طائرات "مجهولة النسب" تخترق الأجواء العراقية

29 اغسطس 2014
30 طائرة مجهولة الهوية تخترق أجواء العراق (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

كشف مسؤول عسكري في  وزارة الدفاع العراقية، عن وجود نشاط استخباري، تشهده الأجواء العراقية منذ نحو أسبوعين، لطائرات حربية غير معروفة الجنسية، تتنقل في مختلف المناطق، وسط عجز عن تحديد جنسيتها أو أهداف تحليقها.

وأوضح المسؤول، الذي يشغل رتبة عميد ركن في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أن  "ما لا يقل عن 30 طائرة مراقبة، مسيّرة وأخرى حربية، تخترق الأجواء العراقية بشكل يومي، وتجري عمليات استطلاع لمختلف المدن والمحافظات العراقية، دون ترخيص أو إذن من السلطات الحكومية، ودون أن تُعلم جنسية تلك الطائرات أو أهدافها".

وأوضح  أنه "تم التعرف على ثلاثة منها، وهي الأميركية والإيرانية والسورية، لكن الأخرى غير معروفة لدينا حتى الآن. وبدائية أجهزة الرصد الجوي والرادار، لا تسمح لنا بالتعرف إلى هوية تلك الطائرات أو وقت دخولها والجهة التي دخلت منها العراق على وجه التحديد".

وأشار المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "الطيران السوري في الانبار ونينوى، والإيراني في ديالى والكوت والبصرة، فيما الطيران الأميركي بات فضاؤه مفتوحاً بكل العراق، لكن لدينا مشكلة في تحديد الأخرى، التي تتهرّب الولايات المتحدة من مساعدتنا في هذا الجانب".

وكان مجلس محافظة الانبار قد اتهم، بشكل رسمي، طائرات سورية مقاتلة بقصف مواقع مدنية في بلدتي القائم والرطب، في تموز الماضي، راح ضحيتها عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، فيما أعلنت مصادر أمنية عراقية عن سقوط طائرة استطلاع أميركية، بسبب خلل فني، قرب مطار بغداد، الأربعاء الماضي.

كما حذر رئيس الحكومة المنتهية ولايته، نوري المالكي، في بيان له الأسبوع الماضي، من انتهاك السيادة العراقية عبر اختراق طائرات عسكرية لأجوائه دون تنسيق مسبق مع بغداد.

ولفت المسؤول العسكري إلى "وجود شكوك أن من بين الطائرات المسيّرة إسرائيلية وتركية وكويتية، تقوم بتغطية الأجزاء العراقية في البصرة، المحاذية لحدودها الجنوبية مع العراق، لكن لسنا متأكدين من ذلك تماماً".

واعتبر أن ذلك هو "دليل على تحوّل العراق إلى ساحة نشاط استخباري دولي كبير، وينذر بتطورات أكبر على الساحتين السياسية والأمنية"، لافتاً إلى أن "الطائرات، على الأرجح، لا تحمل صفة عدائية للحكومة أو النظام بالعراق".

في السياق، قال النائب في البرلمان العراقي عن التحالف الوطني، محمود الحلي، لـ"العربي الجديد"، إن "للجيش الحق في إسقاط تلك الطائرات أو اعتراضها وإجبارها على التراجع".

وأشار إلى "معلومات ترد من داخل المؤسسة العسكرية عن رصدهم لتلك الطائرات بواسطة أجهزة رصد الكترونية أو بالعين المجردة في بعض الأحيان، كما أن القوات الأميركية تبلغ العراقيين بطلعاتها ومناطق تواجدها، لكن الأخرى مجهولة لنا، لذا سيتم التعامل معها مستقبلاً على أنها طائرات تجسس معادية لنا الحق في إسقاطها".

لكن العقيد في قيادة الفرقة الأولى بالجيش العراقي، سعدون المياحي، قال لـ"العربي الجديد"، إن "العراق لا يمتلك التقنية لتحديد هوية الطائرات أو حتى نوعها، كما أن ارتفاعها يجعلها صعبة المنال على مقاومات الطائرات التي نملكها حالياً، وهي طراز 57 ملم الروسية. وما نملكه من طائرات غير قادر على المناورة على ارتفاع يصل إلى أكثر من 35 ألف قدم".

وأضاف: "بالنسبة لنا لا تشكل تهديداً على الجيش، ونعتقد أن دخولها يرتبط بتواجد تنظيم الدولة الإسلامية، والموضوع ينحصر بالمجال السياسي لا أكثر".