تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "يتشارك جيلنا تجربة الأمل والإحباط؛ الأمل بمستقبل حرّ والإحباط من مجتمعات وأنظمة فاسدة"، يقول الشاعر الفلسطيني.
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- الكتابة الجديدة تتمثّل في التحرُّر من القيود التي يفرضها الشكل والموضوع، كما تتمثّل بميل النصّ نحو الشخصي على حساب العام، وهي تضع التجربة الإنسانية في المركز. هي الإنسان أوّلًا قبل القضيّة والشعار والمكان - لقاء في فضاء إنساني جامع.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- أتمنّى ذلك. يتشارك هذا الجيل تجربة الأمل والإحباط - الأمل بمستقبل حرّ والإحباط من مجتمعات وأنظمة فاسدة قمعت رغبة شبابها في الحرية الكرامة. نتشارك فشل التجربة الوطنية العربية، تجربة المنفى الشعوريّ في الوطن والخارج. الذهاب إلى الشخصي وخلق الفقاعة من جديد. هذه المركّبات هي ما يحدّد ملامح هذا الجيل الأدبي.
الانتصار هو عودة الثقافة كتيار مؤثّر ومركزي في المجتمع
■ كيف علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- العلاقة مع الأجيال السابقة تتمثّل بالاعتراف بها كتجربة أدبية نؤسّس عليها تجاربنا الجديدة، ليست حالة عدائية كما سبق لجيل الحداثة أن تعامل مع التجارب التي سبقته، بل أتعامل معها كتجربة أدبية وفنية. نحن نخطئ حينما نتعامل مع الأدب كتجربة فكرية أكثر من كونه تجربة حسيّة - عندما نتعامل مع الأدب كتجربة حسّية، فنحن نسامح أكثر.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- هي أوّلًا معركة على الشرعية. شرعية الفنّ بشكل عام في ظل تنامي تيارات دينية متطرّفة تحارب الفن، ومن ضمنها الأدب. هدف هذه المعركة هو الانتصار بها، ويأتي شكل هذا الانتصار بعودة الثقافة لتكون تياراً مؤثّراً ومركزيّاً في المجتمع.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- صدر كتابي الأول عن "دار الغاوون" في بيروت عام 2012 تحت عنوان "كلمات ذات رائحة كريهة" وكان عمري 24 عاماً.
■ أين تنشر؟
- نشرت مجموعتيَّ الأخيرتين بصيغة إلكترونية فقط - ثماني سنوات بعد صدور مجموعتي الأولى. جاء قراري هذا لعدّة أسباب، أوّلها غياب دَوْر دُور النشر في عالمنا العربي، وتلاؤماً مع متطلّبات هذا العصر حيث تحوَّل الهاتف الذكي المصدر الأساسي للمعلومات عند الغالبية الساحقة.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- جرّبت عدة طُرق للقراءة، ولم تنفع منها إلا المخطّطة، مع أنّني لا أميل إلى ذلك، إلّا أنها الطريقة الوحيدة التي نفعت إلى الآن.
■ هل تقرأ بلغة أُخرى إلى جانب العربية؟
- معظم قراءتي باللغة العربية، إلّا أنني أقرأ من حين إلى آخر باللغتين الإنكليزية والعبرية، بالإضافة إلى الكتب المترجمة إلى العربية.
■ كيف تنظر إلى الترجمة، وهل لديك رغبة في أن تُتَرجَم أعمالُك؟
- أنظُر إليها ببالغ الأهمية، ترجمتُ مجموعةً من نصوصي وأطمح إلى المزيد.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- أستمرّ في الكتابة الشعرية في شكل شعري جديد بالنسبة إليّ، ومن غير الواضح الآن إلى أين يذهب ذلك.
بطاقة
شاعر فلسطيني من مواليد قرية الفريديس في قضاء حيفا عام 1988 ويعيش في مدينة يافا المحتلة. حاصل على الماجستير في القانون، وكذلك في دراسات اللغة العربية، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان، وفي المجال الثقافي من خلال عمله مديراً لـ"مسرح السرايا" العربي في يافا. صدرت مجموعته الشعرية الأولى "كلمات ذات رائحة كريهة" عام 2012 في بيروت، ومجموعتاه الأخيرتان "لنأكل تفاحتنا معاً" و"أصوات في الخلفية" صدرتا هذا العام بصيغة إلكترونية (2020).