لم يشكّل حضور اسم الكاتب الجزائري بوعلام صنصال ضمن قائمة المرشّحين لدورة هذا العام من "جائزة غونكور" للرواية، التي أُعلن عنها اليوم، مفاجأةً في المشهد الأدبي الفرنسي.
فالكاتب المعروف بالتحريض على الإسلام والإعجاب بدولة الاحتلال الإسرائيلي والتي زارها وغنّج متطرفيها والتقط صوراً أخوية مع المستوطنين في القدس المحتلة، حظي بدعم في الأوساط الأدبية والإعلامية اليمينية، كما هو الحال بالنسبة إلى الكاتب ميشيل ويلبيك، الذي حلّ ضيفاً على إحدى التلفزيونات الفرنسية، قبل أيّام قليلة، ودون مناسبة أو مقدّمات، راح يمتدح صاحب رواية "قرية الألماني".
ليس خافياً أن صنصال يقلّد في روايته المرشّحة "2084" ويلبيك نفسه، والذي يُوصف بـ "عرّاب الإسلاموفوبيا" في الأدب الفرنسي. لكن، إن كان الكاتب الفرنسي، في روايته "استسلام" ("فلاماريون" 2014) تخيّل بلاده محكومةً من طرف رئيس إسلامي اسمه محمّد بن عباس سنة 2022، فإن "تلميذه" الجزائري ذهب بخياله بعيداً، وتخيّلها محكومة من طرف ما يُسمّى "تنظيم الدول الإسلامية" في روايته الصادرة عن "غاليمار" (2015).
تحضر في القائمة أيضا رواية "المهيمنون" للشاعر والروائي الفرنسي من أصول تونسية هادي قدور، والتي يتناول فيها الأوضاع في تونس سنوات العشرينيات، خلال فترة الاستعمار الفرنسي.
من أبرز الروايات المرشحة لنيل الجائزة، رواية "حب مستحيل" لـ كريستين أنجو، والتي تستعيد فيها، بأسلوبها الاستفزازي، المعهود قصّة لقاء أبيها وأمها على خلفية قصة عاطفية بين الأب وابنته، والتي سبق وأن تحدثت عنها في روايتها السابقة "زنا المحارم"، وأيضاً رواية "البوصلة" للكاتب الفرنسي والمستعرب ماتياس إينار، والتي تدور أحداثها في المشرق العربي. ويراهن عدد من المتخصّصين في الشأن الأدبي الفرنسي على حظوظ وافرة لإينار في الفوز بجائزة هذا العام.
ضمّت القائمة التي أعلنت عنها لجنة محكّمي الجائزة 15 رواية، ومثّلت دار النشر "غاليمار" و"ستوك" بثلاث روايات و"فلاماريون" بروايتين، في حين غابت دار النشر "غراسيه".
تجدر الإشارة أن هذه القائمة ستتم غربلتها نهاية الشهر القادم، وسيتم الإعلان عن لائحة قصيرة من أربع أو خمس روايات، على أن يُعلن اسم الفائز في مستهل تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
يرأس لجنة المحكّمين، هذا العام، الكاتب والإعلامي برنار بيفو، وتتكون اللجنة من تسعة كتّاب من بينهم المفكر والكاتب رييجيس دوبريه والكاتب المغربي طاهر بن جلون.