المحاضرات/الكتاب تناولت النقاش حول الأسماء في فلسفة اللغة ، واعتبرت عند صدورها أحد أهم المؤلفات الفلسفية التحليلية في القرن العشرين.
في "التسمية والضرورة"، الذي صدرت ترجمته مؤخراً عن دار "الكتاب الجديد" في بيروت وقد أنجزها محمود يونس، يقترح كريبكه عدة تساؤلات جوهرية لفهم الفلسفة التحليلية، منها؛ كيف تعود الأسماء على الأشياء في العالم، وهو جانب يتعلق بمشكلة القصدية.
أما السؤال الثاني فيتمثّل في إن كانت كل الأسماء المعروفة قبلاً هي بالضرورة حقيقية، وإن كانت كل الأسماء المعروفة لاحقاً هي بالنتيجة حقيقية. كما يفكر كريبيكه إن كانت الأغراض في العالم بما فيها البشر لها أي ملكيات جوهرية.
ويتطرق المؤلف إلى سؤال حول طبيعة الهوية، وكيف تعود المصطلحات الطبيعية على شيء ما، وماذا تعني.
يجنح الفيلسوف إلى مهاجمة النظريات الوصفية للأسماء التي يعيدها إلى غوتلوب فريغه، وبرتراند راسل، ولودفيغ فينغشتاين، وجون سيرل.
وفي ما يتعلق بمسألة الهوية، فإن كريبكه يقدّم محاججة قوية ضد مادية الهوية في فلسفة العقل تلك التي تقول بأن كل حقيقة ذهنية لها حقيقة مادية تطابقها.
في المحاضرة الأولى يشرح كريبكه الآراء الفلسفية القائمة حول الطريقة التي تعمل بها الأسماء ويفندها وينتقدها، لا سيما نظرية غوتلوب فريغه التي تعتبر أهم نطريات التسمية والتي اشتغل عليها وطورها برتراند راسل، حتى أنها باتت تعرف بنظرية فريغه-راسل.
أما المحاضرة الثانية في هذه الثلاثية، فيعيد كريبكه فيها قراءة النظرية المؤسسة للأسماء ويناقش موقفه من طبيعة المرجع، وهو موقف ساهم بقوة في تطوير نظرية المرجع المهيمنة.
المحاضرة الأخيرة، يناقش فيها كريبكه الفرق بين الضرورة المعرفية والميتافيزيقية، كما يتطرق بالنقد إلى معضلة العقل-الجسد في فلسفة العقل.
يعتبر كتاب "التسمية والضرورة" من بين أفضل الأعمال الأساسية في فلسفة اللغة، وقد لعب دوراً أساسياً في إعادة النظر في نظريات مؤسسة من خلال طرح جديد قدمه كريبكه في كتابه هذا وهو أن الفلسفة ليست أكثر من تحليل للغة.