عكس سيل التصريحات و"التحذيرات" التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في اليومين الماضيين، حول "التنازلات" الإضافية، التي تقدمها الدول الغربية لإيران في الاتفاق المرتقب التوصل إليه قريباً، إقراراً إسرائيلياً باقتراب توقيع اتفاق تصنفه إسرائيل، بأنّه "سيئ"، وإقراراً أيضاً بعدم نجاحها لغاية الآن بإحباط المفاوضات الجارية، خاصة مع التصريحات الأخيرة، أمس لوزير الخارجية الأميركي، جون كيري عن إحراز تقدم في المفاوضات.
وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت"، أن تل أبيب، التي تسعى لمحاولة إدخال تغييرات على الاتفاق، تستعد لإحباط المرحلة الأولى من إقراره في الكونغرس الأميركي، عبر ضغوط على أعضاء الكونغرس لمعارضته ومنع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من المصادقة على الاتفاق في حال تم عرضه للمصادقة حتى تاريخ التاسع من يوليو/تموز الجاري، وإلا فإنّ التصويت على الاتفاق سيتم بعد ستين يوماً.
وفي حال رفض الكونغرس الاتفاق، فإنّ ذلك سيضطر أوباما إلى ممارسة حق الفيتو على القرار، وأن يقرر الموعد المناسب لعرض الاتفاق على الكونغرس للتصويت مُجدداً؛ لكنّ القانون الأميركي يلزم في هذه الحالة للالتفاف على الفيتو الرئاسي، أن يصوت ضد الاتفاق ثلثا أعضاء مجلسي النواب.
لكنّ الجهود الإسرائيلية غير مقصورة على ممارسة الضغوط على أعضاء الكونغرس، بل تطاول أيضاً محادثات متواصلة مع بريطانيا وفرنسا.
وفي هذا السياق أشارت صحيفة "هآرتس"، إلى أن إسرائيل تعول إلى حد ما على موقف وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الذي يعتبر أكثر وزراء خارجية الدول الأوربية، تشدّداً في فرض القيود على إيران، مثلما كان صاحب التأثير الأكبر في عدم رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران لغاية الآن.
وأوعزت الصحيفة معارضة فابيوس للاتفاق الحالي، إلى موقفه المتشدد من إيران، منذ سنوات الثمانينيات، عندما كان رئيساً للحكومة في عهد الرئيس الأسبق فرانسوا متيران، ووقف بعد الثورة الإيرانية إلى جانب العراق في الحرب ضد إيران، كما أنّه يساند مواقف الدول العربية المعارضة للاتفاق مع إيران.
مع ذلك، أشارت الصحيفة العبرية، إلى أنّ "مشاركة فابيوس في المفاوضات من شأنها أن تصعب الوصول إلى اتفاق، لكنّها في الوقت ذاته تضمن في حال تم التوصل إلى اتفاق أن يعلن الأميركيون أنّهم تمكّنوا أيضاً من إقناع فابيوس بصحة الاتفاق".
اقرأ أيضاً: إيران تدافع عن حقوقها النووية وتنتقد إسرائيل