يعرف الشاعر اللبناني صلاح ستيتية من كونه أحد أبرز الشعراء العرب الذي يستخدمون اللغة الفرنسية، وقد حاز على موقع لافت ضمن المشهد الأدبي الناطق باللغة الفرنسية في العقود الأخيرة. بداية من اليوم، يزور ستيتية عدداً من المدن المغربية، غير أنه لن يفعل ذلك بصفته شاعراً، بل محاضراً.
ستحمل محاضرة ستيتية عنوان "المتوسط التراجيدي اليوم"، وسيلقيها هذا المساء في "غاليري دي لاكروا" في مدينة طنجة. موضوع المحاضرة يحيل إلى اهتمام بارز لدى ستيتية؛ وهو التفكير الحضاري، وفيه يستند صاحب كتاب "الموت النحلة" للبحر الأبيض المتوسط كعامل تواصل ووئام بين الحضارات، خصوصاً بين حضارته الأم والمكان الذي يقيم فيه.
لعل كتابه "ثقافات وعنف المتوسط" يضم الأفكار الرئيسية التي يمكن أن يدلي بها ستيتية بخصوص سبل جعل البحر الفضاء الثقافي الذي يطمح إليه. يمثل صاحب "الماء البارد المحروس" نزعة تسمّى بـ "المتوسطية" تحاول أن تقدّم أطروحة تفنّد مقولة صدام الحضارات، وهذه النزعة كثيراً ما تحاول أن تقف في منطقة غير مسيّسة.
لعل كتاب "ثقافات وعنف المتوسط"، وبعد أن نشره في 2008، قد وجد من ستيتية أفكاراً كان يمكن أن يتضمّنها بما أن المتوسط أصبح في السنوات الأخيرة مسرح أحداث رئيس؛ حيث شهد موجات من الهجرات البشرية سواء من شمال أفريقيا أو من شرق المتوسّط.
المحاضرة الثانية لستينية ستكون بعد غد في مدينة فاس، قبل أن يزور مدينة الجديدة في 21 من الشهر الجاري كآخر محطة مغربية له.
اقرأ أيضاً: "كديسة": شرق وغرب ورسائل سلام منتهكة