بمجموعة من الأعمال التركيبية، يجسّد الفنان السوداني صلاح المر (1966)، مشروعه "صور لعمال شركة القطن"، في معرض ينطلق عند الحادية عشرة من صباح الأحد المقبل، التاسع من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الرابع من تموز/ يوليو المقبل في "غاليري المشربية للفن المعاصر" بالقاهرة.
الأعمال من الخشب والبرونز، وهي منحوتات مركبة تمثل الطبقات العاملة في القرى والأرياف المصرية والسوادانية، وهي البيئة التي لطالما انهمك المر في تجسيدها، وتظهر انعكساتها جلية في أعماله، من لوحات وغيرها.
عن المعرض يقول المر: "وُلدت في إحدى القرى التي تقع علي الضفة الغربية للنيل الأزرق. نشأت مع تصاميم الكروشيه المحبوكة من صنع والدتي. صور لحيوانات وهمية، رجال ونساء في حالة حب، دوائر ومثلثات متشابكة إلى ما لا نهاية، مع ألوان لا يمكن لأحد غيري أن يراها. هكذا فتحت عيني على العالم".
ويضيف: "من صبر جدي وقوته ومهارته في صنع شباك الصيد، علمت أن للصبر مذاق العسل المصنوع من رحيق زهور الليمون. عندما كنت طفلاً، بدأت النقش بالألوان قبل أن أقول كلماتي الأولى. اعتدت على رؤية شخصيات بين خطوط ودوائر ومثلثات رسومات والدتي".
وعن مصادر إلهامه، يبين المر أن كل ما يحيط به هو بشكل أو بآخر ملهم له: "زغاريد النساء، أغاني في سيارات الأجرة، رسومات ملونة بالطباشير الأبيض على الجدران من أحد المارة، رسومات غير مكتملة لطفل، امرأة ترتدي ملابس جريئة في الشارع، وامرأة أخرى تسير بخجل، جلباب رجل مطرز بحرفية أو بشكل عشوائي على الأكمام. ذكريات عالقة في ذهني عندما قدم السيرك الروسي عروضًا لا تُنسى في الحديقة العامة للسكان المحليين. يأتي كل ذلك وغيره في وجهي أمام قماش أبيض ممدود على الإطار الخشبي".
سبق للمر أن قدم العديد من المعارض، أعماله كشفت عن تداخل الأساليب واستلهام الرموز الأفريقية إلى جانب الشرقية، كذلك لا يخفى حضور أثر للفن التشكيلي من أميركا اللاتينية في طريقة تمثيل الشخصيات سواء أكانت في المدينة أو الريف.
أما منحوتات معرضه "عمال شركة القطن"، ففيه تفاصيل من الأيقونات الأفريقية والأقنعة الشعبية المعروفة، هذا كله في قالب تجريبي جديد يمزج الأبيض والرمادي في قائمة المنحوتة التي تحمل رأساً أفريقياً، يظهر هؤلاء العمال كما لو كانوا آلهة قديمة.