وعلى مقربة من مقداد (34 عاماً)، يعمل ما يقارب 15 صياداً لإصلاح مراكبهم المتضررة بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لها في عرض البحر.
ويقوم مشروع صيانة المراكب، بمنحة من مؤسسة التعاون الإنمائي البلجيكي، من خلال مؤسسة أوكسفام، بتنفيذ من اتحاد لجان العمل الزراعي.
ويقول مقداد وهو صياد وفني مراكب، في حديث لمراسل الأناضول "عملي كصياد مع والدي منذ 16 عاماً، ساعدني كثيراً في تعلم صناعة المراكب وإصلاحها".
ويضيف "والدي كان يعمل صياداً، بالإضافة لإجادته إصلاح المراكب ومعرفة ما تحتاجه، من صيانة وأدوات".
ويشير إلى أن تلك المهنة تكاد تندثر، فلا يوجد في قطاع غزة أكثر من 20 شخصاً يجيدون صيانة المراكب وصناعتها بشكل متقن وصحيح.
وكانت تلك المهنة مزدهرة في الماضي، لكنها شهدت تراجعاً كبيراً في السنوات الماضية، بسبب منع دخول المواد الخام من قبل الاحتلال.
ويلفت إلى أن صيانة المراكب في قطاع غزة ليس بالأمر السهل، بسبب حظر الاحتلال إدخال الكثير من الأدوات الخاصة بالمركب وخاصة الألياف الزجاجية (الفيبر غلاس).
من جانبه، يقول زكريا بكر، منسق لجان الصيادين في اتحاد العمل الزراعي، إن الهدف من المشروع تعزيز صمود الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة، والذين يعانون الويلات من قبل الاحتلال الإسرائيلي بسبب استهداف مراكبهم بشكل يومي.
وأضاف "المشروع عبارة عن صيانة 140 قارب صيد، جزء كبير منها تضرر بفعل إطلاق البحرية الإسرائيلية النيران عليها، وجزء قليل جداً تضرر من كثرة الاستخدام".
وأوضح أن المشروع يضم أيضاً توزيع شباك لألف مستفيد من الصيادين الذين يعملون في البحر.
وعن الصعوبات التي تواجههم في صيانة المراكب قال بكر "الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2016 يمنع دخول الكثير من معدات الصيانة وأهمها مادة الفيبر جلاس"، مشيراً إلى أن حاجة الصيادين إليها كبيرة.
وأوضح أنهم في الوقت الحالي يجلبون مواد الصيانة عن طريق مصر، لكن بأسعار كبيرة جداً حيث يتجاوز سعر 16 لتراً منه، 800 شيكل (نحو 227 دولاراً)، بخلاف ما كان عليه السعر في السابق، وهو 200 شيكل.
في السياق ذاته، يقول نزار عياش، نقيب الصيادين في قطاع غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في "سياسته العنجهية في استهداف قوارب الصيادين ومصادرتها".
ويقول عياش للأناضول "الكثير من المراكب (لم يحدد عددهم)، معطل؛ بسبب استهدافه من قبل البحرية الإسرائيلية أثناء ممارسة عمله في بحر قطاع غزة بذريعة تجاوزه المساحة المحدودة للصيد".
ولفت عياش إلى أن مشروع إعادة إصلاح مراكب الصيادين التي دمرها الاحتلال، إنجاز جيد، يوفر فرصاً للصيادين الذين توقفوا عن عملهم لاستئنافه من جديد.
وطالب المؤسسات الدولية والحقوقية، بالوقوف إلى جانب الصياد الفلسطيني "الذي يعاني الكثير بسبب الإجراءات الإسرائيلية المتخذة بحقه".
وذكر أن الصيادين الفلسطينيين يعانون من الاستهداف المكرر، وإلحاق الأذى بهم، وبقواربهم، ومنعهم من الدخول لمسافات تواجد السمك، مما سبب عزوف الكثير من الصيادين عن العمل وفقدانهم مصدر رزقهم الوحيد.
وتعرّض نحو 4 آلاف صيّاد يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة، لخسائر فادحة طيلة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع صيف 2014، تجاوزت 6 ملايين دولار، بحسب عياش.
ويضيف "تعرضت مهنة صيد الأسماك في قطاع غزة إلى انهيار كبير، خلال السنوات التي أعقبت حصار غزة (2006)، ليتراجع متوسط حجم الصيد السنوي إلى 800 طن سنوياً، انخفاضاً عن 5 آلاف طن سنوياً قبل فرض إسرائيل حصارها".
وتفرض إسرائيل حصاراً بحرياً على قطاع غزة، منذ 2007، وتسمح لهم بالصيد لمسافة تتراوح ما بين 6 - 9 أميال بحرية فقط.
وحسب نقابة الصيادين الفلسطينيين، فإن نحو 4 آلاف صياد في غزة يعيلون أكثر من 50 ألف فرد.
(العربي الجديد)