تواجه آلاف الأسر النازحة إلى مخيمات بلدة عامرية الفلوجة (30 كيلومتراً جنوب الفلوجة) بمحافظة الأنبار، ضغوطاً أمنية شديدة لإرغامها على مغادرة المخيمات، والعودة إلى مناطقها، فيما أكد زعماء قبليون محليون أن الأجواء غير مهيئة لعودة النازحين في الوقت الحاضر، بسبب عدم تمكن القوات العراقية من تحرير جميع مدن الأنبار.
وقال عضو منظمة عراق الخير الإنسانية، فلاح الراوي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأمنية في عامرية الفلوجة قيدت حركة النازحين في المخيمات، ووضعت نقاط تفتيش إضافية عند مداخلها ومخارجها، مؤكداً تنفيذ الشرطة المحلية عمليات دهم وتفتيش متكررة على عشرات الخيام بحجة البحث عن مشتبه بهم أو مطلوبين.
وأشار الراوي إلى أن بعض عناصر الأمن طلبوا من النازحين مغادرة مخيمات النزوح والعودة إلى مناطقهم، لافتاً إلى قطع التيار الكهربائي عنهم منذ نحو أسبوع، ومنع إدارات المدارس من تسجيل الطلاب النازحين.
بدوره، قال عضو مجلس شيوخ الفلوجة، محمد الجميلي، إن الضغوط الأمنية والخدمية التي تمارس على النازحين غير مبررة، بسبب عدم تمكن القوات العراقية من تحرير جميع مدن الأنبار، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن مخيمات النازحين تقع في منطقة تبعد عن مركز بلدة عامرية الفلوجة نحو عشرة كيلومترات، ولا يؤثر وجودها على الأوضاع الأمنية أو الخدمية في البلدة.
وطالب الجميلي الحكومة المحلية في الأنبار، والحكومة الاتحادية في بغداد، بالتدخل لإنقاذ آلاف النازحين الذين يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة، والضغط على السلطات المحلية في عامرية الفلوجة، لتخفيف الإجراءات الأمنية المفروضة، مبيناً أن أغلب النازحين الموجودين حالياً في البلدة من مناطق القائم وعانة وراوة، التي لم تحرر حتى الآن من سيطرة تنظيم الدولة.
ونفذت القوات العراقية حملة اعتقالات واسعة في عامرية الفلوجة، طاولت عشرات النازحين، على خلفية تفجير سيارة مفخخة في حفل زفاف وسط البلدة، وأكد مسؤولون محليون في عامرية الفلوجة، في وقت سابق، أن القوات العراقية، ومسلحي العشائر، جرفوا منازل قالوا إنها لمتورطين بعملية تفجير حفل الزفاف.