اعتبرت صحيفة "خبر تورك" التركية أن "صيفاً حاراً ينتظر العلاقات التركية - الأميركية هذا العام، بعد أن ركزت واشنطن على تركيا إذ كانت منشغلة بملفات أخرى، وبشكل خاص قبل قمة الرئيسين الأميركي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين الشهر الجاري، وبعدها، وهي التي ستركز على مستقبل شرق الفرات في سورية، والنفوذ الإيراني فيها أيضاً".
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء، إن واشنطن تنتظر صيفاً ساخناً هذا العام بعد الوصول إلى مرحلة التركيز على تركيا التي غابت عن أنظار الإدارة الأميركية لفترة بسبب ملفات أخرى، فمن جهة، الكونغرس يطلب من ترامب توضيح السياسة الأميركية تجاه تركيا، ومن جهة ثانية بات من المطلوب معرفة الخطوات التالية لترامب مع تركيا بخاصة بعد إقرار خارطة الطريق حول منبج في سورية.
ولفتت إلى أنه من أجل هذا الهدف، من المحتمل أن تقدم الإدارة الأميركية على اتخاذ قرارات مهمة بخصوص تركيا في الفترة المقبلة، ففي الوقت الذي ينوي فيه ترامب مناقشة سحب 2200 جندي من سورية خلال قمته مع بوتين، إضافة إلى مواضيع مناطق خفض التوتر ومستقبل سورية السياسي وموضوع تطبيق خارطة الطريق غرب الفرات، فإن البيت الأبيض طالب بتحضير كل هذه الملفات من المؤسسات الأميركية المعنية، وناقش ترامب كل ذلك مع وزير خارجيته، مايك بومبيو، الإثنين ضمن إطار التحضيرات للقاء.
وتأتي الخطوة الأميركية، بخاصة أن الكونغرس يطلب مخطط ترامب حول مستقبل المقاتلين الأكراد الذين يتم التعامل معهم منذ فترة طويلة في سورية، بعد توقيع خارطة الطريق في منبج قبل شهر. ومن المنتظر أن يتناول ترامب مع بوتين هذا الموضوع والموقف من تركيا في لقاء 16 يوليو/ تموز الجاري بهلسنكي، حيث تعتقد واشنطن أن تشكيل مناطق خفض توتر قصيرة الأمد في شرق الفرات لن يلقى اعتراضاً روسياً، ورغم فشل هذه المناطق في الجنوب أخيراً، إلا أن إدارة ترامب تنوي تجريب ذلك مع روسيا في هذه المناطق.
أما في ما يخص العلاقات التركية - الأميركية في ضوء القمة لجهة مستقبل شرق الفرات، فإن واشنطن تنتظر بفارغ الصبر الموقف التركي من قمة ترامب بوتين بخاصة في ما يتعلق بمناطق خفض التوتر في شرق الفرات، فالإدارة الأميركية لا ترى من الصواب سحب أي قوات من هذه المناطق دون أن توضح خطة التحرك المشتركة مع تركيا.
كما أن ترامب سيتناول مستقبل الوجود الإيراني في سورية، وسيبحث مع نظيره الروسي الموقف التركي في التعاون بما يخص النفوذ الإيراني، ومن أجل كل ذلك بدا واضحاً أن المؤسسات الأميركية تعمل وبشكل مكثف في الفترة الأخيرة حول تركيا ومواقفها، إذ يبدو أن أياما حساسة قادمة تنتظر علاقات البلدين.
وخلصت الصحيفة وفقا لما نقلت عن المصادر الأميركية إلى أن ترامب وبوتين وإن كانا يؤمنان بالحل السياسي في سورية، فإنهما لن يتطرقا له في قمتهما، فتركيز القمة على الوجود الإيراني وشرق الفرات لن يعطي أي احتمال للتطرق للمسائل السياسية في الوقت الحالي، وروسيا كانت قد عرضت سابقاً حلاً للأكراد يشبه وضعهم في العراق دون التعرض لبنية الدولة السورية المركزية، وأميركا كانت ردت بأنه يمكن الحديث حول ذلك، ولكن بعد الاتفاق مع تركيا في منبج، وهذا ما سيتضح في الأيام المقبلة.