يجري تلقّي التاريخ بعدّة أشكال ونستوعبه بأساليب متعدّدة، ولكن ما مدى صحّة هذه الأساليب إن كان أحدها هو التخيّل؟ هل ينبغي إهمال التخيّل كعامل مساهمٍ في فهم الماضي وهل من الممكن تجنّبه لتحقيق عملية الوصول إليه؟ وما هو الحاجز الذي يفصل التخيّل عن الخيال؟ ومتى يتحوّل التاريخ إلى عمل فنّي ويخرج من مجرّد كونه ممارسة بحثية؟
هذه الأسئلة تتناولها فعالية بعنوان "صور خيالية من الماضي الحقيقي" وتتضمّن جلسات من القراءة الجماعية والكتابة عن الخيال التاريخي، تنظّمها مؤسسة "م م ا غ" في العاصمة الأردنية، بالتعاون مع "مكتبة عمّان الصغرى"، أيام الأحد 14 و21 و28 من الشهر الجاري.
تتطرّق الجلسات إلى كيفيّة العودة بالتاريخ عبر الفن والكتابة الإبداعية بالاستعانة بنصوص فلسفية؛ وأهمها مقالات للفيلسوف العربي الحداثي ناصيف نصّار، ومنها ينطلق القائمون على الجلسات إلى آراء الأدباء العالميين مثل ليف تولستوي، وإيما داروين، وغيرهما لطرح هذه المسألة مجدّداً.
إلّا أنّ النظر إلى الخيال التاريخي ليس مقتصراً على صُنّاعه فحتى القرّاء أو المتابعين للمسلسلات التاريخيّة هم معنيون بهذه الأعمال كمتلقين لها ويملكون القدرة على تشكيل الوعي العام لاستيعاب هذا النوع من الأدب أو الفن.
من خلال النظر إلى التصنيفات السائدة لأنواع الخيال التاريخي، تحاول المحاضرات فهم كيفية تقييم النصوص وحتى المسلسلات التاريخية عبر النظر إليها كأعمال فنية وليست كمصادر معرفيّة. ومن هنا، ينطلق النقاش إلى التحديات التي تواجه الكتّاب عندما يريدون مواجهة الماضي لإنتاج أدب الخيال التاريخي في الحاضر.
مؤسسة "م م ا غ" كانت قد قدّمت أمس، العرض الثاني من أصل أربعة عروض لبرنامج "الفراغ الفاصل، الاحتجاج: برنامج أسير عاشق السينمائي"، فعُرض فيلم "ليس لهم وجود" للمخرج السينمائي الفلسطيني مصطفى أبو علي الذي أُنتج عام 1974، وفيلم "هنا وهناك" من إخراج آن ماري ميفيل، وجان لوك غودار، وجان بيير غورين، الذي أنتج عام 1976.