كان صلاح علي يذهب إلى المدرسة قبل مقتل والده في الفلوجة. انقلبت حياته رأساً على عقب، وقد ترك المدرسة للعمل.
وجد صلاح علي (17 عاماً) نفسه مضطراً لإعالة والدته وأشقائه الثلاثة الصغار بعد مقتل والده في مدينة الفلوجة خلال العمليات العسكرية، ما دفعهم إلى النزوح إلى إحدى ضواحي بغداد. يعتمر "شماغاً" أحمر اللون، ذلك الذي تركه له والده، تعلو رأسه قبعة سوداء تقيه حرارة الشمس أثناء دفع عربته التي يضع فيها حقائب المسافرين على جسر بزيبز.
يقول لـ "العربي الجديد": "لم يكن أمامي سوى ترك الدراسة لأعيل والدتي وأشقائي الصغار، وتأمين لقمة عيشهم بكرامة، من دون أن نضطر إلى طلب المساعدة من أحد". لم يكن هناك فرص عمل، قبل أن يتمكن من العمل حمالاً، ينقل بضائع المسافرين والنازحين على جسر بزيبز، قبل أن تغلقه الحكومة أمام النازحين خلال موجة النزوح الكبيرة من الرمادي قبل أشهر.
يتابع علي: "تمكنت من إخراج عائلتي من منطقة بزيبز إلى إحدى ضواحي بغداد، وما زلت أعمل حمالاً في السوق ومواقف السيارات القريبة من البلدة التي أسكنها". كلّما مسح عرق جبينه بـ "شماغه"، يتذكر والده. كأنه كان يوصيه بأن يأخذ مكانه ويرعى عائلته من بعده. يتذكر أيضاً مدرسته وأصدقاءه الذين يلتقي بهم من وقت إلى آخر.
يقول إنه ليس نادماً لأنه ترك مدرسته ليعيل عائلته. ويفكر كثيراً في مستقبله ومستقبل والدته وأشقائه الصغار، في بلد ضاع فيه كل شيء، حتى باتوا يفتقدون الأمن تماماً. قبل غروب الشمس، يعود إلى منزله حاملاً الفاكهة والخضار والخبز. تستقبله والدته بالدعاء والمواساة، وبمفردات عراقية تبعث على الطمأنينة: "عفية وليدي الله يساعدك". يشير إلى أنه حين ينظر إلى والدته وأشقائه الصغار الذين يقولون له "حفظك الله لنا"، وهم يأكلون ويشربون ويضحكون، "أشعر بأنني رجل أربعيني أو خمسيني، ويتملكني إحساس بالسعادة لأنني تمكنت من إطعامهم من دون أن أمد يدي لأحد".
رفض علي خروج أشقائه الثلاثة من المدرسة، بل حرص على شراء كل مستلزماتهم مما يدخره من عمله البسيط. يقول: "عليّ أن أضحي من أجلهم لعلهم يحظون بمستقبل أفضل. أما أنا، فأتمنى أن ينصفني المستقبل بفضل دعوات أمي". على الرغم من التغير الكبير الذي طرأ على حياته، يقول إنه راضٍ بما أراده الله، وخصوصاً أن بعض العائلات العراقية ليس لديها أي معيل.
يرفض أن يواسيه أحد أو يشفق عليه، ويرى أن حاله أفضل من كثيرين. يردد دائماً: "الحمد لله على كل حال. حالي أفضل من مئات العائلات المعدمة، الذين ليس لديهم أي معيل".
إقرأ أيضاً: أبو حازم: العقارب أرحم من المسؤولين
وجد صلاح علي (17 عاماً) نفسه مضطراً لإعالة والدته وأشقائه الثلاثة الصغار بعد مقتل والده في مدينة الفلوجة خلال العمليات العسكرية، ما دفعهم إلى النزوح إلى إحدى ضواحي بغداد. يعتمر "شماغاً" أحمر اللون، ذلك الذي تركه له والده، تعلو رأسه قبعة سوداء تقيه حرارة الشمس أثناء دفع عربته التي يضع فيها حقائب المسافرين على جسر بزيبز.
يقول لـ "العربي الجديد": "لم يكن أمامي سوى ترك الدراسة لأعيل والدتي وأشقائي الصغار، وتأمين لقمة عيشهم بكرامة، من دون أن نضطر إلى طلب المساعدة من أحد". لم يكن هناك فرص عمل، قبل أن يتمكن من العمل حمالاً، ينقل بضائع المسافرين والنازحين على جسر بزيبز، قبل أن تغلقه الحكومة أمام النازحين خلال موجة النزوح الكبيرة من الرمادي قبل أشهر.
يتابع علي: "تمكنت من إخراج عائلتي من منطقة بزيبز إلى إحدى ضواحي بغداد، وما زلت أعمل حمالاً في السوق ومواقف السيارات القريبة من البلدة التي أسكنها". كلّما مسح عرق جبينه بـ "شماغه"، يتذكر والده. كأنه كان يوصيه بأن يأخذ مكانه ويرعى عائلته من بعده. يتذكر أيضاً مدرسته وأصدقاءه الذين يلتقي بهم من وقت إلى آخر.
يقول إنه ليس نادماً لأنه ترك مدرسته ليعيل عائلته. ويفكر كثيراً في مستقبله ومستقبل والدته وأشقائه الصغار، في بلد ضاع فيه كل شيء، حتى باتوا يفتقدون الأمن تماماً. قبل غروب الشمس، يعود إلى منزله حاملاً الفاكهة والخضار والخبز. تستقبله والدته بالدعاء والمواساة، وبمفردات عراقية تبعث على الطمأنينة: "عفية وليدي الله يساعدك". يشير إلى أنه حين ينظر إلى والدته وأشقائه الصغار الذين يقولون له "حفظك الله لنا"، وهم يأكلون ويشربون ويضحكون، "أشعر بأنني رجل أربعيني أو خمسيني، ويتملكني إحساس بالسعادة لأنني تمكنت من إطعامهم من دون أن أمد يدي لأحد".
رفض علي خروج أشقائه الثلاثة من المدرسة، بل حرص على شراء كل مستلزماتهم مما يدخره من عمله البسيط. يقول: "عليّ أن أضحي من أجلهم لعلهم يحظون بمستقبل أفضل. أما أنا، فأتمنى أن ينصفني المستقبل بفضل دعوات أمي". على الرغم من التغير الكبير الذي طرأ على حياته، يقول إنه راضٍ بما أراده الله، وخصوصاً أن بعض العائلات العراقية ليس لديها أي معيل.
يرفض أن يواسيه أحد أو يشفق عليه، ويرى أن حاله أفضل من كثيرين. يردد دائماً: "الحمد لله على كل حال. حالي أفضل من مئات العائلات المعدمة، الذين ليس لديهم أي معيل".
إقرأ أيضاً: أبو حازم: العقارب أرحم من المسؤولين