اشتهرت مدينة صور، جنوب لبنان، ببحرها الغني بالأسماك المختلفة الأنواع، وبحب شبابها البحر الذي يستهويهم بمائه الرقراق، وشمسه الدافئة التي تنعم على الشواطئ الصورية وأعماق البحر المقابل للجزيرة التاريخية موطناً للأسماك المتنوعة لها، ومكاناً لتكاثرها ووضع بيوضها.
صور ليست الوحيدة، فيشتهر الساحل اللبناني من شماله إلى أقاصي جنوبه بتلك المهنة التي يمارسها الرجال من مختلف الأعمار.
وقد عرف الصوريون وسائل متعددة في الصيد البحري، بدءاً بالشباك المتنوعة، إلى القصبة، والصنارة والشراك والأقفاص الحديدية، ولكن من أشهر الوسائل المستخدمة في الصيد عند أبناء مدينة صور "الجاروفة".
"الجاروفة" شبكة طويلة قد يصل طولها في بعض الأحيان إلى مئات الأمتار، يتخللها اتساع وتجوف فيها عند وسطها، حيث يسمى بـ"العُبّ". يعلوها الفلين الذي يجذب الشباك نحو الأعلى، فيما تجذبها في المقابل إلى قاع البحر وبقوة رصاصات مثبتة على أطراف الشباك السفلية، تسمى بـ "الثقالات"، وتُربط الجاروفة عند طرفيها بحبل متين وطويل يُستخدم بجذبها إلى البر بعد طرحها في الماء.
وتتميّز مدينة صور بشاطئها الرملي من جهتيها الجنوبية والشمالية، وهذا ما يسهّل استخدام "الجاروفة" لأن طريقة الصيد فيها تتنافى تماماً مع طبيعة الشواطئ الصخرية، بحيث يصير من المستحيل جذبها نحو البر نظراً للتضاريس الصخرية في قاع هذه الشواطئ.
أحمد عودة صياد من صيادي الأسماك في مدينة صور قال لـ "العربي الجديد" إنه ورث صيد السمك عن جده ووالده، وهم عائلة تعمل في صيد الأسماك منذ خمسين عاماً، كما يملكون قارباً لصيد الأسماك " فلوكا" لاصطياد السمك في عرض البحر، ويستخدمون الجاروفة في ذلك.
ويضيف: "لكلّ نوع سمك موسم معين مثل سمك "الملّيقا الرمليّة" مثلاً، وهي أسماك تتغذى على "القريدس/الروبيان"، وطعمها لذيذ، وهذا النوع مطلوب لأنه لا يتواجد طيلة أيام السنة. ويوضح عودة كيف تتم عمليّة وضع الجاروفة بعد أن توضب بطريقة بحريّة معينّة على سطح المركب، ثم يبدأ هذا المركب بالإبحار بطريقة نصف دائرية، فيما البحارة يلقون تدريجياً الجاروفة في الماء، إلى أن يتم تطويق منطقة معينة بذاتها بكامل مساحة الجاروفة.
بعد ذلك يبدأ عدد من البحارة بسحب الجاروفة، ويكون ذلك بعد أن تمسك كل مجموعة منهم الجاروفة من أحد طرفيها، وتبدأ عملية جذبها نحو الماء، أما آخر أجزاء الجاروفة التي تصل إلى البر فيكون "العبّ" وغالباً ما يحتوي على الكمية الأكبر من الأسماك التي لا تجد مفراً من الوقوع في الأسر، فتُسحب وتوضع على الشاطئ، ويكون بانتظار الجاروفة عدد من المواطنين الذين يستمتعون بطريقة الصيد هذه، كما أنهم يقتنصون الأسماك الطازجة مباشرة من الشباك بعد أن يدفعوا ثمنها لريس الجاروفة.
كما يوضح عودة كيف أن الأسماك التي يتم اصطيادها نهاراً تختلف عن الأسماك التي يتم اصطيادها ليلاً، مؤكداً أن مدينة صور تعتبر مقصداً لمحبي أكل السمك، لأن أسماكها تكون طازجة دائماً وشاطئها نظيفاً.
اقرأ أيضا:
صيد الصنارة... تسالي الفراغ
كورنيش بيروت: الحبّ والمذهبية والنّضال والقهوة...
غزة.. الصيد تحت الرصاص
صور ليست الوحيدة، فيشتهر الساحل اللبناني من شماله إلى أقاصي جنوبه بتلك المهنة التي يمارسها الرجال من مختلف الأعمار.
وقد عرف الصوريون وسائل متعددة في الصيد البحري، بدءاً بالشباك المتنوعة، إلى القصبة، والصنارة والشراك والأقفاص الحديدية، ولكن من أشهر الوسائل المستخدمة في الصيد عند أبناء مدينة صور "الجاروفة".
"الجاروفة" شبكة طويلة قد يصل طولها في بعض الأحيان إلى مئات الأمتار، يتخللها اتساع وتجوف فيها عند وسطها، حيث يسمى بـ"العُبّ". يعلوها الفلين الذي يجذب الشباك نحو الأعلى، فيما تجذبها في المقابل إلى قاع البحر وبقوة رصاصات مثبتة على أطراف الشباك السفلية، تسمى بـ "الثقالات"، وتُربط الجاروفة عند طرفيها بحبل متين وطويل يُستخدم بجذبها إلى البر بعد طرحها في الماء.
وتتميّز مدينة صور بشاطئها الرملي من جهتيها الجنوبية والشمالية، وهذا ما يسهّل استخدام "الجاروفة" لأن طريقة الصيد فيها تتنافى تماماً مع طبيعة الشواطئ الصخرية، بحيث يصير من المستحيل جذبها نحو البر نظراً للتضاريس الصخرية في قاع هذه الشواطئ.
أحمد عودة صياد من صيادي الأسماك في مدينة صور قال لـ "العربي الجديد" إنه ورث صيد السمك عن جده ووالده، وهم عائلة تعمل في صيد الأسماك منذ خمسين عاماً، كما يملكون قارباً لصيد الأسماك " فلوكا" لاصطياد السمك في عرض البحر، ويستخدمون الجاروفة في ذلك.
ويضيف: "لكلّ نوع سمك موسم معين مثل سمك "الملّيقا الرمليّة" مثلاً، وهي أسماك تتغذى على "القريدس/الروبيان"، وطعمها لذيذ، وهذا النوع مطلوب لأنه لا يتواجد طيلة أيام السنة. ويوضح عودة كيف تتم عمليّة وضع الجاروفة بعد أن توضب بطريقة بحريّة معينّة على سطح المركب، ثم يبدأ هذا المركب بالإبحار بطريقة نصف دائرية، فيما البحارة يلقون تدريجياً الجاروفة في الماء، إلى أن يتم تطويق منطقة معينة بذاتها بكامل مساحة الجاروفة.
بعد ذلك يبدأ عدد من البحارة بسحب الجاروفة، ويكون ذلك بعد أن تمسك كل مجموعة منهم الجاروفة من أحد طرفيها، وتبدأ عملية جذبها نحو الماء، أما آخر أجزاء الجاروفة التي تصل إلى البر فيكون "العبّ" وغالباً ما يحتوي على الكمية الأكبر من الأسماك التي لا تجد مفراً من الوقوع في الأسر، فتُسحب وتوضع على الشاطئ، ويكون بانتظار الجاروفة عدد من المواطنين الذين يستمتعون بطريقة الصيد هذه، كما أنهم يقتنصون الأسماك الطازجة مباشرة من الشباك بعد أن يدفعوا ثمنها لريس الجاروفة.
كما يوضح عودة كيف أن الأسماك التي يتم اصطيادها نهاراً تختلف عن الأسماك التي يتم اصطيادها ليلاً، مؤكداً أن مدينة صور تعتبر مقصداً لمحبي أكل السمك، لأن أسماكها تكون طازجة دائماً وشاطئها نظيفاً.
اقرأ أيضا:
صيد الصنارة... تسالي الفراغ
كورنيش بيروت: الحبّ والمذهبية والنّضال والقهوة...
غزة.. الصيد تحت الرصاص