واصلت قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، اليوم الأربعاء، تصعيدها العسكري على بلدات وادي بردى المحاصرة، لليوم الرابع عشر على التوالي، معتمدةً سياسة الأرض المحروقة في محاولةٍ منها للتقدم ضمن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وخاصة عين الفيجة وبسيمة.
وأفادت مصادر معارضة في وادي بردى، بأن "قوات النظام تستهدف منذ ساعات الصباح المنطقة، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، على رأسها المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وصواريخ أرض أرض، إضافة إلى تكثيف غارات الطيران الحربي والمروحي، الذي لم يتوقف عن إلقاء البراميل المتفجرة، والتي تهدف إلى تدمير المنطقة وجعلها غير صالحة للعيش، ما سيجبر أكثر من 100 ألف مدني محاصرين بداخلها للقبول بالتهجير".
وبيّنت المصادر أن "القوات النظامية والمليشيات الموالية لها، تقدمت بشكلٍ محدود في قرية بسيمة، عقب القصف الكثيف، إلا أن مقاتلي الفصائل المعارضة، يخوضون اشتباكات عنيفة لاستعادة سيطرتهم عليها".
وقال ناشطون معارضون إن وادي بردى، شهد حتى ظهر اليوم، أكثر من 20 غارة جوية و25 برميلاً متفجراً، إضافة إلى القصف المدفعي والصاروخي.
ويعتبر إدخال الطيران الحربي في معركة وادي بردى تطوراً خطيراً، إذ يبدو أن هناك قرارا بحرق المنطقة وتدميرها، عقب عجز القوات النظامية والمليشيات الموالية، عن تحقيق أي تقدم يذكر خلال الفترة الماضية. ويهدد القصف بتدمير نبع عين الفيجة، مصدر المياه الرئيسي لأكثر من 6 ملايين من المقيمين في دمشق ومحيطها، والذين يعانون منذ بدء العمليات وخروج النبع عن الخدمة من نقص شديد في المياه، الأمر الذي أدى لبيع المياه بأسعار مرتفعة في ظل عجز النظام عن تأمين البدائل.
يشار إلى أن حركة نزوح كبيرة تشهدها بلدات وادي بردى باتجاه بلدة دير قانون، التي لم تستثنَ من الغارات الجوية، في حين يقدر عدد المدنيين المحاصرين داخل الوادي بأكثر من 100 ألف مدني، يعيشون في ظل أوضاع إنسانية سيئة، جراء نقص المواد الغذائية وعدم توفر الرعاية الطبية اللازمة.