ضحايا ومصابون من فلسطين والأردن والسعودية بمذبحة المسجدين في نيوزيلندا

15 مارس 2019
ناجون من مجزرة كرايست تشيرش (كاي تشويرير/Getty)
+ الخط -
كشفت فلسطين والأردن والسعودية وتركيا وماليزيا، أن عددًا من مواطنيها بين ضحايا ومصابي المجزرة الإرهابية التي وقعت صباح اليوم الجمعة، داخل مسجدين في كرايست تشيرش في نيوزيلندا، وراح ضحيتها 49 شخصا على الأقل فضلا عن عدد كبير من المصابين.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، عن سفير فلسطين لدى أستراليا ونيوزيلندا، عزت عبد الهادي، أن معلومات أولية تشير إلى مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين في الهجومين الإرهابيين على مسجدي مدينة كرايست تشيرش، وأفاد السفير غير المقيم في نيوزلندا، بأن الجالية الفلسطينية أبلغته بوفاة مواطن فلسطيني على الأقل، وإصابة عدد آخر في الهجومين، موضحاً أن السفارة تتابع اتصالاتها مع الجهات المختصة في نيوزيلندا للحصول على معلومات وبيانات رسمية".
وأدى آلاف الفلسطينيين صلاة الغائب في المسجد الأقصى، اليوم الجمعة، على أرواح ضحايا الهجوم، وأدان الشيخ محمد حسين، خطيب المسجد الأقصى ومفتي القدس والديار الفلسطينية، الهجوم ووصفه بالإرهابي.

وقالت الخارجية الأردنية إن "أردنيين توفيا، وأصيب سبعة أخرون في العملية الإرهابية"، وأنه تقرر إيفاد أحد السفراء العاملين في مركز الوزارة بالعاصمة عمان إلى نيوزيلاندا لمتابعة أوضاع المصابين الأردنيين والتحقيقات.
وقال مدير مركز عمليات وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، السفير سفيان القضاة، في تصريحات صحافية إن أحد المصابين الأردنيين في الحادث قد توفي متأثرا بإصابته، وبهذا يرتفع عدد الأردنيين الذين توفوا إلى إثنين، فضلا عن سبعة مصابين، مضيفا أنه تم إبلاغ ذويهم.
وأوضح القضاة، في تصريح صحافي، أن "مركز عمليات الوزارة والسفارة الأردنية في أستراليا المعتمدة لدى الحكومة النيوزلندية، مركز عمليات الوزارة والسفارة الأردنية في أستراليا المعتمدة لدى الحكومة النيوزيلندية، "يتابعان الاتصالات مع الجهات المختصة في نيوزيلندا للاطمئنان على حالة المصابين واحتياجاتهم، ومتابعة التحقيقات حول الحادث".

وأعلنت السعودية إصابة أحد رعاياها بجروح في حادث الهجوم الإرهابي على المسجدين، وقالت سفارتها في نيوزيلندا، في بيان، إنه "في إطار متابعتها لحادثي إطلاق النار في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش في الجزيرة الجنوبية أثناء صلاة الجمعة، وما نتج عنه من قتلى وإصابات، تبين إصابة مواطن سعودي بجروح، وتم الاطمئنان على صحته وسلامته".

وأهابت السفارة بمواطنيها الموجودين في المدينة ضرورة توخي الحيطة والحذر، وأهمية متابعة ما تصدره السلطات المحلية من تعليمات بهذا الشأن، ومتابعة وسائل الإعلام المحلية، والبقاء في المنازل في الوقت الحالي.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل، إن مواطنين تركيين تم التعرف عليهما أصيبا في الهجوم، ولكنهما لم يكونا في ظروف تهدد الحياة، وإن السلطات لا تزال تحاول الحصول على معلومات حول مواطن تركي ثالث.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الماليزية في بيان، إن ماليزيين اثنين أصيبا وتم نقلهما إلى المستشفى. "ماليزيا تدين بأقوى العبارات هذا العمل الإرهابي الذي لا معنى له ضد المدنيين الأبرياء، وتأمل في تقديم المسؤولين عن هذه الجريمة الهمجية إلى العدالة".

ورفعت نيوزيلندا، وعدد من دول العالم مستوى التأهب الأمني على خلفية المجزرة التي وقعت صباح اليوم، ووصفت السلطات في نيوزيلندا الجريمة بأنها "هجوم إرهابي على درجة غير مسبوقة من العنف"، وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، في مؤتمر صحافي عقب الجريمة إنّه "لم يكن أي من المشتبه بهم في الهجوم الإرهابي على المسجدين في كرايست تشيرش على قوائم مراقبة الأمن أو الإرهاب".
وطلبت السلطات الأمنية في نيوزيلندا من مسؤولي المساجد في عموم البلاد إغلاقها إلى حين التأكد من عدم وجود تهديدات أمنية أخرى، كما شددت من إجراءاتها الأمنية في أنحاء البلاد.





وكتب منفذ الهجوم على مسجدي كرايست تشيرش، برينتون تارانت، وهو أسترالي الجنسية عمره 28 سنة، عبارات عنصرية على سلاحه حسب ما أظهر مقطع الفيديو الذي بثه عبر الإنترنت، ومن بين العبارات العنصرية التي كتبها "Turcofagos" وتعني بالعربية "التركي الفج"، كما كتب على سلاحه الذي نفذ به المذبحة: "اللاجئون. أهلا بكم في الجحيم".

وكان الإرهابي الموقوف حاليا، يبث خلال المجزرة أغنية باللغة الصربية تشير إلى رادوفان كاراديتش، الملقب بـ"سفاح البوسنة"، والمدان بجرائم عدة بينها "ارتكاب إبادة جماعية" و"ارتكاب جرائم ضد الإنسانية" و"انتهاك قوانين الحرب" ضد المسلمين إبان حرب البوسنة (1992-1995).


من جانبه، شدّد الاتحاد الأسترالي للمجالس الإسلامية (AFIC)، على أن الهجوم الإرهابي على المصلين الأبرياء في نيوزيلندا، يعدّ وحشية ونتاجا للإسلاموفوبيا المتصاعدة، وقال رئيس الاتحاد، راتب جنيد، في بيان، إنه يكثف دعاءه لضحايا الهجوم الإرهابي، وعائلاتهم، وللشعب النيوزيلندي، في هذا الوقت العصيب، وشدّد على ضرورة أن تتوخى جميع المساجد ودور العبادة في أستراليا، الحذر بشكل أكبر في الأيام القادمة، كما دعا الحكومة الأسترالية إلى أخذ الحيطة حيال التطرف وتصاعد العداء ضد المسلمين، والإنصات إلى هواجس المجتمع المسلم بشكل حقيقي، والاستجابة لها.



وأدان اللاعب سوني بيل ويليامز، نجم منتخب نيوزيلندا للركبي، الجمعة، الهجومين الإرهابيين على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش، ونشر ويليامز مقطع فيديو على حسابه في "تويتر"، قال فيه: "أواجه صعوبة في العثور على كلمات للتعبير عن مشاعري، وأتقدم بالتعازي لأسر الضحايا، دعواتي لكم. آمل أن الذين فقدوا حياتهم في الهجوم ارتحلوا إلى الجنة".

وفي سياق متصل، نجا المنتخب البنغالي للكريكيت، من الهجوم الإرهابي، وقال باتسمان تميم إقبال، لاعب المنتخب، على "تويتر" إنّ "الفريق بأكمله نجا من إطلاق النار، لقد عشنا تجربة مرعبة، ادعو لنا".

وكانت حافلة المنتخب البنغالي وصلت إلى محيط مسجد "النور" في اللحظة التي بدأ فيها إطلاق النار؛ وتمكن اللاعبون جميعا من النجاة، لتواجدهم في منطقة بعيدة نحو 100 ياردة عن موقع إطلاق النار، حسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".


وفي وقت سابق، أعلن مفوض الشرطة النيوزيلندية، مايك بوش، مقتل 49 شخصا في الهجوم الإرهابي بالأسلحة النارية على مسجدين في كرايست تشيرش، أثناء صلاة الجمعة.
وقال في مؤتمر صحافي إنّ "41 شخصا قتلوا في مسجد النور بشارع دينيز، و7 أخرين قتلوا في مسجد لينوود، فيما لقى شخص مصرعه بعد نقله إلى المستشفى متأثرا بجراحه".
وكشف مستشفى "كرايست تشيرش" الحكومي عن إصابة 48 شخصا بينهم أطفال في الهجوم.

(العربي الجديد، وكالات)