ويطلق على هذا اليوم أيضاً، الجمعة الكبيرة والجمعة الطويلة والجمعة الطيبة والجمعة الحزينة والجمعة المقدسة، وفيه تطول الصلوات دون توقف من السادسة صباحاً وحتى السادسة مساء، حيث يحرص الشمامسة على ارتداء ثياب الحداد مرددين الترانيم الحزينة.
وتتفق جميع الطوائف المسيحية على صيام هذا اليوم، فيمتنعون عن الطعام والشراب من منتصف ليل الخميس وحتى ظهر يوم الجمعة في بعض الطوائف وحتى السادسة من مساء الجمعة كما في طوائف أخرى. وتكون الوجبات في ذلك اليوم نباتيّة وغير مطبوخة وغير محلاة.
ويقول الباحث المختص في الفولكلور القبطي عصام ستاسي: " تكاد تقتصر الاحتفالات الشعبية بهذا اليوم على إعداد المائدة بمكوناتها الرئيسية من الفول النابت والسلطة الخضراء... وفي يوم الجمعة العظيمة تعوّد الناس على تناول وجبة واحدة فقط".
ويتم الاستعداد بتجهيز الفول النابت بالخبز الشمسي أو "المرحرح" أو "المبطط" في الصعيد والأرياف، بينما لجأ أهل المدن إلى المخابز الحديثة لتوفير الخبز المحمص أو الملدن. حيث يوضع الفول النابت في الماء الذي يتم تغييره بشكل دائم، حتى ينبت الفول. ويقال إن الاتفاق على وجبة الفول النابت بين الأقباط يعود إلى سهولة تجهيزه في يوم العيد، وسهولة هضمه كوجبة خفيفة في الصيام، كما يرى بعضهم أنها وجبة تغسل المعدة وتنظفها بعد فترة صيام طويلة، وتهيئها لتناول الطعام العادي، وخاصة طعام شم النسيم من فسيخ وبصل وبيض وغيرها.
أما السلطة الخضراء المقترنة بالفول النابت، فهي عادة مصرية قديمة، ثم أصبحت ملزمة في يوم الجمعة الحزينة، إذ لا بد من اللون الأخضر على المائدة، ومن مصادره الخيار والخس والفلفل الأخضر والجرجير والبقدونس والكسبرة الخضراء. وإذا كان المصريون يشترطون إضافة الخل على السطة الخضراء، فإن المسيحيين في بعض مناطق الشام يضيفون زيت زيتون إلى وجبتهم التي تسمى "الحر والمر"، وهي عبارة عن سلطة خضر يضاف إليها زيتون إضفاءً لنكهة من المرارة في إشارة إلى المسيح الذي ذاق المرّ على صليبه وفق بعض التأويلات.