وفي خلفية التسجيل الصوتي، تظهر بوضوح تكبيرات عيد الفطر في مساجد شمال سيناء، وسط استغاثات متكررة من الضابط المسؤول عن الكمين إلى قادته، بإرسال الدعم الجوي طلباً لنجدتهم، خصوصاً أن المسلحين المنتمين إلى تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي، استخدموا قذائف "الآر بي جي" في الهجوم.
واستغاث الضابط الراحل عبر جهاز اللاسلكي (وحدة اتصال مغلقة)، قائلاً: "بلغوا أمي إن ابنك عاش راجل، ومات شهيد... ماحدش ينساني يا جدعان، أشهد أن لا إله إلا الله"، بينما يرد الضابط الذي تلقى استغاثته، مخاطباً الطيران الحربي: "الضرب من قدام بطل 14 (اسم الكمين)، عشان لو في أي حد هناك ينزل... اضرب في اتجاه الجبل قدام بطل 14".
ويعود الضابط الراحل ليقول: "إحنا عند بطل 14، وعددنا 15، وبيضرب علينا من كل اتجاه... في قناصة طلعوا على كل الأبراج"، ليرد قائده: "الجميع يدخل الدشم، خش دوشمتك (مكان للاختباء)، واضرب في اتجاه الضرب اللي قصدك في الجبل... خش جو الدشمة، واضرب في اتجاه الضرب اللي ييجي عليك".
ويصرخ أحد الضباط الراحلين، قائلاً "بيضرب عليا آر بي جي"، ليقول قائده "خليك في التجهيزة بتاعتك، خليك في الدوشمة"، ليعقب الضابط مخاطباً المسؤول عن الكمين: "يا قاضي (اسم الضابط)، القناصة في كل حتة، ومش عارفين نتحرك"، ليقول المسؤول الأعلى: "جمع كل ضربك في اتجاه منطقة السبيل، وفي اتجاه الجبل".
ويرد الضابط: "أنا معايا عسكري مات، معايا شهيد، وكلنا في السكة ياجدعان... ابعتوا لنا دعم يا جدعان، دكوا السبيل علينا كلنا"، ليقول المسؤول الأعلى: "سيتم ضرب قذائف أر بي جي حالاً"، ثم يتابع مخاطباً الضابط المسؤول عن الكمين "يا قاضي معاك منزلاوي من المركزي، الدعم اتحرك من الساحلي على الطريق الدائري، بس بيضرب عليه من عند النفق".
ويضيف المسؤول الأعلى: "اثبت يا بطل، ربنا معاك... أنا هاخلي بطل 13، وبطل 15، يضربوا في اتجاه الجبل عشان يخف من عليك تماماً"، فيقول الضابط: "أنا بيني وبين العالي 40 متراً، وذخيرتي خلصت يا منزلاوي... تعالى خذني لو تعرف"، فيرد عليه: "الدعم داخل عليك من ناحية بطل 13، وبطل 15... يا مدفع غربل كل الحتة الجبلية اللي قدام بطل 14".
ويواصل: "بطل 13 يضرب في اتجاه، وبطل 15 يضرب في اتجاه... اضرب أي حتة في المنطقة الجبلية، وبلاش في منطقة الكمين عشان ماوقعش حد من عندنا... 3 دقائق والدعم جايلك من بطل 17، وفي قناصة عليه... اثبت يا موجي (اسم الضابط) ربنا معاك، الدعم أتحرك أقسم بالله من على الساحلي... والدبابة اتحركت من بطل 16، بس عدت على قناصة".
ويقول الضابط: "يا منزلاوي ادي فرصة للمدير (أعلى رتبة) يتكلم"، ليقول الأخير "يا موجي اضرب في الوضع الفردي السريع، وخذ بالك عشان نفاد الذخيرة... أنا عن نفسي في الطريق إليك آهو".
وكانت مصادر طبية في مستشفى العريش العسكري قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أن "12 جثة – على الأقل – لعسكريين مصريين، بينهم ضباط، وصلت إلى المستشفى خلال ساعات فجر اليوم"، فيما لم يجرِ بعد حصر أعداد القتلى والمصابين، نتيجة استمرار عمليات الجيش للتمشيط في محيط مكان الهجوم.
ويتضح من تفاصيل الهجوم وخسائره أنه تكرار لما حدث مع كمين "جودة 3" على الطريق الدائري، في 16 فبراير/ شباط 2019، حين قتل جميع أفراد الكمين في هجوم لتنظيم "داعش" الإرهابي، في افتتاحية دموية للعام الثاني للعملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018".