ضد الجمهور.. مسلسلات وبرامج تسيء للمشاهد

16 يونيو 2016
من مسلسل "باب الحارة"(lbci)
+ الخط -
لم تستجب محطة MBC الفضائية لطلب الجمهور بضرورة إيقاف برنامج "رامز بيلعب بالنار"، ولم تأبه المحطّة بكمية الانتقادات التي توجّه إليه، لأنها تستند إلى الـ"ترافيك"، أو نسبة المُشاهدة العالية التي يحققها هذا البرنامج على مر سنوات عرضه.

الواضح، أيضاً، أن MBC تستغل هذا النجاح لمنافسة أشقائها على الأولوية في العروض الرمضانية للبرامج والمسلسلات. قد لا يقتصر الأمر على MBC، التي تعرضت العام الماضي لحملة مماثلة بعد مقالب رامز في الطائرة، وكذلك انتُقدت قناتا "الحياة" وMTV اللبنانية لعرضهما برنامجا مقلدا عن رامز، مع الممثل هاني رمزي، الذي يستغل فيه رمزي الطائرة أيضاً، للإيقاع بأكبر عدد من الفنانين الذين يستضيفهم، فضلاً عن التسخيف وقلة الدراية في صياغة أو صناعة مثل هذا النوع من البرامج. وتبيان مواضع الضعف فيها بطريقة واضحة، أصبحت مصيدة جيدة لمواقع التواصل الاجتماعي، التي لا تنفك تعرض مجموعة من المشاهد الخاصة بهذه الأخطاء. 

قبل أيام انتقدت الفنانة السورية، أصالة، برنامج رامز جلال، وبرنامج "رامز بيلعب بالنار"، ونشرت عبر حسابها الرسمي على موقع "إنستغرام" مشهداً من إحدى الحلقات، وعلقت: "وين المتعة ببرنامج بيورجيك الناس عم تتبهدل وعم تتعرض للموت والمطلوب من المشاهد يضحك، يعني ناقصة بلادنا توتر ولا إنسانية". لكن متابعي النجمة السورية لم يجتمعوا على موقفها المندد بأفعال جلال، فكتب أحدهم أن كلامها ناتج عن غيرة بسبب نجاحه، بينما كتب آخر: "أصالة نفسك رامز يعمل فيك مقلب".

وفي القاهرة، تقدم النائب المصري، مصطفى بكري، بطلب لرئيس الحكومة ووزير الاستثمار، طالب فيه بوقف برامج المقالب التي تذاع على الفضائيات خلال شهر رمضان. وقال إن سيدة مصرية وجدت ابنها يُشعل النار في غرفة أشقّائه اقتداءً ببرنامج جلال، وعندما سألت ابنها عن ذلك، قال لها إنه يفعل كما شاهد في "رامز يلعب بالنار"، مشدداً على أن هذه البرامج تضر بسمعة المجتمع وبعض الرموز الفنية، بهدف تحقيق مكاسب مالية.

وندد ناشطون في وقت لاحق ببرنامج للمقالب اختار اسم تنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية، "ميني داعش"، ووصفته جريدة "الديلي ميل البريطانية" بأنه أسوأ برامج التلفزيون على مر التاريخ، نظراً للصورة التي ينقلها عن الإرهاب، وتخويف الناس بتمثيلية يقيمها عدد من الملثمين، باختطاف أحد الضيوف وإيهامه بأن الخاطفين هم عناصر التنظيم الإرهابي، وما يترتب على ذلك من تداعيات تثبت وجود أو انتقال الشارع والإعلام على وجه التحديد إلى الترويج للأعمال الإرهابية، ولو كان المغزى فكاهياً. إضافة إلى تبني تلفزيون "النهار" المصري عرض هذا النوع من الأعمال دون رقابة، أو مراعاة شعور الناس، وسط الأزمات العربية الكثيرة التي تعاني منها المنطقة.

الجرائم
وندد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بأسلوب الجرائم المعتمد في بداية حلقات مجموعة من المسلسلات العربية، التي اتخذت من فعل الجريمة القاعدة الأساسية لبناء أحداث ثلاثين حلقة تتقاطع فيها المصالح والأهواء الخاصة بالمخرجين، كنوع من الاستغلال أو التشويق، والبحث عن مرتكب الجريمة طوال الفترة الممتدة لعرض المسلسل. ورأى متابعون أن السبب في كل هذا العنف الدرامي، هو أوضاع العنف التي يعيشها العالم العربي، واتجاه الكتّاب لمحاكاة الوضع العربي العام من خلال التطرق لهذه القضايا التي تُبنى عليها مسلسلات كاملة. هكذا، يدرك الجمهور أن الهدف الرئيسي لهذا النوع من البرامج هو الكسب المالي، والترويج للمحطة وتفوّقها في نسبة الحضور والمشاهدة.

باب الحارة
وفي الموسم الثامن لمسلسل "باب الحارة"، لم تأبه معظم القنوات التلفزيونية الفضائية لمطالبة الناس بضرورة إيقافه أيضاً، لأسباب كثيرة لم ترق للسوريين المتابعين الذين تبرأوا من الموسم الثامن، كما تبرأوا من المواسم السابقة. وقال أحد الناشطين لـ"العربي الجديد"، إنّ هذا المسلسل لا يمثل سورية، لا وقت الانتداب الفرنسي، ولا بعده. و"نحن نطالب جدياً بإيقاف عرضه، كي لا يُسخّف المشاهد العادي الذي يتابعه".
وأطلق سوريون متابعون هاشتاغ "#‏سكروا الباب وارحمونا"، منعاً لتصوير أجزاء مقبلة من المسلسل التاريخي، بعدما أعْلِن عن نية الشركة المنتجة بمتابعة تصوير أجزاء جديدة من العمل، بهدف الربح المالي أولاً.

وقال الناشط السوري، معن خليفة، لـ"العربي الجديد": "إن باب الحارة لا يشرّفنا كسوريين، لا في القصة ولا في الحارة". مطالباً الصحافة بمساندة النشطاء لإيصال الصوت للمسؤولين عن هذا العمل، وضرورة إيقاف ما وصفه بالمهزلة بحق السوريين، وكذلك التوقف عن تصوير أجزاء جديدة من هذا العمل الذي باعد بين مستوى الدراما السورية والمشاهد ولو حظي بمشاهدة عالية وفق تبني بعض المحطات لإحصاءات الأسبوع الأول من نتائج أو كمية المشاهدة لمسلسلات رمضان هذا العام.

الانتقادات لم تقتصر على المشاهدين فقط، بل انتقلت إلى الممثلين أيضاً، حيث كتب طلال مارديني، الذي يؤدي شخصية غسان في المسلسل، على حسابه في "فيسبوك": "أنا فعلاً نادم كل الندم على مشاركتي في باب الحارة الجزء الثامن، ولن أعمل في أجزائه القادمة إذا استمرت شخصيتي".
وأضاف: "بعد خلافهم معي بمواعيد التصوير، وكان عدد أيام تصويري أكثر بكثير مما كان مُتفقاً عليه. ورغم رداءة الأجر، أتوا ليصعقوني في شارة المسلسل بوضع اسمي بطريقة سيئة جداً. ومع احترامي لكل العاملين والقائمين على العمل، وكلهم أصدقائي، ولكنهم لم يحترموني".
المساهمون