وأعلنت وزارة الدفاع التركية، ليلة أمس، إطلاق عملية عسكرية، هي الثانية من نوعها، تستهدف المناطق العراقية الحدودية مع تركيا، التي يوجد داخلها مسلحو "العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة.
وقال بيان لوزارة الدفاع التركية، منتصف ليل الأحد/ الاثنين: "انطلقت عملية المخلب-النسر، وطائراتنا تدمّر جحور الإرهابيين فوق رؤوسهم"، غير أن مراسل "العربي الجديد" نقل عن مصادر سياسية كردية في إقليم كردستان العراق، أن القصف التركي شمل أيضاً مواقع داخل سورية ضمن المثلث السوري العراقي التركي، وتحديداً منطقة جبل كرتشوك الحدودي السوري، التي ينشط فيها مسلحو "العمال الكردستاني".
وشمل القصف ما لا يقلّ عن 17 موقعاً في جبل سنجار ومخمور ضمن محافظة نينوى بين الساعة الثانية عشرة والثانية صباح اليوم، استهدف مواقع مفترضة لمسلحي "الكردستاني"، وأيضاً موقعين قرب مخيم يقطن فيه لاجئون من أكراد تركيا.
وقال مسؤول محلي في قضاء سنجار (90 كم غرب الموصل) يُدعى قاسم شنكالي، لـ"العربي الجديد"، إن القصف طاول مواقع لـ"وحدات حماية كردستان"، وهي مليشيا مسلحة أشرف "العمال الكردستاني" على إنشائها بعد عام 2014، وهي حالياً الذراع المحلية له في العراق، مبيناً أن "القصف التركي أوقع خسائر بشرية".
وفي إقليم كردستان، شمل القصف بأكثر من 40 ضربة جوية مناطق سلسلة جبال قنديل، وقرى بلدة خواكورك، وناحية برادوست، وجبال كاره ومتين، زيني ورتي ومناطق ريف كايتي، وسُمعت أصوات انفجارات عنيفة قرب قضاء العمادية حيث يوجد نشاط لمسلحي "العمال الكردستاني" هناك.
وصباح اليوم الاثنين، قال مسؤول كردي في أربيل إن الغارات شملت مواقع محددة لمسلحي الحزب، ولم تصل إلى المدن أو المناطق التي تحوي تجمعات سكانية، لافتاً إلى أن "أصوات الانفجارات ما زالت تسمع هنا وهناك بين وقت وآخر، والقوات البرية التركية موجودة داخل قرى حدودية عراقية في سيدكان وسوران على الحدود مع تركيا، لكن العملية حتى الآن عبارة عن ضربات جوية".
Facebook Post |
وفيما قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني سامان برزنجي، لـ"العربي الجديد"، إن "القصف حدث غير جديد، وبات شبه معتاد بالنسبة إلى السكان"، ذكر أن ""العمال الكردستاني" هو مصدر التهديد الأمني الأول للإقليم، لا تنظيم "داعش""، متهماً الحزب بأنه "يتخذ من الإقليم قاعدة لتنفيذ هجماته، بينما بغداد تمارس السيادة وفقاً للأمزجة، وتسكت عن وجود الحزب في مناطق عراقية، وتعترض على أشياء أقل منها أهمية"، وفقاً لقوله.
ولم تعلق الحكومة العراقية إلى غاية الآن على العمليات العسكرية التركية، لكن نائباً بارزاً في البرلمان العراقي قال لـ"العربي الجديد"، إن "العمليات التركية إفراز لنتائج عجز الحكومات العراقية المتتالية عن ضبط حدودنا مع تركيا، وقد تكون بموجب القانون الدولي بمثابة دفاع عن النفس، لأن "العمال الكردستاني" يتخذ من العراق منطلقاً لهجماته على الأتراك".
وتابع: "نعتقد أن الأتراك ينسقون بشكل أو آخر مع الحكومة العراقية في هذا الملف تحديداً. لكن بطبيعة الحال، لن تؤيد الحكومة العراقية العملية"، لافتاً الى أن "مسؤولين أتراكاً زاروا بغداد قبل مدة وبشكل غير معلن، وأجروا عدة لقاءات، وقد يكون للعملية التي جرت ليلة أمس علاقة بها".