ستكون هناك مخاطرة عالية.
المساهمون