طائرة شمسية في رحلة حول العالم من أبوظبي

08 مارس 2015
الطائرة أثناء تجهيزها (فرانس برس)
+ الخط -

أكد الطياران السويسريان، برتران بيكار وأندريه بوشبيرغ، أنهما سينطلقان، في وقت مبكر صباح الإثنين، من أبوظبي، في رحلتهما التاريخية على متن الطائرة الشمسية "سولار أمبلس 2"، في محاولة جريئة للدوران حول العالم من دون استخدام نقطة وقود واحدة.

وشدد الطياران على أن مشروعهما هو "مشروع إنساني" من نتاج "روح الريادة"، ويهدف إلى التأكيد على قدرة البشرية على خفض استهلاك الطاقة إلى النصف، وتأمين النصف المتبقي من مصادر متجددة، بواسطة تقنيات متوفرة حاليا.

وقال بوشبيرغ، وهو مهندس ومستثمر سويسري، في مؤتمر صحافي عقده الأحد مع زميله بيكار قبل يوم واحد من الانطلاق في الرحلة "إن هذا المشروع هو مشروع إنساني، هو تحد إنساني ومغامرة إنسانية، هو أيضا تحفيز للإنسان، وكل ما فيه يدور حول الإنسان".

وستجتاز الطائرة في رحلتها حول العالم مسافة 35 ألف كيلومتر خلال خمسة أشهر. أما أيام التحليق الفعلي المتوقعة فهي 25 يوما. وستحلق على ارتفاع 8500 متر كحد أقصى.

وبعد أبوظبي، ستتوقف الطائرة في سلطنة عمان، ثم في أحمد آباد وفاراناسي في الهند، ثم في ماندالاي في بورما، ثم في شنونغ كينغ ونان جينغ في الصين.

وبعد الصين، تتجه الطائرة عبر المحيط الهادئ إلى هاواي، من ثم إلى ثلاثة مواقع في الولايات المتحدة، بما في ذلك مدينتا فينكس ونيويورك، حيث ستكون لها وقفة رمزية في مطار "جي إف كينيدي".


بعد ذلك تعبر الطائرة المحيط الأطلسي في رحلة تاريخية أخرى، قبل أن تتوقف في جنوب أوروبا أو شمال أفريقيا، بحسب المعطيات المناخية، ثم تعود إلى أبوظبي.


وتتسع الطائرة لطيار واحد فقط، وسيقود بوشبيرغ المرحلة الأولى من الرحلة إلى سلطنة عمان، فيما يقود بيكار المرحلة الأخيرة، ليكون "أنجز رؤيته" التي أطلقها قبل 12 سنة، بحسب قول زميله بوشبيرغ.


وسيتناوب الطياران على المراحل الواحدة بعد الأخرى.

وقال بيكار في المؤتمر الصحافي إن مشروع "سورلار أمبلس" سيواكب الرحلة، من خلال موقع إلكتروني "تفاعلي يستطيع الجميع من خلاله أن يتابعوا بشكل حي كل ما يدور في مقصورة الطيران وفي مركز التحكم في موناكو".


وشدد على أنه يحمل مع زميله بورشبيرغ رسالة إيجابية في مواجهة "الاكتئاب" الذي يشعر به الناس إزاء الخطاب الحالي المتعلق بالتغير المناخي.

وقال "التغير المناخي يشكل فرصة رائعة لنُدخل إلى الأسواق تقنيات خضراء جديدة، توفر الطاقة، وتحافظ على موارد كوكبنا، وتدر الأرباح، وتخلق الوظائف، وتستديم النمو".


وتدعم حكومة أبوظبي وشركة "مصدر" التابعة لها والمتخصصة في الطاقات المتجددة، هذا المشروع الذي ولدت فكرته قبل 12 عاما في سويسرا، وبات يختزل اليوم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال الطاقة الشمسية والطيران.

كما أعلن بيكار عن إطلاق منصة رقمية هي "فيوتشر إز كلين دوت أورغ" وهي بمثابة عريضة عالمية يدعم فيها الناس اتخاذ "تدابير عملية من أجل مستقبل نظيف".


وتسير الطائرة بسرعة متوسطة تناهز مائة كيلومتر في الساعة، وهي بالرغم من أجنحتها العملاقة بطول 72.3 مترا والتي يتجاوز طولها طول أجنحة طائرة بوينغ 747، فهي لا تحمل إلا طيارا واحدا، ولا يزيد وزن مقصورتها عن وزن سيارة، لذا سيتناوب بيكار وبورشبيرغ على قيادتها في كل محطة.


وستكون أطول الرحلات فوق المحيطين الهادي والأطلسي، وسيتعين على الطيارين اختبار حدود قدرة الإنسان على العيش في مساحة صغيرة نسبيا لفترة طويلة تصل إلى أسبوع.


وتطلّب الاستعداد للرحلة الكثير من التمارين الجسدية، لمحاكاة طبيعة تفاعل الإنسان مع البقاء في الطائرة لعدة أيام، فتابع بوشبيرغ على سبيل المثال تدريبا باليوغا، كما تدرب على التنويم المغناطيسي الذاتي الذي يتيح له الدخول في سبات قصير، مع الشعور بأنه نام لعدة ساعات.


وفي كل الأحوال، لن يكون بيكار وبورشبيرغ وحدهما في الهواء، بل سيحظيان بدعم فريق ضخم مؤلف من أكثر من 130 شخصا يعملون على مدار الساعة.


وسيسافر طاقم من 65 شخصا في طائرة عادية من محطة إلى أخرى بشكل مواز لرحلة الطائرة الشمسية، فيما يبقى 65 شخصا آخرين في مركز القيادة في موناكو، حيث يتمركز خبراء الطقس والمهندسون الذين سيجرون تجارب المحاكاة على المسارات، ويساعدون الطيار عندما يكون في الجو.

وقال بيكار "المشروع يجب ألا ينتهي في يوليو/تموز" عندما تحط الطائرة في أبوظبي، بل "يجب أن يبدأ في يوليو/تموز".

المساهمون